أخبار خاصة

نائب كويتي يرفض زيارة عون للكويت

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فهد العامر من الكويت، الياس يوسف من بيروت: اعترض نائب كويتي اليوم علي الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها للكويت رئيس "التيار الوطني الحر" النائب اللبناني ميشال عون الاثنين المقبل.

وقال النائب الدكتور فيصل المسلم في بيان تلقت "ايلاف" نسخة منه ان الدعوة التي وجهتها الحكومة الكويتية الى الجنرال عون "تؤكد التخبط الحكومي في قراراتها وسياساتها"، وسأل: "هل نسي المسؤولون لدينا كيف وقف عون مع النظام العراقي اثناء غزو الكويت؟ وكيف قام انصاره بتسيير التظاهرات المؤيدة للغزو الى سفارة العراق في بيروت؟".

وأضاف "ان عون خاض الانتخابات الاخيرة في شمال لبنان بالتحالف مع أبرز مساعدي صدام حسين عضو القيادة القومية لحزب البعث المدعو عبدالمجيد الرافعي، ووقف قبلها مع صدام حسين عام 1990عندما غزا الكويت ما يعني انه يغير نهجه ولا يغير مواقفه".

واستشهد بكلام نسبه إلى مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني وفيه أنه "لا يجوز ان يصل لرئاسة الجمهورية اللبنانية من أخذ اسلحته وصواريخه من صدام حسين"، وأضاف: " اذا كان مفتي لبنان يرفض استقبال عون لعلاقته بصدام حسين وحيازته اسلحة منه فهل يجوز ان نستقبله نحن في الكويت؟". وختم طالبا توضيحا من الحكومة عن أسباب توجيه الدعوة إلى عون "الذي وقف مع صدام ولايستحق ان تستقبله الكويت وتفتح له ابواب قاعة التشريفات".

في بيروت، سألت "إيلاف" ديبلوماسياً خليجياً عايش أحداث لبنان وكل التقلبات التي عاشها الخليج، رأيه في موقف النائب المسلم، فطلب أولاً عدم إعلان هويته، وقال مبتسماً أنه "غاب عن النائب الدكتور الكويتي أن النظام العراقي السابق ساهم في تسليح كل الأطراف اللبنانية والفلسطينية التي خاضت الحروب المتعددة، الأهلية وغير الأهلية التي عاناها لبنان من عام 1975 حتى البدء بتطبيق اتفاق الطائف عام 1990، والجنرال عون تسلم فعلاً من بغداد كغيره من الأطراف كميات من الأسلحة والذخائر لوحدات الجيش التي كانت بأمرته خلال توليه رئاسة حكومة العسكريين الإنتقالية بين 1988 و1990، لكن ذلك حصل حتماً قبل فرض الحصار العسكري السوري على المنطقة التي كان يسيطر عليها بدءاً من 14 آذار/ مارس1989، تاريخ إعلان الجنرال عون حربه التحريرية الشهيرية. وبعد إندلاع تلك الحرب لم يعد ممكناً إرسال رصاصة إليه من بغداد، وبالطبع في تلك الحقبة لم يكن الخلاف الكويتي- الصدّامي قد ظهر إلى العلن ".

ولفت الديبلوماسي الخليجي إلى نقطتين "غابتا أيضاً على الأرجح عن ذهن النائب الكويتي ، أولاهما أن ما كان بين نظام صدّام من جهة، ووحدات جيش عون وميليشيا "القوات اللبنانية" لم يكن تلاقياً لا عقائدياً ولا فكرياً، فالفارق في التوجهات كبير جداً، ويشبه الأمر أن تساعد حكومة الكويت على سبيل المثال أيام حكم صدام للعراق ميليشيات الأكراد "البشمركة" لتحارب النظام البعثي، والأرجح أن حكومة الكويت ساعدت هذه الميليشيات في حقبة ماضية في شكل أو آخر. هكذا ساهم صدّام بين 1988 و1989 في تسليح ميليشيا "القوات" والجيش الذي كان بإمرة عون ليقفا في وجه نظام "البعث" السوري الذي كان يقاتلهما بجيشه. وعندما احتل صدام العراق كانت ميليشيا المسيحيين بقيادة سمير جعجع ووحدات جيشهم شبه الصافية طائفياً بقيادة عون يخوضان قتالاً مريراً في ما بينهما، وكان ما يدور في دول الخليج بعيداً جداً عن اهتماماتهما معاً. ومعروف أنه لم تكن للموارنة تاريخياً في لبنان للأسف، وخصوصاً تحت وطأة الحروب، اهتمامات وتطلعات في العالم العربي تتعدى بلادهم ومشاكلها، تقريباً كما هم الكويتيون اليوم . لذلك لا أجد منطقاً في كلام النائب الدكتور الكويتي على تظاهرة لأنصار عون إلى سفارة العراق في بيروت تأييداً لاحتلال الكويت".

وتابع : " فليكن الله في عون الحكومة الكويتية على هواة حملات التضخيم والتشويه والمبالغات غير المعقولة في مجلس الأمة. هل يعرف النائب فيصل المسلم أنه عندما احتل صدام الكويت كانت السفارة العراقية في محلة زوق مصبح، في فيلا أخلتها البعثة الديبلوماسية العراقية لاحقاً واستأجرتها من أصحابها زوجة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سميرجعجع النائبة حالياً ستريدا، بعد اقتياد زوجها إلى السجن عام 1994 . وهذا تفصيل ، أما العبرة فهي أن محلة زوق مصبح تقع وراء نهر الكلب لجهة جونية وكان النفق التاريخي هناك خط التماس بين "القوات" والجيش الموالي لعون آنذاك".

أضاف: "لو حاول أنصار لعون أن يعبروا النفق بالقوة ليتظاهروا أمام سفارة العراق تأييداً لاحتلال الكويت في 2 أغسطس 1990 تلك الأيام لكانوا أبيدوا. هذا مستحيل ، من زوّد النائب هذه الأخبار ضلله تماما فجاء كلامه خبط عشواء. هل يعلم أن النسبة الأكبر من الأسلحة والذخائر تلقتها ميليشيا "القوات اللبنانية" - قبل احتلال الكويت واندلاع "حرب التحرير" في لبنان كما ذكرت- وأن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني الذي تحدث عنه استقبل رئيس" القوات" سمير جعجع وتقبل منه التهانىء بعيد الفطر في دار الإفتاء على قاعدة أن الحرب انتهت وحلّت المصالحة على قاعدة اتفاق الطائف، فكيف ينقل حضرة النائب مثل هذا الموقف اللا معقول عن مفتي الجمهورية اللبنانية؟".

وقبل أن يختم الديبلوماسي الخليجي ذكر أن معلوماته تشير إلى أن النائب عون هو الذي ألح عبر قريبين منه في طلب أن يزور الكويت بعد أن يلبي دعوة كان قد تلقاها إلى زيارة المملكة العربية السعودية، وثمة علاقة قديمة بينه وبين أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح منذ توسطه عبثاً للتوصل إلى حل للأزمة اللبنانية على رأس لجنة بتكليف من جامعة الدول العربية قبل أن يستقر الإتفاق على صيغة الطائف في المملكة العربية السعودية. واعتبر أن "الزيارة للسعودية والكويت تعطي عون من دون شك إيحاءً بأن له بعد عربي، مما يعني أن هاتين الدولتين ستجدان نفسيهما مضطرتين إلى توجيه دعوات أخرى إلى سياسيين لبنانيين آخرين للموازنة وتأكيد الحياد. لكن زيارته للمملكة تأجلت على الأرجح بسبب التطورات الداخلية التي يشهدها لبنان، حيث يقف عون بجانب "حزب الله" الذي لا تلقى مواقفه ترحيباً في دول خليجية عدة".

وأبدى الديبلوماسي الخليجي اقتناعه أخيراً بأن "بعض النواب الكويتيين بسيئون إلى التجربة الديمقراطية التي تعيشها بلادهم بلجوئهم المستمر إلى أسلوب المزايدات المكشوفة الأهداف والمفتقرة إلى الحيلة والذكاء".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف