الأزهر يتهم الغد بالتعرض للصحابة

نبيل شرف الدين من القاهرة: قدم اليوم مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر مذكرة إلى النائب العام المصري يطالب فيها باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد صحيفة "الغد "، لسان حال الحزب المعارض الذي يحمل الاسم ذاته، والذي يقبع رئيسه أيمن نور خلف القضبان منذ نحو عام حيث يمضي عقوبة بالسجن بعد أن أدانته محكمة بالسجن خمسة أعوام، بتهمة تزوير مستندات لتأسيس الحزب، وهي التهمة التي ينكرها نور بشدة .

ونشرت صحيفة "الغد" بعددها الصادر يوم الأربعاء الماضي تقريرا اعتبره الأزهر وجهات إسلامية رسمية أخرى، ومحامون أصوليون، أنه يحمل إساءات إلى صحابة النبي محمد (ص)، وزوجته السيدة عائشة .

وفي بيان له عقب إجتماعه في جلسة طارئة عقدها لهذا الغرض خصيصاً اليوم الثلاثاء، طالب مجمع البحوث الإسلامية ـ وهو أرفع الهيئات داخل الأزهر ـ طالب بردع من وصفهم البيان بأنهم "يتطاولون على الدين الحنيف، محذرا من تكرار مثل تلك الإساءات التي لاتمت الى الاسلام بصلة"، مشددا على "ضرورة عدم المساس بالثوابت الدينية، أو تزييف الحقائق التاريخية لما له من آثار سلبية على الفكر الاسلامي والحضاري"، وفق ما ورد في بيان الأزهر .

وكانت دار الإفتاء المصرية قد أدانت أيضاً في بيان مماثل لها ما نشرته صحيفة "الغد"، ودعت المسلمين في كافة أنحاء العالم إلى مقاطعة ما وصفه البيان بالكتابات المسمومة التي تحمل تحليلات يغلب عليها الالحاد وإنكار الوحي"، واعتبرت دار الإفتاء المصرية أي انتقاد للصحابة بأنه "فسق بيّن" .

ردود فعل

وبينما شن مثقفون علمانيون ويساريون هجوماً معاكساً على بياني الأزهر ودار الإفتاء، والدعاوى التي أقامها محامون أصوليون، واعتبروها بداية لحملة جديدة تستهدف "ترويع" الصحافة وإرهاب الصحافيين، وتسعى إلى فرض وصاية المؤسسة الدينية على حرية التعبير، فقد آثر حزب "الغد" أن يقدم اعتذاراً صريحاً في بيان له عن ذلك الملحق الذي صدر مع صحيفة الحزب، وحمل عنوان "من عائشة أم المؤمنين إلى عثمان الخليفة الراشد .. أسوأ عشر شخصيات في الإسلام"، وذلك لتفادي تصاعد الأزمة التي أثارها الموضوع، خاصة بعد الدعوى القضائية التي رفعها محامون إسلاميون ضد صحيفة الحزب، والبيانات الصادرة من الأزهر ودار الإفتاء وجهات أخرى .

وورد في بيان حزب "الغد" أن الحزب ليست له سيطرة على الصحيفة وما ينشر بها، لأنها مفتوحة لكل التيارات السياسية وكافة الآراء، معتبرا أن ما جاء بالملحق، الذي أثار الأزمة لا يعبر عن رأي الحزب بالضرورة، كما أكد البيان رفض قيادات الحزب أي تطاول على الرموز الإسلامية، غير أنه أوضح أن ما نشر لم يقصد منه الإساءة ولا يمثل أي تطاول، وإنما مجرد رصد لحالة سياسية تاريخية يعرفها الجميع من باحثين ومحققين ومهتمين بالشأنين الديني والتاريخي عموماً .

من جانبها اعتبرت السيدة جميلة إسماعيل زوجة أيمن نور، أن الضجة المثارة حول الملحق، الهدف منها تشويه صورة زوجها ووضعه في موقف ضد الأديان، ليفقد حالة التعاطف الشعبي التي اكتسبها منذ سجنه.

في غضون ذلك دخلت صحيفة الفجر خط الأزمة بنشرها ملحقاً حمل عنوان "قنبلة الشيعة"، دارت موضوعاته حول الأبعاد السياسية للمد الشيعي، الذي تقوده إيران وحزب الله في المنطقة، وكان من أبرز موضوعات الت يتضمنها ذلك الملف، مقال تناول شخص السيدة عائشة واتهمها بالوقوف وراء قتل 103 آلاف مسلم زمن الفتنة التي حدثت بين الإمام علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان.