علاوي يقاطع حكومة الجعفري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أسامة مهدي من لندن: اعلن اعضاء في القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء المنتهية ولايته اياد علاوي انهم سيقاطعون الحكومة الجديدة المكلف بتشكيلها ابراهيم الجعفري فيما اكد الرئيس العراقي جلال الطالباني انه محبط لتاخير اعلان الحكومة بينما دمر انفجار مفخخة مسجدا للشيعة في بغداد في وقت اعترفت شركات امن اجنبية خاصة تعمل في العراق انها تتكبد خسائر بشرية فادحة هناك لكن واشنطن تقول انها لاتعتقد ان الاوضع الامني في العراق في حالة انهيار .
وقال اعضاء في قائمة علاوي انهم لن يشاركوا في الحكومة الجديدة التي يعتزم الجعفري الاعلان عنها الاسبوع المقبل وقال وزير شؤون المحافظات في حكومة علاوي القاضي وائل عبد اللطيف في تصريح صحافي في بغداد اليوم " اعتقد ان طاقم حكومة الجعفري سيعلن عنه الاسبوع المقبل سواء شاركنا في الوزارة ام لم نشارك واضاف " لحد الان لم تتم الاستجابة لمطالبنا في الحصول على منصب نائب رئيس الوزراء واربعة حقائب اخرٌ بينها سيادية".
ومن جهتها قالت النائب وجدان ميخائيل ان امر عدم المشاركة في الحكومة الجديدة قد حسم بسبب عدم الاستجابة لمطالب القائمة العراقية وسيتم الاعلان رسميا عن ذلك في وقت لاحق اليوم.. ومن جهتها اكدت النائب عن قائمة علاوي رجاء الخزاعي ان عدم منح القائمة منصب نائب رئيس الوزراء واربع حقائب بينها سيادية فانها لن نشارك في الحكومة. واكدت قائلة " نحن نطمح في المشاركة وفق استحقاقنا الانتخابي لكن المفاوضات التي اجراها اياد علاوي مؤخرا لم تفض عن نتائج واضحة في الحصول على مطالبنا".
وابلغت مصادرعراقية "ايلاف" ان جهودا تبذلها اطراف عراقية وخاصة الرئيس العراقي جلال الطالباني لاقناع علاوي بعدم الاعلان عن مقاطعته للحكومة طالبين مزيدا من الوقت واتصالات اخرى واشارت الى ان علاوي قد رد على هذه الجهود بالقول ان الامر لايحتاج الا للموافق على مطالب وزارته وهو امر تسنقه من لالها حصولها على 40 مقعدا في الجمعية الوطنية (البرلمان) وحتلت المرتبة الثالثة بعد القائمتين الشيعية والكردية في نتائج الانتخابات الاخيرة .
وأزاء ذلك قال المتحدث باسم قائمة الائتلاف العراقي الشيعية علي الدباغ اأن الحكومة الجديدة ستعلن الاسبوع المقبل من 31 حقيبة وزارية 17 للشيعة 9 للاكراد واربعة للعرب السنة وواحدة للتركمان.
وعلى الصعيد نفسه اكد الرئيس العراقي جلال طالباني انه يشعر بالاحباط بسبب تأخير اعلان الحكومة العراقية الذي عزاه الى اختلاف على توزيع الحقائب الوزارية. وقال طالباني في تصريحات للصحافيين نقلها التلفزيون العراقي بعد لقائه قادة مجلس الحوار الوطني الذي يضم مجموعة من الاحزاب واشخصيات السنية ان هناك اختلاف على توزيع الحقائب الوزارية" معتذرا عن تحديد وقت لاعلانه الحكومة.
واضاف "نحن نؤمن بحكومة وحدة وطنية وهذا ما تم الاتفاق عليه مع لائحة الائتلاف العراقي الموحد" التي يدعمها المرجع الشيعي اية الله السيدعلي السيستاني والتي فازت في الانتخابات العراقية.
وقال طالباني "لقد اجتمعت صباح اليوم مع مجلس الحوار الوطني وسوف التقي بعد الظهر الجبهة الوطنية الجديدة السنية " موضحا ان الهدف من هذه الاجتماعات هو تحقيق المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتذليل العقبات وشدد على ان هذه المصالحة هي السبيل الوحيد لالحاق هزيمة بالارهابيين مشيرا الى انه اذا اعطيت للعرب السنة حقوقهم فانهم لن يقاطعوا الحكومة وقال "اقنعت مجلس الحوار الوطني بعدم مقاطعة الحكومة الجديدة فوعدونا بانهم لن يقاطعوا".
واضاف ان مواصلة الحوار يهدف ايضا الى ازالة العقبات التي تعيق تشكيل هذه الحكومة وكذلك لتمهيد الاجواء نحو عقد اجتماع موسع مع كافة الاطياف والشرائح لتبادل الاراء حول ما يجري بخصوص تشكيل الحكومة "ونحن مصممون على مشاركة كافة مكونات الشعب وعبر الحوار وتبادل الاراء بكل صراحة".
تفجيرمسجد للشيعة
وقتل خمسة اشخاص وجرح 25 اخرين بانفجار سيارة مفخخة اليوم امام مسجد شيعي جنوب شرق بغداد خلال صلاة الجمعة. وقال المصدر في وزارة الداخلية العراقية ان "خمسة اشخاص قتلوا وجرح 25 اخرين في اعتداء استهدف مسجد الصبيح" الذي يعرف ايضا باسم "حسينية المهدي". واضاف ان "بعض الشهود افادوا ان انتحاريا فجر السيارة وهي من نوع بي ام دبليو بيضاء اللون ولكننا بصدد التأكد من هذه المعلومات".
ودمر الانفجار جزءا من الحسينية والحق اضرارا بالمنازل المجاورة وبعدد من السيارات التي كانت متوقفة بالقرب منها. وقال شهود ان السيارة كانت مركونة في الجانب الخلفي من الحسينية التي انهار سورها.
وكانت موجة من الاعتداءت استهدفت مساجد شيعية في العراق خلال شهر شباط (فبراير) الماضي عشية ذكرى عاشوراء اوقعت 34 قتيلا واكثر من خمسين جريحا.
خسائر بشرية فادحة للشركات الامنية الاجنبية
وفي تقرير لها اليوم قالت وكالة الصحافة الفرنسية ان الشركات الامنية الخاصة التي توظف الاف الاجانب في العراق تكبدت هذا الاسبوع افدح الخسائر البشرية منذ نهاية الحرب مع مقتل 13 من موظفيها خلال 48 ساعة في هجمات شنها متمردون.
وحسب وزارة الداخلية العراقية فان هذه الشركات توظف منذ سقوط نظام صدام حسين قبل عامين حوالى خمسين الف اجنبي وعراقي اغرتهم الرواتب الخيالية التي تدفعها. لكن حتى وان كانوا يتحاشون الظهور او التعريف عن انفسهم فان هؤلاء العاملين يتعرضون باستمرار لهجمات المتمردين.
وامس الخميس قتل ستة اميركيين يعملون في شركة "بلاكووتر" الامنية الاميركية ويتولون حماية الشخصيات العراقية والاميركية في العراق. كما قتل حارسين فيدجيين في سقوط طائرة بلغارية بصاروخ اطلق عليها بشمال بغداد. وقتل موظف اميركي سابع يعمل في شركة "بلاكووتر" وجرح اخر بالقرب من الرمادي (100 كلم غرب بغداد) بانفجار عبوة ناسفة بالسيارة التي كانا يستقلانها.
وقال رئيس "بلاكووتر يو اس اي" غاري جاكسون "انه يوم حزين جدا لعائلة بلاكووتر" واضاف "فقدنا سبعة من اصدقائنا في اعتداءات نفذها ارهابيون في العراق". وفي نفس اليوم ايضا، اودى انفجار عبوة ناسفة على طريق مطار بغداد احدى الطرق الاكثر خطورة في العاصمة العراقية، بحياة موظف في شركة "ايجيس" الامنية ومقرها بريطانيا كما ادى الى جرح اخر. ولم توضح الشركة هوية الضحيتين. والاربعاء قتل كندي واميركي واسترالي يعملون في شركة "ادنبرا ريسك" البريطانية بانفجار عبوة ناسفة على طريق مطار بغداد ايضا.
ومع هؤلاء القتلى يرتفع الى 227 على الاقل عدد الاجانب العاملين في شركات امنية في العراق الذين قتلوا في هذا البلد، حسب احصاء اجراه موقع الانترنت "كواليشن كاجويليتس" وهو موقع مستقل.
وفي منتصف الشهر الماضي فقدت شركة "بلاكووتر" اثنين من موظفيها بانفجار عبوة ناسفة على طريق المطار التي تجوبها يوميا ارتال من السيارات الرباعية الدفع التي يستعملها اجانب. وكان اربعة موظفين من الشركة الامنية الاميركية قتلوا في اذار (مارس) عام 2004 في الفلوجة (50 كلم غرب بغداد) بانفجار عبوة ناسفة. وتم التمثيل بجثتي اثنين منهم من قبل جموع غاضبة اقدمت على تعليق الجثتين على احد الجسور. وبعدها شن الجيش الاميركي اول عملية واسعة النطاق ضد المدينة.
وتعمل هذه الشركات في العراق بمباركة القوات الاميركية لكن العراقيين لا ينظروا اليها بعين الرضى. وكان بول بريمر الحاكم المدني الاميركي على العراق اصدر في حزيران (يونيو) عام 2004 قرارا يحمي موظفي الشركات الامنية الخاصة التي تعمل مع الاميركيين والحكومة العراقية من اي ملاحقة قضائية.
وكان المسؤول الكبير في وزارة الداخلية العراقية عدنان الاسدي اوضح مؤخرا ان ستين شركة من هذا النوع تعمل في العراق مع حوالى خمسين الف موظف. وتجعل هذه الارقام من الشركات الامنية ثاني اكبر مجموعة اجنبية في البلاد بعد القوات الاميركية (150 الف جندي) بينما القوات البريطانية لا تعد الا 9 الف جندي.
وكانت صحيفة "الدايلي تلغراف" البريطانية ذكرت مؤخرا ان مسؤولين عسكريين بريطانيين بعثوا برسائل الى 300 عنصر من القوات الجوية الخاصة يخدمون في العراق يطلبون منهم البقاء في الجيش وعدم الانضمام الى الشركات الامنية الخاصة حيث الرواتب اكبر بكثير مما يتقاضونه في الجيش.
ونقلت صحيفة "الغارديان" عن عنصر سابق في القوات الجوية الخاصة قوله انه يقبض شهريا 14 الف ليرة استرلينية (27 الف دولار) في القطاع الخاص في حين ان راتبه في الجيش لم يكن سوى الفي ليرة استرلينية.
واشنطن لاتعتقد بانهيار امني
وبرغم هذه الخسائر البشرية والتصاعد في التفجيرات نفت الولايات المتحدة حدوث انهيار امني في العراق بعد تصاعد اعمال العنف التي كان من بينها اسقاط مروحية بصاروخ اطلقه مسلحون.
وقال ادام ايريلي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية "لا اقول ان هناك انهيارا في الامن. استطيع القول ان هناك نمطا مستمرا من الهجمات تتغير وتيرته. هناك فترات تصاعد وفترات ينخفض فيها العنف". وكان ايريلي يرد على سؤال حول ما اذا كانت الهجمات التي شنها المسلحون مؤخرا هي دليل على انهيار الوضع الامني في العراق الذي لم تشكل فيه حكومة جديدة منذ الانتخابات التي فاز فيها الشيعة في 30 كانون الثاني (يناير) الماضي.واضاف ايريلي ان القوات المتعددة الجنسيات في العراق اضافة الى السلطات المحلية ترى ان الهجمات "تتطلب اهتماما كاملا وجهودا متواصلة لمواجهتها".
وقتل المسلحون عشرة اشخاص على الاقل من خبراء الامن الاجانب العاملين في العراق في ثلاث هجمات خلال يومين كان من بينهم ستة اميركيين سقطوا عندما تعرضت مروحيتهم لصاروخ ادى الى سقوطها امس الخميس. وكان الاميركيون الستة من بين احد عشر راكبا كانوا على متن المروحية التجارية البلغارية التي سقطت شمال بغداد.
ورغم اعمال العنف قال ايريلي ان هناك "توجهين ايجابيين هما ان مزيدا من العراقيين يتم تدريبهم لتوفير الامن وانهم يقومون +باعمال فعالة للغاية لمواجهة التمرد". واضاف ان هؤلاء هم بالتاكيد جزء من استراتيجية اوسع للوصول الى "عراق حر ومزدهر ومستقر".