بلير يتلاسن مع مراسل إيلاف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تلاسن مع مراسل "إيلاف" خلال مؤتمره الصحافي الشهري:
بلير يعتبر "النقاب" رمزاً للانفصال
بلير: الجيش البريطاني سيبقى في العراق المدة
بلير: النقاب رمز للفصل ولكن للنساء حق ارتداءه
دعوة بريطانية لنشر قوات اممية في دارفور
رئاسة الوزراء البريطانية ترفض خوض مزيد من الجدل حول النقاب
وقف مدرسة عن العمل في بريطانيا لرفضها نزع النقاب
بلير يؤيد توضيحات رئيس الاركان بشأن الانسحاب من العراق
قائد الجيش البريطاني: لا خلاف مع الحكومة حول العراق
عادل درويش من داوننغ ستريت: الدين وبدلات الطلاب في المدارس ودور "الزعماء المسلمين" غير المنتخبين... نقاط كانت مثار جدل بين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير و"إيلاف" خلال لقائه الشهري مع الصحافيين في مقره في داوننغ ستريت. بلير الذي أيد تصريحات زعيم كتلة الحكومة البرلمانية جاك سترو في اعتباره النقاب "رمزا للفصل"، اعتبر بدوره أن للنساء المسلمات الحق في ارتدائه. كما اعتبر بلير أن الحجاب يعيق في بعض الأحيان مساهمة المرأة الفاعلة في المجتمع، داعماً موقف المدارس ومسؤولي التعليم في منع المعلمات من ارتدائه في الفصول، ومؤكدا بقاء القوات في العراق حتى إتمام المهمة. وكان الزعيم البريطاني يجيب على أسئلة الصحافيين وعدد من العاملين والعاملات في مجال التمريض والخدمات الصحية بعد ظهر اليوم، عندما استحوذ قطاع الصحة على ثلثي الوقت المخصص.واستهلّ بلير لقاءه الشهري بكلمة تمحورت حول ضرورة التغيير والتطوير في الخدمات الصحية، ثم قدم الطبيب المسؤول في وزارة الصحة البريطانية ليام دونالدسون ورئيس الجهاز التنفيذي لخدمات الصحة القومية دايفيد نيكلسون شريط فيديو يعرض الأساليب الجديدة وتكنولوجيا الرجل الآلي المتطورة التي تم إدخالها الى غرف العمليات في المستشفيات، ما أثار جدلا ونقاشا مع الصحافيين إذ أخفق الثلاثة في الاجابة على السؤال "كم عدد الوظائف التي تتوقعون فقدانها نتيجة التطوير الجديد في وزارة الصحة والخدمات الصحية؟".
واستنفذ الشق الصحي معظم الوقت المخصص للقاء، الأمر الذي لم يترك إلا ثلث ساعة فقط للإجابة على بقية القضايا والأسئلة التي عادة يخصص رئيس الوزراء أكثر من ساعة للاجابة عليها في لقاءاته الشهرية مع الصحافيين.
وتركزت المواضيع الأخرى التي تم التطرق إليها خلال اللقاء حول العراق وما اذا كانت السياسة البريطانية فشلت إثر تعليقات قائد اركان الجيش البريطاني ريتشارد دانات (التفاصيل هنا) حول مهمة الجيش البريطاني، إضافة إلى عدد كبير من الأسئلة المتعلقة باندماج المسلمين البريطانيين في المجتمع أو انفصالهم عنه، وقضية الحجاب والنقاب.
وأعرب بلير - بعد تكرار الأسئلة - عن تأييده لتصريحات جاك سترو بشأن النقاب، معتبرا أنه "رمز للفصل" في المجتمع، وداعيا إلى حوار كامل على مختلف المستويات حول القضايا المتعلقة بالحجاب وتكامل اندماج المسلمين في المجتمع. وأضاف بلير أنه بصرف النظر عن الطريقة التي أثارت الجدل حول اندماج المسلمين في المجتمع، إلا أنه جدل قائم بالفعل، على صعيد أكثر من دولة أوروبية بينها فرنسا واسبانيا والدنمارك وألمانيا، مشيرا إلى أن النقطة الأهم هي الحوار بين المسلمين أنفسهم في البلدان الخليجية المسلمة. واستشهد بلير بالتجربة الكويتية، حيث استغرق منح المرأة حق التصويت وخوض الانتخابات جدلا استمر لسنوات بسبب معارضة الإسلاميين.
وقال بلير إنه يدعم ادارة المنطقة التعليمية في غرب مقاطعة يوركشير على توقيفها مدرّسة شابة أصرت على ارتداء حجاب يخفي وجهها اثناء تعليم اللغة لأطفال دون الحادية عشرة، مما يحجب شفتيها وطريقة النطق.
وهنا سألته "إيلاف" عن سبب تعامل الحكومة البريطانية مع من يسمون أنفسهم زعماءً للمسلمين على الرغم من أنهم غير منتخبين ولا يمثلون إلا أنفسهم، مشيرة الى المجلس الإسلامي البريطاني وغيره، في وقت يهاجم المسلمون نائبا برلمانيا منتخبا من مسلمين وغير مسلمين عندما طرح جدل النقاب؟
كما سألت إيلاف عن سبب سماح الحكومة البريطانية بتسييس الإسلام، خصوصا وأن التلميذات المسلمات اللواتي يصررن على ارتداء الحجاب باعتباره رمزا "ثقافيا" هن أولاد لأمهات لم يرتدين حجابا او نقابا والتزمن بالزي المدرسي المحدد (اليونيفورم) قبل ثلاثين عاما، فلماذا لا تفرض إعادة الزي المدرسي مساواة بين الجميع، خاصة وان مسألة العقيدة هي "دين" وليست "ثقافة"؟
وبدلا من الإجابة على السؤال، وربما لإعطاء نفسه وقتاً للتفكير في إجابة مناسبة، رد بلير السؤال إلى صدر مراسل إيلاف قائلا: "ماهو دينك؟ أأنت مسلم؟" فأجاب مراسل إيلاف بلير بالقول "ديني وما أؤمن به شأن شخصي خاص بي وحدي"؛ وهذا بالأسلوب الإنكليزي يعني "ليس من شأنك أن تسألني عن ديني".
جاء هذا الرد بسبب ما اعتبره المراسل "ازدواجا للمعايير" لدى بلير، الذي كان أجاب قبل دقائق على سؤال المحرر السياسي لتلفزيون سكاي آدم بولتون حول التعددية الثقافية والدينية (وإشارته الى أن بلير الذي ينتمي إلى الكنيسة الانجيلية متزوج من امرأة تتبع العقيدة الكاثوليكية) بالقول إنه يتخطى بسؤاله الحدود العامة ويتطرق الى المسائل الشخصية.
كما ان سكرتير بلير الصحافي السابق الستير كامبل قاطع أحد الزملاء قبل ثلاثة أعوام عندما سأل بلير عما اذا كان متدينا او علمانيا، ونهر كامبل الصحافي قائلا: "نحن لانتعامل مع شؤون الله في داوننغ ستريت".
المهم ان الزعيم البريطاني بلباقته وكياسته المعهودتين، تدارك الأمر واعتذر بعد بضع دقائق قائلا إنه لم يقصد التعدي على خصوصيات مراسل إيلاف.
والطريف في الأمر أن بلير لم يرد على سؤال المساواة في المدارس بالعودة إلى تعميم الالتزام بالزي الرسمي للطلاب، كما قال انه يوافق مراسل إيلاف الرأي حول ضرورة التحاور مع جميع المسلمين وعدم السماح لأقلية عالية الصوت باختطاف الجدل من المسلمين.
ولما كرر مراسل إيلاف السؤال "ولماذا إذا تتحاور حكومتك مع اقلية غير منتخبة كالمجلس الإسلامي البريطاني وغيره؟"
قال إنه لا يتحاور معهم لكن هم الذين يقحمون انفسهم ويتحدثون باسم المسلمين، لكنه يوافق على توسيع رقعة الحوار.
وفي اجابة على سؤال آخر قال انه يعتبر تحجب المرأة عائقا في بعض الأحيان امام مساهمتها الكاملة في المجتمع عملا وتطويرا، لكن خيار المرأة في الملابس يعود اليها.
وكرر بعض الزملاء، خاصة من البي بي سي، والتلفزيون الرابع، والمحطة الخامسة، والسي ان ان، الأسئلة حول دور القوات البريطانية في العراق، في ضوء مقابلة رئيس أركان الجيش البريطاني مع الديلي ميل والبي بي سي، فقال بلير انه استمع الى شريط المقابلة، كاملا والذي استغرق ساعة ونصف، وان رئيس الأركان لم يقل ابدا بضرورة عودة الجيش فورا من العراق، وانما يتفق مع سياسة الحكومة في ضرورة البقاء حتى إتمام المهمة، وهي مساعدة الحكومة العراقية المنتخبة على الاستقرار وإبقاء العراق متماسكا وحرا وديمقراطيا.
ورفض بلير سؤالا عن ان سياسة بلاده مسؤولة عن ارتفاع الضحايا في العراق، قائلا ان دم الأبرياء، والمدنيين العراقيين في رقبة الإرهابيين والذين يفجرون القنابل في التجمعات المدنية والمساجد والشوارع، والمتمردين الذين يستهدفون المدنيين، في حين ان القوات البريطانية وقوات التحالف، الباقية بطلب من الحكومة العراقية، تحاول حمايتهم.
وفي تطور منفصل قال البريجادير ادوارد بتلر، قائد كتيبة المظلين الثالثة في افغانستان ان جنوده الذين ابلوا بلاءً حسنا، وتمكنوا من إلحاق الهزيمة بطالبان، بعد ان نفذت المؤن الغذائية من الكتيبة اثناء القتال، كان يمكنهم اداء هذه المهمة قبل اربع سنوات عام 2002، لكن الحرب في العراق هي التي عطلتهم طوال هذه المدة؛ مشيرا الى أن حرب العراق عرقلت المهمة، واعطت طالبان فرصة لإعادة تجميع قواهم والتسلح من جديد.