إيلاف+

مغربيات في اسرائيل

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أسامة العيسة من القدس: تعيش حسناء المغربية (35) عاما مع زوجها الفلسطيني الذي يعمل مهندسا معماريا في احد ضواحي القدس الجنوبية، وسط القدس الغربيةجمع من الفلسطينيين القرويين الذي أثار فضولهم في البداية وجود حسناء بينهم، عندما أصبحت زوجة ثانية للمهندس الذي كان يعمل في ورشات البناء الإسرائيلية، وتعرف عليها هناك.

ولا ترغب حسناء التي اندمجت بشكل كبير في محيطها الجديد الحديث عن كيف وصولها إلى البلاد، ولكنها تقول أنها ليست المغربية الوحيدة التي حضرت إلى إسرائيل في السنوات الأخيرة.

ولكن صديقتها رشيدة (28) عاما تقر بأنها واحدة من نحو (600) فتاة مغربية يعملن خادمات في إسرائيل، حسب تقديراتها وهي أرقام غير رسمية قد يكون مبالغا فيها ولكنها لا تبتعد عن الواقع كثيرا.

ولا يعرف أهل رشيدة التي تعمل لدى عائلة يهودية في مستوطنة (بيت فيجان) و التي تعتبر من أحياء القدس الغربية المحتلة منذ عام 1948 الراقية، أنها تعمل في إسرائيل، و لكن الوضع بالنسبة لها "مريح جدا" وهذا يتضح من حملها لهاتف نقال وملابسها التي تحاكي ملابس الإسرائيليات والأوروبيات، ومن علامات الارتياح النسبي على وجهها، وهو ما لا يميز صورة الخادمة التقليدية على الأقل.

تقول رشيدة، التي تخرج مثل زميلاتها، في نزهات مع شبان في يوم عطلتهن وهو (يوم الأحد) وليس السبت، أن أعمار الفتيات اللواتي يعملن خادمات يتراوح ما بين (22-32) عاما، و بعضهن يحملن شهادات عليا مثلها، فهي مجازة في الأدب الفرنسي كما تقول.

و تشير رشيدة أنهن وصلن إلى إسرائيل بدون علم أهلهن، و أن أغلبيتهن تقدمن لشغل وظائفهن كخادمات في إسرائيل، عن طريق إعلانات نشرت في الصحف المغربية تتحدث الإعلانات عن "مهن شريفة وكريمة" ويراسلن أهالهن عبر عناوين وهمية في بلجيكا وهولندا و فرنسا.

و تقول رشيدة انه يتوجب على الواحدة منهن دفع 1000 دولار للوكيل اليهودي بعد مرور فترة من العمل.


وتعترف رشيدة بان عددا منهن، ونتيجة لما تسميه "بالضغوط النفسية والمادية" انخرطن في تجارة الجنس لتلبية بعض الحاجيات المادية ولتعرضهن لضغوط من قبل الوكلاء اليهود.

وشاركت بعض من الفتيات المغربيات في "سهرات نظمت في فلل وشقق بوجود عاهرات روسيات".

وتقول زميلة لرشيدة اسمها فطيمة "جميعنا دفعنا الثمن، كرامتنا وشرفنا انتهيا في إسرائيل". ولكنها غير مستعدة للإفصاح عن المزيد.

وفي جلسة ضمت رشيدة و زميلات لها في إحدى مقاهي الأرصفة في القدس الغربية مع شبان عرب من مدينة القدس، قالت رشيدة "كثير من الفتيات يشعرن بأنه ليس أمامهن مستقبل خصوصا وان منهن من تعدن سن الزواج".

ورغم أن رشيدة وزميلاتها تحدثن عن استغلال الوكلاء اليهود لهن وإجبارهن على ممارسة الجنس مقابل إعفائهن من دفع مبلغ أل 1000 دولار، إلا أنها تتساءل باسمها و اسم زميلاتها موجهة كلامها للشبان العرب "لماذا تكرهون اليهود، أنهم شعب لطيف ومحترم و لديهم فكر، ومن حقهم أن يعيشوا، بلادهم حلوة وبلادكم ليست مثلها..!".

وتقول رشيدة أن أحداث الانتفاضة في الأرض المحتلة لم تؤثر على تعامل أرباب عملهن معهن، لتقديرهم لجهودهن وحبهم للمغرب كما تقول، ولكنها تعترف بان هؤلاء يحذروهن من التعامل مع العرب، وتقول عن العرب "شبان حلوين، و لكنهم ليسوا كاليهود في كل شيء..!".

ومع ذلك لا تمانع أي واحدة منه من الزواج من "شاب عربي محترم" ولديها الاستعداد للعيش معه في الأراضي الفلسطينية كما حدث مع حسناء.

وتتكون شلة رشيدة من 5 صديقات، منهن: المطلقة والأرملة ومن هربت من زوجها من المغرب بسبب الفقر.

وتشير رشيدة بان إحدى زميلاتها مصابة بمرض جنسي نتيجة لتعدد العلاقات الجنسية على ما يبدو.

جنة إسرائيل

وردا على سؤال ايلاف تقول رشيدة، التي تتكلم باللهجة المصرية، بسبب صعوبة فهم اللهجة المغربية "اليهود ليسوا وحشين بالدرجة التي يتحدث عنها العرب، الشعوب العربية، ومنها الشعب المغربي، يكرهون إسرائيل، وسمعة إسرائيل سيئة جدا في المغرب، و لكننا لم نجدها هكذا، يقولون بان إسرائيل جهنم ولكننا وجدناها جنة".

وعن سبب قبولها المجيء إلى إسرائيل رغم سمعة إسرائيل قالت بأنه كان لديها خياريين: "إما أن انتحر أو آتى لإسرائيل التي يسمونها جهنم في عرف العرب، كان الوضع المادي في المغرب سيئا ولم أكن أستطيع أن أعيش حتى ولو ساعة واحدة، فقررت أن أجيء إلى جهنم وارجيء فكرة الانتحار".

سألت رشيدة:

*هل تشترين من الأسواق الفلسطينية أم الإسرائيلية؟؟

-كنا قبل الانتفاضة نشتري من الأسواق الفلسطينية خصوصا من رام الله و نحول نقودنا إلى باريس ومن ثم إلى المغرب.

*هل يعرفون بأنك عربية وأنت تتجولين في رام الله وغيرها من المدن؟

- لا أظن أنهم يعرفون بأنني عربية بهذه الملابس وخصوصا و أنا أتكلم الفرنسية.

*كيف رايتي الفتاة الفلسطينية؟

-رائعة جدا وجميلة.

*والشاب الفلسطيني؟

- ليس مثل اليهودي، و لكن لو تقدم لي شاب فلسطيني فسأتزوجه.

*ألا تشعرين بالذنب، ولو للحظات كونك قدمت إلى إسرائيل؟

-أفكر بذلك أحيانا ولكنني اشرب حتى أنسى.

*هل لو عرض عليك العمل لدى عائلة يهودية في مستوطنة في الأرض المحتلة توافقين؟

-يعني إيه مستوطنة..؟ لا اعرف ما هي المستوطنة..؟

*كيف تشعرين الان، و ما ذا لو علم اهلك انك تعملين في إسرائيل؟

-سيأتي يوم ويعرفون، يوجد 600 فتاة مثلي يعملن في القدس وعسقلان وبئر السبع واللد..!

أما بالنسبة لحسناء التي تحمل شهادة أكاديمية كما تقول وقبلت أن تكون زوجة ثانية، فإنها تقول بأنها سعيدة أن تكون وسط "شعبها الفلسطيني".

وتشير إلى أن معظم المغربيات اللواتي يعملن في إسرائيل لديهن رغبة بالزواج من شبان فلسطينيين، وبعضهن أقمن علاقات مع فلسطينيين ولكن اغلب هؤلاء لم يكن جادا وكان "يريد أن يتسلى فقط".

وتختم حسناء حديثها بالقول "لا تصدق أننا يمكن أن نحب إسرائيل يوما ما، أنها الظروف الصعبة، أما بالنسبة لي فأصبحت أما لفلسطينيين سيكون عليهم بعد سنوات حمل حجارة ورشق اليهود وسأفعل ذلك معهم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف