الترابي ينفي وجود عذاب القبر وليلة القدر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بعد فتوى إباحة زواج المسلمة برجل كتابي
الترابي ينفي وجود عذاب القبر وليلة القدر
نبيل شرف الدين من القاهرة: مرة أخرى عاد القيادي الإسلامي السوداني الشهير، حسن الترابي، إلى إطلاق الفتاوى المثيرة للجدل، إذ نشرت صحيفة (الوطن) السودانية تصريحات مثيرة للترابي، قال فيها: "إن الجهلاء لم يفهموا حديثه عن ليلة القدر على وجه صحيح"، وأضاف أنه لا توجد ليلة قدر بالمعنى الذي يتصوره أو يصوره بعضهم، وإنما هي مناسبة تشبه العيد، مثل غزوة بدر التي كانت مناسبة فاصلة بين الإيمان والكفر"، وفق التصريحات المنسوبة إلى الترابي.
وفي مسألة شائكة أخرى هي "عذاب القبر" قال الترابي: "هناك من يقول بمنكر ونكير وعذاب داخل القبر، وهذا غير صحيح، فالإنسان حينما يموت تصعد روحه لله سبحانه وتعالى، أما الجسد فيتآكل وينتهي ولا يبعث مرة أخرى، وإنما يقوم الله سبحانه وتعالى بخلق جسد جديد من الطين، الذي خلق منه الإنسان للروح نفسه"، على حد تعبيره.
وسبق للترابي أن أثار حفيظة الأوساط الإسلامية وتعرض لحملة هجوم ضارية من قبل علماء دين وفقهاء إسلاميين اعتبروا أن هذه الفتاوي ضد الإسلام، ومخالفة للشرع والمذاهب الإسلامية، خاصة تلك الفتوى التي كان قد أباح فيها زواج المرأة المسلمة من الرجل الكتابي مسيحياً كان أو يهودياً، وهو ما يؤكد الفقهاء أنه يخالف "المعلوم من الدين بالضرورة".
عالم الترابي
والترابي سياسي محنك، ومثقف واسع الاطلاع، درس في بريطانيا وفرنسا، وهو فقيه متبحر في علوم الشريعة الإسلامية، وحقوقي حصل على إجازة في القانون الدولي من جامعة "السوربون" الشهيرة، لكن مواقفه لا تخلو من التلون، تساعده في ذلك ثقافته الموسوعية، وبدا تلون خطابه أوضح ما يكون حين أعلن بدء معركته ضد النظام الحاكم في السودان، بعد أن ظل لسنوات طويلة أبرز عرّابي ذلك النظام، وصانع المؤامرات الذي لا يشق له غبار، والراديكالي في شيوعيته وفي تأسلمه، الفقيه الذي يجيد ثلاث لغات اجنبية خلافا للعربية، والسياسي الذي توقره حاشيته وتصفه بأنه مرشد روحي، وزعيم سياسي، وعالم اقتصاد، وسبق أن اتهمته كل من واشنطن والقاهرة برعاية الإرهاب ومحاولة تصديره .
رئيس البرلمان السوداني السابق، و لسنوات طويلة خلت ظل مصدر الالهام ومفتي حكومة العسكر في حقبة تأسلمها بعد أن قفزت إلى السلطة في انقلاب عسكري وقع عام 1989 . تعلم الترابي في جامعة ادنبرة في اسكتلندا ثم السوربون في باريس ويجيد عدة لغات وهو محام ورجل قانون فذ ويعشق الموسيقى ويطلق لحية بيضاء قصيرة أنيقة، ويرتدي عمامة ونظارة، يتحدث بعينين ضاحكتين ولكن تنطلق منهما أحيانا نظرات فولاذية. يقول انه أيقظ ثقافة السودان الإسلامية من الرقاد واجرى لها عملية تحديث .
ولا يكف الترابي عن التأكيد على أهمية علاقات حسن الجوار، ومع ذلك فقد كان هو الذي فجر سلسلة الأزمات مع معظم دول الجوار حتى حين كان البعض داخل الإنقاذ يحاول تسوية الأمور خاصة مع مصر، ويكفيه في هذا السياق قوله إن كل مصائب السودان تأتينا من الشمال، حتى أن علماء مصر (يغارون) من علمه الواسع كما قال في إحدى المقابلات، وعندما انفجر الخلاف بينهما نهاية العام ،1999، شبه الترابي علاقته بعمر البشير، بالعلاقة بين تروتسكي وستالين .