كيف يعمل المهاجرون العرب في السويد؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
هاني عبد الله من ستوكهولم: تحتلُ مشكلةُ البطالة والحصول على فرصة عمل للمهاجرين المقيمين في السويد، حيزاَ كبيراَ من اهتماماتِ الدولة السويدية
وتمتاز السويد من بين الدول الأسكندنافية الأخرى، باحتضانها مهاجرين كثيرين، يُقدر عددُهم بمئات الآلاف، يُشكل العرب نسبة كبيرة منهم.
ومن أهمِ المشاكل التي يواجهها الأجنبي وهو يحاول بدءَ حياةٍ جديدةٍ هنا، تتمثل في الحصول على عملٍ رسميٍّ.
فالسويد التي جاءت في المرتبة الثانية في قائمةِ افضلِ الدول للعيشِ فيها، بعد النرويج، بحسبِ الدراسةِ السنوية التي تقوم بها الأمم المتحدة حول التطورِ البشريِّ، وضعت نظاما متكاملا للعمل، يتطلبُ مؤهلاتٍ علميةٍ رصينة، وإتقان اللغة السويدية، مع مراعاة دفع الضرائب.
وبالرغم من أن الكثير من الأجانب المقيمين في السويد، أو الحاصلين على الجنسية السويدية، يشكون من بعض التمييز الذي يواجهونه، وحرمانهم من فرص العمل، إلا أن أعدادا لايستهان بها من ذوي الأصول الأجنبية، خصوصا العربيةِ منها، تمكنوا من الحصول على وظائفَ محترمةٍ في الدولة، فيما استطاعَ آخرون تكوين مصالح وشركات تجارية لهم، في مقدمتها مطاعم البيتزا والأسواق التجارية.
والعديدُ من الشركات الحديثة التكوين في السويد، تُشكل من قبل المهاجرين.
جمعيات لمساعدة رجال الأعمال الأجانب
ومن اجل زيادة عددها وتطويرها، تأسست قبل سنوات جمعية لرجال الأعمال الأجانب، لتوفير المساعدة القانونية لهم عند الحاجة، يتولى أدارتهَا السويدي من أصل لبناني مارون عون.
يقول السيد عون لـ " إيلاف ": " تأسست جمعيتُنا قبل ثمان سنوات، ولنا الآن 18 مكتبا موزعة في أنحاء السويد، يعمل فيها 32 موظفا، جميعُهم
ويضيف: " ان الجمعية تمول من قبل وزارة التجارة والصناعة ومجالس المحافظات والبلديات السويدية، ويزورها كل سنة من 3 إلى 4 آلاف مهاجر منحدر من أصول مختلفة، معظمُهم من الشرق الأوسط. وجميعُهم يُريدون تأسيس شركات أو شراء شركات موجودة في السويد. وخلال السنوات الاخيرة قمنا بتاسيس 3000 شركة وبمساعدة تطوير 1500 شركة موجودة ".
وبحسب الجمعية المذكورة، فأن العديد من الشركات الحديثة التكوين في السويد تتشكل من قبل المهاجرين. فكل خامس شركة يتم تأسيسها في البلاد، يكون صاحبها من خلفيات مهاجرة.
وتشمل هذه الشركات كل القطاعات، وهي في الغالب تقوم بتشغيل المهاجرين.
وعن عمل هذه الجمعية يقول عون: " عملنا يتلخص بمساعدة هؤلاء المهاجرين على تاسيس شركات خاصة بهم، أو تطوير الشركات التي يملكونها مسبقا، وذلك عن طريق الاستشارات بلغة الأم، وتدبير القروض عند البنوك والمؤسسات المالية الحكومية، التي لنا علاقات جيدة معها" ويزيد القول: " كذلك نساعدهم في علاقاتهم مع الدوائر الرسمية في ملء الاستمارات واعداد الجداول الاحتسابية، وغيرها من الأمور المشابهة".
ويشير السيد عون الى أنه وبسبب صعوبة الحصول على العمل للاجانب في السويد، فالعديد من هؤلاء يلجأون الى خيار تاسيس شركة، وأن اكثريتهم يجابهون صعوبات في ذك، مثل اللغة وعدم معرفة أصول اللعبة في تاسيس الشركة والاجازات والاستمارات المطلوبة، وكذلك التمويل، حيث يحتاجون الى اقتراض جزء من الراسمال المطلوب.
ويستطرد القول: "بعملنا هذا عندما نقوم بتاسيس شركة ما، تقوم الأخيرة بتوظيف الاخرين..هكذا نكون قد اوجدنا ليس فقط شركة بل فرص عمل للمهاجرين ايضا. وفي المعدل كل شركة توظف مستخدمين أثنين".
فرص الشباب المهاجر في الحصول على عمل
هكذا هي الحالةُ بالنسبة إلى أصحاب الأموال والتجار ورجال الأعمال، الذين يجدون من يوفر لهم الترجمة والمشورة وحاجياتهم الاخرى، لكن كيف يفكر الشباب المهاجر؟ وماهي فرصُهم في الحصول على عمل؟
تقول ألهام عزيز( 35 ) عاما، سورية مقيمة في السويد: " أنا هنا في السويد من 5 سنوات، صحيح ان الدولة توفر فرص الدراسة والتدريب، لكن الحصول على عمل صعب جدا، خاصة بالنسبة الى المهاجرين، لان العمل الوظيفي في دوائر ومؤسسات الدولة يتطلب أتقان جيد للغة، ومؤهلات، قد لاتتوفر في الأجنبي المقيم هنا، أضافة طبعا ان الفرص قليلة جدا، ومواطن البلد أولى بها، رغم كل مايقال عن المساواة"
وتضيف ألهام: " طبعا الفرص تختلف من مدينة الى أخرى، وفي المدن الكبرى تتوفر فرص أكثر، لكن على العموم الوضع غير مشجع، وليس سهلا تماما بالنسبة الى المهاجر في الحصول على عمل محترم".
أما محمد نور الدين (28 ) عاما، عراقي مقيم من 7 سنوات، يقول إنه عادل شهادة الكلية، ودرس سنوات اضافية لكنه لم يحصل حتى الأن على عمل. يبرر ذلك بالقول: " السويديون على رغم أنهم بحاجة ماسة الى الكفاءات والعقول، إلا أن نظامهم الوظيفي معقد الى حد ما. يتطلب تفهما ودراية وأستيعاب لطالب العمل".
ومعروف ان المهاجرين من أصول شرقية، يميلون الى أدارة مطاعم " البيتزة " والأكلات الشرقية التي تجد إقبالا لا بأس به من قبل السويدين الذين من النادر جدا ان تجد واحدا منهم وقد فتح مطعما للبيتزة مثلا!!
وتعتبر هذه المطاعم مسرحا لسوق مايسمى " العمل الأسود " اي تشغيل أيدي عاملة بطريقة سرية دون علم دائرة الضرائب، تهربا من دفع الضريبة.
هل فرص العمل متاحة؟
ولمواجهة هذا الواقع المرير بالنسبة إلى الكثير من المهاجرين، فإن القدامى منهم الذين اندمجوا بالمجتمع السويدي، يرون أنه يمكن تجاوز هذا الواقع من خلال الاستفادة من الفرص المميزة التي يُتيحها النظام الاجتماعي السويدي.
ويعتقد يوسف ان الدراسة أفضل من " الركض وراء العمل الأسود الذي لايليق بنا نحن المهاجرين الشرقيين، ولا يؤدي الى أي تطور في المستقبل، خاصة نحن في عصر التكنلوجيا، وأنا أعتقد ان الفرص متاحة للمهاجرين، لكن تتطلب طبعا متابعة وجهد".
ولمكافحة كل المصاعب التي يشعر المهاجرون الجُدَد بها في السويد، فأن غالبية هؤلاء يتفقون على أن الفرص متاحة وموجودة، لكن تلبية متطلباتها تبقى المحك في الحصول على فرصةِ عملٍ، تضع أساسا لحياةٍ جديدةٍ، في بلاد الثلج والنظام والجمال الاسكاندنافي!.