بن راشد: نعرف ماذا نريد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محمد بن راشد يدردش مع ايلاف على مأدبة افطار
لنا خصوصيتنا في الانتخابات... ونعرف ماذا نريد
وفائي دياب من دبي: اكد نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة رئيس الحكومة الاتحادية حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، انه لن يتردد في "إعفاء" اي وزير او مسؤول يقصر في القيام بمسؤولياته، مشددا على "ان المسؤولية عبء وامانة وشرف، ومن يقبل بها عليه ان يكون اهلا لها". وأكد الشيخ محمد في دردشة مع مجموعة من الإعلاميين شاركت فيها "ايلاف" في قصره في زعبيل في دبي، تلت مأدبة افطار رمضانية، اهمية "اجراء تغيير في ادارة الدولة بحيت تكون هناك قيادات قادرة على تحمل المسؤولية". وشجع الشبخ محمد رجال الصحافة على انتقاد اي وزير يستحق النقد، مؤكدا "ان الوزراء اصبحوا يتقبلون النقد ولا ينزعجون منه خاصة اذا كان صادقا وموضوعيا وايجابيا".
وأكد "ان انتخابات المجلس الوطني بالطريقة التي اخترناها تطلق بداية دوران عجلة التنمية السياسية، والعجلة ستستمر في الدوران معتمدة على قواها الذاتية، اي على التجربة الاولى والدروس المستفادة منها".
ورداً على أسئلة طرحتها "ايلاف" قال الشيخ محمد "ان ابناء بلدنا في غالبيتهم العظمى سعيدون بطريقة الانتخابات، وسعيدون ايضا بالتدرج وبناء التجربة النابعة من واقع الامارات"،مشبرا الى "ان بعض الذين ينتقدون التجربة يفعلون ذلك لأنهم لم يجدوا اسماءهم في كشوف الانتخابات، فمعظمهم متحمس ويريد خدمة بلدته وبعضهم نظرته ضيقة وحساباته صغيرة". وقال "ان كل ابناء وبنات الامارات في سن الانتخابات يحق لهم التواجد في الكشوف ، ويجب ان ينظروا الى صورة الحدث بكل ابعادها، وان يشاركوا في انجاح التجربة،فالحياة مستمرة، ودورات المجلس الوطني متعاقبة، وقاعدة المشتركين ستتسع ، ومن فاتته الكشوف هذه المرة قد لا تفوته في المرة المقبلة، الى ان نصل في النهاية الى كشوف تضم جميع الذين يحق لهم الانتخاب".
وأضاف :" نحن لنا خصوصيتنا، دولتنا فتية، وقد قطعنا اشواطا طويلة في التنمية الاقتصادية والتنمية السياسية والتنمية البشرية والتنمية الاجتماعية، والان دخلنا في مرحلة التنمية السياسية المؤسسية بتوسيع وتعميق المشاركة عبر المجلس الزطني الاتحادي". وأشار الشيخ محمد الى "ان بعض الدول ذهبت الى نهايات التنمية السياسية فور استقلالها فتحولت هذه التنمية السياسية الى احد معوقات ومعطلات التمنية الاقتصادية والاجتماعية".
وقال نائب رئيس الدولة رئيس الحكومة "اننا استحدثنا في التشكيل الحكومي الاخير وزارة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، انطلاقا من اهتمام الحكومة بدور المجلس. أما تطوير التجربة فقد حدده رئيس الدولة وباركه المجلسُ الأعلى، وسيكون التنفيذ أواخر شهر ديسمبر(كانون الاول) المقبل ".
وشدد حاكم دبي على "ان قراراتنا وتنظيماتنا نابعة من واقعنا وقناعاتنا وبيئتنا المحلية ،ونحن منفتحون على العالم ونقدم نموذجا في التعايش بين الحضارات والاديان والاجناس...لكن في مسألة التنظيم السياسي وبناء المؤسسات السياسية فلكل مجتمع خصوصيته".
وتابع:" نحن يا اخوان لا نهتم بالمظاهر البراقة، والامارات تعرف بالضبط ماذا تفعل والى اين تسير، لأننا نملك رؤية، ورؤيتنا شاملة وليست احادية الجانب، ونحن لا يمكن ان نستورد تجربة غيرنا ونطبقها في بلادنا". واكد "ان المجتمع الاماراتي حريص على المحافظة على جذوره العربية والإسلامية الأصيلة ويمد يده في الوقت نفسه الى الآخرين للتعرف على ثقافتهم وحضارتهم''.
وتحدث الشيخ محمد عن تجربته في رئاسة الحكومة الاماراتية ومدى قدرته على النجاح في ادارة مسؤولياته الاتحادية بنفس النجاح الذي ادار به شؤون امارة دبي، وقال "انا اعمل الان كما كنت اعمل سابقا الا ان المسؤولية اصبحت مضاعفة بعد تسلمي مهام مسؤولياتي الإضافية. ربما اختلف الهدف لكن الاسلوب واحد".
ووصف دولة الامارات بأنها " دولة النجاح والتقدم والقدوة وان مجرد قيام الاتحاد بين الإمارات هو بحد ذاته نجاح كبير قل نظيره في المنطقة العربية". وشدد في هذا الاطار على "ان قواعد الاتحاد ترسخت"، داعيا الى " بناء جيل اتحادي يكون قادرا على مواحهة تحديات المستقبل واستحقاقاته".
ونوه الى "ان مهمة القائد أن يقود وليس أن يدير الوضع القائم، والقيادة هي أن تسير إلى الأمام،وأن تغير وتصحح وتحاسب وتكافئ ".
وأكد "اننا نعمل وفق رؤية واضحة وأهداف محددة، ومن بين العناصر الرئيسية في رؤيتنا بناء القيادات وفرق العمل وإعداد قيادات الصفوف التالية للصف الأول".
وقال "ان همنا الاساسي ان نحقق الانجازات لبلدنا، وحين نخطيء نتعلم من خطأنا كي لا يتكرر، وحين يحصل اي خلل، نتوقف للتقييم والمراجعة، قبل الانطلاق مجددا".
ورفض الشيخ محمد اللجوء الى التحسر والبكاء على الاطلال ولوم الاخرين، ووصفه بأنه "سلوك سلبي يجب تحويله الى عمل ايجابي بالاحتهاد والمثابرة واكتساب المهارات وزيادة الانتاجية". وقال "اننا دخلنا الان مرحلة جيدة بعد ان نجحنا في تحقيق التنمية المتوازنة في كافة أرجاء الدولة، وتنويع مصادر الدخل, واعتماد نظام مصرفي شفاف، اضافة الى تمتعنا بدرجة عالية من الحرية الاقتصادية".
وأكد العزم على المضي قدماً في مسيرة التنمية للوصول بدولة الإمارات العربية المتحدة إلى مصاف الدول المتقدمة. وقال انها ايضا رؤية رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد، وقد أكدها في برنامج العمل الوطني الذي طرحه في ديسمبر(كانون الاول) الماضي واعتمده المجلس الأعلى للاتحاد. واعرب عن سعادته "بان كل الإجراءات والبرامج تسير في الاتجاه المحدد لها".
ابناء الشيخ محمد تحت الاضواء
حضر مأدبة الافطار على مائدة الشيخ محمد بن راشد عدد من كبار المسؤولين في الدولة بينهم الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الذي يشغل في الوقت نفسه منصب رئيس المجلس الوطني للإعلام. وتربط الشيخ عبدالله بالاعلاميين علاقات وصداقات وثيقة منذ ان كان وزيرا للاعلام لفنرة طويلة. كما حضر اللقاء اربعة من ابناء الشيخ محمد الذين بدأوا بالتدرج في المسؤوليات القيادية، وحرصوا على الالتقاء باكبر عدد من الضيوف. والابناء الاربعة هم الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي والشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس سلطة منطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والإعلام والشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم والشيخ مايد بن محمد بن راشد آل مكتوم. وحضر المأدبة ايضا محمد عبدالله القرقاوي وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء والدكتور حنيف حسن وزير التربية والتعليم وعبدالرحمن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع.
وقد تناول الجميع طعام الإفطارعلى مائدة الشيخ محمد وأدوا إلى جانبه صلاة المغرب جماعة. ويأتي هذا اللقاء في إطار سلسلة اللقاءات التي يجريها نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الرمضانية في شهر رمضان المبارك مع مختلف شرائح المجتمعbull; وقد اصبحت هذه المناسبة تقليدا سنويا في شهر رمضان المبارك، وكان يتولى تنظيمه في السابق نادي دبي للصحافة لكنه اصبح الان بيد ادرة التشريفات منذ ان اصبح الشيخ محمد رئيسا لوزراء وحاكما لامارة دبي.
رئيسات تحرير اماراتيات
قال الشيخ محمد بن راشد انه يضع خطة يتم بموجبها تدريب عدد من الفتيات الاماراتيات للعمل الصحافي، بحيث يتسلمن بعد فترة محددة مسؤوليات قيادية في صحف الدولة تمهيدا لتسلم المناصب الرئيسية. وأعرب عن امله بان يصبح في الامارات بعد بضع سنوات او اقل رئيسات ومديرات تحرير يحملن راية الاعلام الاماراتي.
ونوه الشيخ محمد في هذا السياق بدور وسائل الإعلام في تقريب المسافات وهدم الحواجز ومد جسور التواصل الحضاري والإنساني بين ثقافات العالم المتباعدة والتأكيد على أهمية لقاء الحضارات وتناغم المجتمعات .
غاب ... وحضر
روى الشيخ محمد بن راشد كيف ان احد اصدقائه المقربين منه انقطع عنه نهائيا بعد ان اقصاه من احد المناصب القيادية في الدولة، فاتصل به الشيخ محمد بعد فترة يسأله عن سبب غيابه الطويل ، فاستغرب صديقه سؤاله وقال :" كنت تصورت انك غير راض عني"، فرد عليه الشيخ محمد قائلا:" الصداقة شيء والعمل شيء اخر، وانت اديت مهمة جاء غيرك ليكملها من بعدك، لكن هذا لا يعني اننا ن نعد اصدقاء".
درس في الحرية
تذكر الشيخ محمد ايام والده الراحل الشيخ راشد بن سعيد المكتوم، عندما جاءه احد المسؤولين في ادارة الاعلام طالبا موافقته على منع توزيع احدى المجلات اللبنانية بحجة انها تهاجم دبي بقوة وتحمل على المسؤولين في الامارة، فرد عليه قائلا انه "اذا كان صحيحا ما جاء في المجلة فأننا نستحق النقد والهجوم الذي بدأته المجلة أما اذا كان كذبا فلن يصدقه احد". وقال الشيخ محمد انه لا يتذكر هذه القصة دائما ويعمل بوحيها باستمرار.
اقلام حق ... وحرية
ضم الافطار عددا من القيادات والفعاليات الإعلامية والصحافية المحلية والعربية والعالمية العاملة في دولة الإمارات ، وقد دام حوالي 40 دقيقة انتقل بعدها الجميع الى حديقة القصر لتناول الشاي والقهوة والحلويات. وحرص الشيخ محمد الذي بدت عليه علامات الارتياح والسعادة على تجاذب أطراف الحديث مع رؤساء ومديري تحرير الصحف والمطبوعات وممثلي وكالات الأنباء والقنوات الفضائية حول مهنة المتاعب، مركزا على دور الصحافة في كشف الأخطاء والعمل على تصويبها. ودعا رجال الصحافة الى ان يكونوا أداة تغيير وأقلام حق ولسان حال الأمة وشركاء في بناء مستقبل واعد للإنسان والمجتمع.
زيارة شخصية
تطرق الحديث خلال اللقاء الى زيارات الشيخ محمد الاطمئنانية لمختلف فئات المجتمع انطلاقا من اهميتها في ترسيخ مبدأ الديموقراطية ، اضافة الى كونها تجسد سلوكيات وممارسات الشيوخ والقياديين من خلال فتح أبواب مجالسهم لكل فئات الشعب ومشاركتهم همومهم وآلامهم وأفراحهم على قاعدة أن الجميع شركاء في الوطن والثروةbull; وكشف الشيخ محمد انه عندما تسلم مسؤولياته، قام بزيارة مفاجئة الى احدى المدارس الواقعة في منطقة نائية لم يصلها احد من قبله، فأشاع جوا من الامل لدى الاهالي الذين لم يسبق لهم ان شاهدوا وزيرا في حياتهم.
معارض جديد
في جلسة ضمت عدد من الصحافيين المشاركين في الافطار، كان الحديث عن الانتخابات هو الموضوع الاول انطلاقا من اهمية التجربة الجديدة وفرص نجاحها. وروى احدهم ساخرا قصة احد الاشخاص الذين انتقلوا من التطبيل والتزمير لموضوع الانتخابات الى المعارضين بقوة لها، لمجرد ان اسمه لم يظهر بين كشوفات الناخبين.
بدون بروتوكول
حرص الشيخ محمد على ان يكون الافطار بعيدا عن الرسميات والبروتوكولات، وارتدى دشداشة زرقاء عكست طبيعته المرحة وابتسامته الدائمة، وكان يتنقل من مجموعة الى اخرى لتبادل اطراف الحديث بكل المواضيع. ولوحظ ان افطاره كان خفيفا، ولم يتناول الحلوى، وكان هاتفه النقال، وهو من جيل قديم وعادي، يرن بشكل متواصل.