أخبار

هبّة رشيدية في الإعلام الكويتي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تهديد برلماني باستجواب وزير قبل تعيينه
هبّة رشيدية في الإعلام الكويتي

الوزير الرشيد .. هل يشطب وزارة الإعلام الكويتية؟نصر المجالي من لندن: لاحظ متابعون للشأن الكويتي أن حركة التغيير تطبخ على نار هادئة في إطار خطة رسمها رئيس الحكومة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لتجاوز كل التشابكات والعواصف الوزارية والبرلمانية، حيث تعيين الوزراء الجدد وإحلال بعضهم بديلا لبعض يتم تنفيذه من خلال سياسة "الخطوة ..خطوة" وصولا إلى اكتمال العقد الحكومي المتجانس مع مجلس الأمة المثير للجدل الدائم التهديد لوزراء الحكومة حتى قبل قرار حمل حقائبهم الوزارية الجديدة، وهذا ما تبين جهارا نهارا حين هدد نواب باستقبال وزير المال الجديد بدر الحميضي بتوجيه استجواب له حول ما يقولون إنه "تبديد لأموال الشعب الكويتي من خلال الصندوق الكويتي للتنمية العربية" الذي تربع على عرشه للسنوات الماضية. ومع انتظار صدور مرسوم أميري بتعيين الوزير الجديد، فإنه من المنتظر أيضا تعيين مدير عام جديد للصندوق.

والتغيير الهادئ الذي استهل يوم الخميس الماضي بتعيين الدكتور أنس بن محمد أحمد الرشيد وزيرا للإعلام، سيشمل وزارات أخرى أيضا غير المال وإداراتها ليطال البلدية التي قيل أن نائب رئيس الوزراء وزير الشؤون البرلمانية محمد ضيف الله شرار أو وزير الأوقاف عبد الله المعتوق سيتولى حقيبتها، وقالت مصادر كويتية انه إذا تم إلحاق البلدية بوزير الأوقاف فإنه آت لتنفيذ كل شروطه التي وضعها في أن يغير في البلدية كيفما شاء، مع منحه صلاحيات مطلقة، حيث من خططه تفكيك البلدية وتوزيع اختصاصاتها على الوزارات.

هذا فضلا عن أن وزير الصحة الدكتور محمد الجار الله عازم هو الآخر بعد الانتهاء من معركة استجوابه من البرلمان على إجراء تغييرات كبرى في الوزارة وأهمها تغيير الوكيل الذي بالفعل تم تجميده أول من أمس ووقفه عن العمل.

وإلى هذا، فإن التغييرات الأهم التي ينتظرها الكويتيون بفارغ الصبر الذي طال، هي تلك التي ينويها وزير الإعلام الجديد الشاب الدكتور أنس بن محمد أحمد الرشيد، الذي دشن عهده الوزاري أمس بالقول حين دخل مبنى الوزارة التي تعتبر الحقيبة الوزارية المتفجرة على الدوام "اللهم أعطني خيرها واكفني شرها"، والتغييرات هذه كانت من ضمن شروطه قبل قبوله المنصب.

وفي إطار ما ينتظر، علمت إيلاف ان الرشيد سيسعى إلى "حلحلة" التلفزيون والإذاعة وتغيير وكلائهما، كما أنه سيتجه إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وسيحدث فيه تغييرات كبرى من "الرأس إلى الساس" حسب المثل الشعبي الكويتي، ليكون اكثر نشاطا وديناميكية، وهو أيضا سينفذ خطة لتطوير مجلة العربي مع احتمال إلغاء مجلة الكويت التي تصدرها وزارة الإعلام ودمجها مع العربي، وسيهتم، حسب المصادر الكويتية، بتنشيط الفنون والثقافة والمسرح، كم أن خطته الطموحة تتناول الإعلام الخارجي الذي يعتزم منح سيمنح وكيل الوزارة لشؤون هذا الإعلام صلاحيات مطلقة.

وإذ تساءلت المصادر الكويتية عن سر ما يحتويه "الملف الأصفر" الذي كان يحمله الوزير الرشيد حال دخوله مبنى وزارة الإعلام أول من أمس، وعن هوية الشخص الخبير الذي التقاه طويلا في مكتبه وكلفه بوضع تصور شامل لخطة التغيير، فإن الرشيد كما علمت "إيلاف" سيعمل بمنتهى العزم على تفكيك الوزارة حيث سيمنح الاستقلال لقطاعات الوزارة المهمة حسب خطة تقضي بإنشاء الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وإنشاء المؤسسة العامة للإعلام وتشمل الإعلام الخارجي ووكالة الأنباء وقطاع المطبوعات وإنشاء الهيئة العامة للسياحة، وعلم أن الوزير الجديد سيبقي على الإشراف والمتابعة له بيد وكيل الوزارة.

ومع خطة الانقلاب التي ينويها الدكتور الرشيد، فإن مجموعة من التساؤلات بدأت تطرح نفسها على ساحة النقاد والمتابعين للأداء الوزاري، ولعل واحدا من هذه التساؤلات هو أنه كيف سيوازن "الوزير بين تاريخ والده العريق في المعارضة الكويتية ووضعه الحالي في حضن الحكومة" ويعتبر البرلماني السابق والد الوزير محمد الرشيد من أهم المتشددين في التيار القومي الذي احتوته الكويت منذ خمسينيات القرن الماضي.

وأخيرا، لعل السؤالين المهمين اللذين يطرحان أنفسهما هما: كيف سيوازن الوزير الرشيد بين خلفيته الدينية وأفكاره التقليدية وتوجهات الوزارة الليبرالية، وهل هو عازم في نهاية المطاف على تفكيك وزراة الإعلام التي تسلمها وخزنتها المالية خواء من النفقات التي كانت تتكبدها نحو ما هب ودب في عهود سابقة؟. يذكر أن يوم الخميس الماضي كان آخر يوم للزميل الوزير انس الرشيد في الزميلة القبس التي كان مستشارها حيث لوحظ أنه ترك على باب مكتبه القبسي حين غادر هذا البيت من الشعر: نزلنا ها هُنا ثم ارتحلنا .. هكذا الدنيا نزول وارتحال.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف