جدل حول جعجع السجين والمتأمل والسياسي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إلا أن جعجع لم يسلم من نقد مبطن من منافسيه على الساحة اللبنانية في ما يتعلق بطريقة عرض الفيلم الذي يتناول سيرته وقصة اعتقاله وحياة السجن والتأمل ورحلته مع الاستخبارات اللبنانية والقوى الأمنية السورية. ليجد سمير جعجع نفسه بعد أحد عشر عاما من السجن على موعد مع الحرية بعد انتفاء أسباب سجنه مع الإنسحاب السوري الأخير من لبنان. لتسجل قناة العربية وطبقا لوسائل إعلامية لبنانية معدلات متابعة محلية عالية من قبل جمهور متلهف لمتابعة كل التفاصيل المتعلقة بالحكيم وزنزانته.
الوثائقي الذي اعتمد المقابلات المباشرة، وإعادة تمثيل الأدوار، وبناء عدد من المشاهد داخل السجن والمحكمة يقدم لتفاصيل جديدة في حياة قائد القوات اللبنانية، وعلاقته بمؤسسات الحكم والزعامات اللبنانية المختلفة. حيث يظهر الشريط سمير جعجع الذي وقف امام المحكمة بعد ان أعطي حق الدفاع عن نفسه، وهو يقول إن قرار سجنه سياسي، وذلك في ختام خمسة أشهر من جلسات المحاكمة في ايار (مايو) من العام 1995. وبعد موافقة جعجع على اتفاق الطائف وتسليم سلاحه للدولة اللبنانية وإعلان تحوّل القوات اللبنانية إلى حزب سياسي بعد قرار حلّ الميليشيات.
مراحل حياتية
ويروي الوثائقي الغريب بطريقة مبتكرة مراحل حياة جعجع في ستة اجزاء ويهتمّ بشكل واضح بالفترة التي سبقت سجنه والتحضيرات لمحاكمته واستجوابه والسنوات الطويلة للسجن. بالإضافة إلى المرحلة الحاليّة بعد خروجه من السجن واتخاذه دوراً سياسياً جديداً. ويؤخذ على الفيلم تغييبه الآراء المعارضة لجعجع. لكن القائمين على العمل ينظرون اليه على انه نوع من سيرة ذاتية لزعيم لبناني مثير للجدل بحق. فيما اعلنت مصادر من العربية لإيلاف ان القناة سائرة باتجاه تقديم اعمال مشابهة لزعماء سياسيين ينتمون إلى أكثر من بلد عربي على ان تحمل قصة حياة كل منهم تحولات حقيقية.
يتناول الجزء الاول من الشريط الظروف السياسية التي ادت الى اعتقال جعجع، وبداية مواجهته للضغوط بصفته قائداً للقوات اللبنانية. ويعرض لسيناريوهات
وتتناول الأجزاء اللاحقة تباعا تكيّف جعجع مع حياة السجن وفترات التأمل الروحانية والفلسفية التي واظب عليها خلال تلك الايام وصولاً إلى الكشف عن الآخر. لينتقل العرض إلى الحال الذي باتت عليه القوات اللبنانية والضغوط التي تعرضت لها خلال فترة احتجازه التي استمرت 11 عاماً توجت بحلّ الحزب من قبل السلطات.
كما يكشف - من وجهة نظر واحدة- للعروض التي قدمتها له أجهزة الاستخبارات السورية للتعاون مقابل إطلاق سراحه بالتوازي مع رفضه المطلق لتلك العروض ما تسبب في إطالة ايام سجنه.
ويعرض الفيلم لاعتراف بتلك الضغوط من رئيس الجمهورية اللبنانية الراحل الياس الهراوي في كتاب عن مرحلة الرئاسة قال فيه انه "وبعد عودته من دمشق مطلع كانون الثاني ديسمبر عام 93 (قبل زجّ جعجع في السجن) ولقائه الرئيس السوري أرسل موفدين الى جعجع لنصحه بالسفر الى الخارج". لكن جعجع رفض هذا العرض واستمر في مواقفه الرافضة للطريقة التي كانت تدار بها الامور ولاسيما تسلط الأجهزة الامنية على الدولة . ويشير الجزء السادس والأخير إلى تحضيرات مغادرة الزنزانة، والتعايش مع الأحداث السياسية المستجدّة، وما بعد مرحلة الخروج من السجن حيث عيّن رئيساً للهيئة التنفيذيّة للقوات اللبنانية.
يشار إلى ان الإعداد للفيلم قد استغرق ما يقرب من عام كامل من الدراسة والتنفيذ، ليقدم تجربة إنسانية داخل السجن، تعكس بشكل لافت جزءًا من أحوال المعتقلين السياسيين على امتداد العالم العربي.
الجدل الذي يدور حول الشريط يتوقع أن يستمر حتى آخر الحلقات، خصوصا مع بدء خوضه لمفاصل مهمة من مرحلة سجن جعجع ومحاولات الإتصال بزوجته وبه عبر الاستخبارات السورية وجهاز الأمن اللبناني. موضوعات من شأنها رفع درجة الجدل حول الفيلم الذي يتواصل عرضه عبر قناة العربية هذا الاسبوع إلى الذروة.