هل تحدث القومة في مغرب 2006
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أحمد نجيم من الدار البيضاء: من المتوقع أن يعيش المغرب خلال السنة الجديدة 2006 ثلاث محطات هامة، إذ سيدخل قانون "الأحزاب السياسية" حيز التطبيق، قبل سنة واحدة فقط عن أول انتخابات تشريعية وبلدية في ظل القانون الجديد، ومن المتوقع أن تجرى هذه الانتخابات في ظل مدونة جديدة للانتخابات.كما ان قضية الصحراء ستعرف تطورات جديدة، فمهمة بعثة الأمم المتحدة المينورسو ستنتهي في الربع الأول من السنة الجديدة، وذلك في تطورات جديدة عرفتها القضية بمحاولة جبهة البوليساريو الانفصالية نقل الصراع إلى المحافظات الجنوبية. والمحطة الثالثة ذات الأهمية الكبيرة تتعلق بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي كان أعلن عليها العاهل المغربي الملك محمد السادس في العام 2005، هذا بالإضافة إلى محطات كثيرة منها طريقة تعامل السلطة مع الانفتاح الإعلامي للصحافة المكتوبة ودخولها في مواضيع كانت ممنوعة إلى الأمس القريبة، بالإضافة إلى إمكانية إجراء تعديل دستوري وقضايا تهم حقوق الإنسان وحرية التعبير.
وبخصوص الشق السياسي، قال الباحث المغربي المتخصص في الحركات الإسلامية محمد الضريف أن 2006 ستكون بالنسبة للأحزاب الإسلامية الجديدة محطة أساسية، فالإضافة إلى حصول بعض الأحزاب على الشرعية القانونية، ستسعى إلى توسيع حضورها وتقويته، خاصة حزب "البديل الحضاري" و"حزب النهضة والفضيلة". وأضاف الضريف أن حزب العدالة والتنمية المعارض للحكومة حاليا، سيبدأ خلال السنة الجديدة استعداداته لانتخابات 2007، إذ سيعقد مؤتمره الاستثنائي، في إطار القانون الجديد للأحزاب. وتوقع الباحث أن لا يسفر هذا المؤتمر على جديد يمس قيادة الحزب أو توجهاته الكبرى.
واستبعد المتخصص في الحركات الأصولية أن لا تسفر السنة الجديدة على تحالفات، بل ستركز هذه الأحزاب على التنسيق بينها، وفي هذا السياق لم يستبعد حدوث هذا التنسيق بين الأحزاب ذات المرجعية الدينية، كما هو الحال بين حزبي "البديل الحضاري" و"النهضة والفضيلة".
جماعة "العدل والإحسان" الأصولية المحظورة شغلت الصحافة خلال 2005، وأعلن بعض قيادييها أن 2006 ستكون سنة "القومة الكبرى"، وهي ثورة هادئة ضد النظام، حسب أدبيات هذه الجماعة. واستبعد الضريف مشاركة الدائرة السياسية للجماعة في الانتخابات المقبلة، كما استبعد مشاركة أعضائها مع أحزاب ذات مرجعية إسلامية، وأوضح الباحث أن خيارات الجماعة واضحة، إذ لم تتقدم حتى الآن بطلب الترخيص بتأسيس حزب سياسي.
واعتبر ان "ما يقال عن قومة 2006" أعطيت له أهمية إعلامية كبيرة وأن التفسيرات ضخمت الموضوع، وأضاف أن "كتابات شيخ الجماعة عبد السلام ياسين تتحدث منذ الثمانينات عن الرؤية الصادقة، كنوع من المبشرات، وأوضح أن "الجماعة لم تؤكد أن الخلافة سيقوم خلال هذه السنة"، كما أشار إلى غياب بيان رسمي للجماعة يتحدث عن شيء يحدث في العام الجديد، وشدد على أن "للقومة" طبيعة سياسية.
وفي علاقة بموضوع الجماعة والدولة المغربية، توقع الضريف أن لا تحدث مواجهة بين الطرفين هذا العام باعتبار ان "الخصم الحقيقي للجماعة والدولة هو تيار السلفية الجهادية الجديدة".
أما بخصوص الأحزاب السياسية الأخرى، فقد أكد أن الحسابات الانتخابية قد تعيق تحالفات بين الأحزاب الكبيرة، إذ أن هذا التحالف والمشاركة بمرشح واحد سيخلق مشاكل بين مناضلي هذه الأحزاب. وتوقع أن تتحالف الأحزاب الصغيرة فيما بينها أو مع أحزاب كبيرة للحصول على نسبة 5 في المائة التي يشترطها قانون الأحزاب كي يمنح للحزب دعما ماليا. واستبعد قيام تحالف بين حزب العدالة والتنمية الأصولي وبين القطب الحركي.
وبخصوص المحطة الثانية المتعلقة بالورش الاجتماعي الاقتصادي، فقد أوضح الضريف أن السنة المقبلة ستكون حاسمة في كيفية تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وتوقع أن توضح حصيلة تلك المبادرة خلال 2005 التصور العام لما يجب أن تكون عليه المبادرة خلال العام 2006.
ويبقى من أهم القضايا التي سيشهدها المغرب خلال العام الجديد، التطورات الجديدة في ملف الوحدة الترابية من خلال قضية الصحراء المغربية، وأوضح أن ما قام به الانفصاليون خلال العام الماضي، بإنشاء خلايا للتشويش على الوضع، سيكون له تأثير على تحديد الوضع النهائي للقضية. وخلال هذه السنة سيناقش مجلس الأمن إمكانية إيجاد حل سياسي، لأن قواته "المينورسو" ستنتهي مهمتها في الربع الأول من هذه السنة.ولن تظل هذه القضية حكرا على الدولة، كما كان في الماضي، بل سيفتح نقاش وطني تشارك فيه جميع الأحزاب السياسية حول هذه القضية.
الصحافة المغربية، خاصة المستقلة، ستعرف بدورها محطات جديدة، وقال علي أنوزلا، مدير نشر أسبوعية "الجريدة الأخرى" أن السلطة كشفت عن نيتها في التعامل مع الصحافة المستقلة السنة الجديدة مع نهاية 2005، إذ قدمت صحيفتي "الأيام" و"البيضاوي" إضافة إلى مجلة "تيل كيل" إلى المحاكمة. وقال أنوزلا أن هذه المحاكمات "ربما الهدف منها تنبيه الصحافة المستقلة، لما تعتبره السلطة انزلاقات طريقة التعامل مع الأسرة الملكية" وأوضح أنه لا المحيط الداخلي ولا المحيط الخارجي يسمح بأن تتخذ السلطة قرارات رادعة للصحافة المستقلة".
كما استبعد تراجع الصحافة عن "المكتسبات التي راكمتها" خلال السنوات الأخيرة، خاصة في التعاطي مع مواضيع الملكية وحياة الأميرات والأمراء فهذه مكاسب وتسعى الصحف المستقلة أن تحقق تراكما لا أن تتراجع عنه".
وبخصوص إمكانية تغيير قانون الصحافة وحذف القوانين السالبة للحرية والتأكيد على احترام أخلاقيات المهنة، أوضح أنوزلا أن موضوع احترام أخلاقيات المهنة شأن صحافي محض ولا يهم السلطة. كما توقع أن ترتفع حدة المنافسة بين الصحف، خصوصا بعد تحرير القطاع السمعي البصري، إذ ستحتد المنافسة حول الإعلانات.وتوقع أن تكون سنة 2006 سنة الإصلاحات الدستورية والاستعدادات لأول انتخابات بالدستور الجديد.
اقتصاديا، ستدخل اتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة الأميركية حيز التطبيق السنة الجديدة، ففي البداية ستعفى قرابة 95 في المائة من البضائع المغربية من الإعفاء الضريبي، كما ستشهد السنة إنهاء مشاريع كبيرة منها الطريق السيار الرابط بين البيضاء ومراكش والطريق السيار الرابط بين الجديدة والدار البيضاء.