بهاء حمزة من دبي : سادت حالة من الارتياح العميق اوساط الشارع الاماراتي بسرعة استباب الامور في دبي والدولة بصدور قرار المجلس الاعلى للاتحاد امس بتعيين الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائبا لرئيس الدولة ورئيسا للوزراء وهما المنصبين الذين شغرا بوفاة حاكم دبي الراحل الشيخ مكتوم بن راشد.

لكن حالة الهدوء والسكينة لم تستمر طويلا اذ سرعان ما نشطت العادة البشرية في الفضول لمعرفة ما لم يحسم بعد من امور في دبي وهو منصب ولي عهد الامارة الذي شغله وبكفاءة نادرة الشيخ محمد بن راشد الحاكم الحالي للامارة وهي الكفاءة التي تجعل من المنصب هاجسا مستمرا لاي خليفة له سيجري اختياره خصوصا ان المقارنات ستعقد على الدوام سواء شاء الناس ام ابوا وبارادتهم او رغما عنهم وهي تبدو حتى الان الان محسومة سلفا لحاكم دبي الحالي الذي ابدع في منصبه كولي للعهد بشكل لم يعهد في اغلب دول المنطقة حتى انه كان بنشاطه وابداعه يحوز اضواء اكثر من تلك التي يحوزها الحكام انفسهم.

وحتى الان لا تزال الرؤية غير واضحة بخصوص منصب ولي عهد دبي الذي خلا بتولي الشيخ محمد بن راشد منصب الحاكم بداية من امس اذ ان الدستور الاتحادي لا ينظم مسالة ولاية العهود في الامارات باعتبارها من الامور الداخلية لكل امارة كما لا توجد آليات محددة ومعروفة تحكم مسالة انتقال ولاية العهود على عكس منصب الحاكم الذي يتولاه تلقائيا ولي العهد.كذلك ليس هناك حالات مشابهة يمكن القياس عليها اذ ان ولاية عهد ابو ظبي في بداية الاتحاد كانت للشيخ خليفة الرئيس الحالي للدولة باعتباره اكبر ابناء الشيخ زايد حاكم ابو ظبي ورئيس الدولة فيما تم اختيار الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابو ظبي الحالي نائبا لولي العهد في العاصمة قبل اشهر من وفاة والده ما جعل انتقال ولاية العهد اليه عقب وفاة زايد وتولية خليفة مسالة اجرائية.

نظريا فأن المرشحين لواية العهد يتصدرهم الشيخ احمد بن راشد احد الابناء الاربعة للشيخ راشد وشقيق الشيخ محمد وهو يشغل حاليا منصب نائب رئيس الشرطة لكنه بعيد الى حد ما عن العمل العام وليست لديه خبرات طويلة في هذا المجال ما قد لا يصب في مصلحته. وهناك الشيخ سعيد بن مكتوم نجل الحاكم الراحل وهو الابن الوحيد له الباقي على قيد الحياة لكنه ايضا يبدو بعيدا عن الاشتغال بالشأن السياسي اذ ان اهتمامه مركز بشكل كثيف على الرياضة خصوصا الرماية التي يعد احد الابطال الوطنيين ةفيها وكان قد مثل الدولة في دورة الالعاب الاوليمبية الاخيرة.

وهناك اولاد الشيخ حمدان بن راشد ال مكتوم الشقيق الاكبر للشيخ محمد والذي تنازل له عام 1998 عن ولاية العهد اقتناعا بكفاءة الاخ الاصغر وقدرته على شغل المنصب في خطوة اعتبرها الكثيرون تفعيلا لسياسة دبي باقفساح المجال لشبابها لتولي الامور طالما كانوا اهلا لها، لكن ما يقال عن اولاد الشيخ حمدان هو نفسه ما قيل عن الشيخ احمد بن راشد ونجل الشيخ مكتوم اذ انهم بعيدين عن الصورة وليست لهم اهتمامات سياسية او ذات صلة بالعمل العام بشكل مباشر.

وفي ضوء تلك الحقائق فأنه من المرجح ان تنحصر الاختيارات لتولي المنصب الشاغر بين ابناء الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم وفي مقدمتهم الشيخ حمدان وتوأمه الشيخ راشد باعتبارهما اكبر ابناء الحاكم الجديد لدبي واكثرهم نشاطا واهتماما بالعمل العام وخبرة بالميدان السياسي اكتسباها من اقترابهما من والدهما خلال السنوات الاربعة الماضية وهما الاكثر خبرة بالعمل العام بين كل افراد الجيل الثاني من ال مكتوم منذ تخرجهما عام 2001 من كلية ساند هيرست العسكرية البريطانية ويشغل الشيخ حمدان بن محمد حاليا منصب رئيس مؤسسة محمد بن راشد لمشاريع الشباب فيما يشغل توامه الشيخ راشد منصب رئيس نادي دبي.ويبرز ايضا اسم اخوهما الاصغر الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد الذي يتولى حاليا منصب رئيس سلطة منطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والإعلام.

التعليقات