أخبار خاصة

العم صالح حاضراً

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


"إيلاف" تستطلع آراء مثقفين ومبدعين
العم صالح حاضراً... وشخصيات سياسية عربية

استفتاء شخصية 2006 سلوى اللوباني من القاهرة: أجرت "إيلاف" استطلاعاً حول الشخصية العربية النسائية وأخرى من الرجال التي تستحق أن تكون شخصية عام 2006. الغرض من الاستطلاع تسليط الضوء على نماذج إيجابية تجسد معاني وقيمًا جميلة بجهودها المميزة. وتوجهت "إيلاف" إلى عدد من المثقفين والمبدعين من مختلف الدول العربية بسؤالهم: من هو أو هي شخصية العام؟ شخصية تستحق بنظرك أن تنال هذا اللقب لنشاطها البارز، لانجازاتها ومواقفها وانتاجها أو إبداعها... بمعنى آخر شخصية قدمت للانسانية شيئا جديدا ومفيدا في احدى المجالات سواء على الصعيد السياسي او الاقتصادي او الثقافي او الإعلامي... إلخ، وآثرنا عدم ترشيح أي أسماء للاختيار منها.. حتى لا نقيّد أحدًا أو لعدم تكرار أسماء معينة.

مشاركة ضعيفة
تجدر الاشارة الى أن هذا الاستطلاع هو الأول من بين عدة استطلاعات أعدها القسم الثقافي في "إيلاف"، والملاحظ الفتور في أوساط المثقفين والمبدعين للمشاركة فيه، فمن بين 50 مثقفًا(ة) من مختلف الدول العربية تمت دعوتهم شارك 22 شخصا فقط.

ويرى معظم الذين حاولت "إيلاف" استطلاع آرائهم أنه لا يوجد في عالمنا العربي من يستحق لقب شخصية العام، كما يجد البعض أنه سؤال يصعب التفكير فيه، خصوصا أن المشاكل في الوطن العربي لا تسمح بظهور شخصية تؤثر في الانسانية من خلال الأعمال التي تقدمها. كما ان شخصية العام - في نظرهم - يجب أن تكون شخصية قاومت الظلم والاستبداد بكافة أشكاله وألوانه، لذلك لا يمكن العثور عليها إلا خلف جدران المعتقلات والمصحات العقلية!

كما أن البعض لا تحضر في ذهنهم أسماء عربية قدمت خدمات إنسانية في أي مجال، والبعض الاخر فضل اختيار شخصيات عادية... اختيار نابع من القيمة التي يراها في هذه الشخصية. منهم من كان بوده اختيار ابنته.. أو سائقه! فيما وقع اختيار البعض الآخر على بواب المبنى الذي يقطن فيه!
وكان وجع العراق "الحبيب" حاضراً للامتناع عن الترشيح أو لترشيح العراق كوطن... المرأة والرجل والطفل ليكون شخصية العام، إضافة الى ترشيح لبنان و المرأة الفلسطينية بشكل عام.

جميع الردود تعكس حالة العالم العربي بحروبه واضطراباته التي قد لا تسمح بمنح الفرصة لظهور شخصيات مؤثرة.....فهل فقد المجتمع العربي فاعليته وحضوره؟

المشاركون...
شارك في الاستطلاع من مصر الاديب "ناصر عراق" رئيس تحرير مجلة دبي الثقافية، ود. نوال السعداوي، ود. "علاء الاسواني"، والروائي "محمد العشري"، والكاتبة والناشرة "سوسن بشير"، والكاتبة "أماني أمين"، والاديب "محمد توفيق"، والكاتب والباحث والناقد السينمائي "صلاح هاشم"، والكاتبة "سحر توفيق"، ومن العراق د. "محمد أثير شهاب" دكتور في الادب العربي، والقاصة سميرة المانع، والمخرج المسرحي "رسول الصغير"، والمفكر د.سيار الجميل، ومن السعودية الكاتب الصحافي "هاني نقشبندي"، والكاتب نبيل المعجل، ومن المغرب الكاتب والناقد د. "عبد المالك أشهبون"، ومن تونس الباحثة د. رجاء بن سلامة، ومن لبنان الشاعر "شربل بعيني"، ومن سوريا الاديب "حسين سليمان"، ومن الكويت الشاعرة والاعلامية "سعدية مفرح"، ومن الأردن الناشرة "لميس الحسيني"، والاعلامية "عروب صبح".

فؤاد السنيورة شخصيات سياسية
د. رجاء بن سلامة.. اختارت فؤاد السنيورة
عمليّة ترشيح الشّخصيّات العموميّة لعبة إعلاميّة صعبة، وهي في العالم العربيّ أصعب، كان بودّي أن أرشّح امرأة، ولكنّ المرأة في عالمنا ما زالت تتخبّط في ثقافة الحجاب والنّقاب والقبيلة أو ثقافة الحزب الواحد، ولا تتحوّل إلى شخصيّة عموميّة إلاّ بشروط يفرضها عالم الرّجال والسّلطة الذّكوريّة في الغالب، أرشّح فؤاد السّنيورة، رئيس الحكومة اللّبنانيّة، لأنّه على الأقلّ يمثّل صورة رجل الدّولة، ورجل دولة القانون رغم الأوضاع الصّعبة المعقّدة والطّائفيّة الخانقة، وهو رجل الحوار، ونفهم من تصريحاته ومواقفه أنّ الحوار الدّيمقراطيّ ليس شعارا يرفعه بل ثقافة سياسيّة يحملها، الجماهير وأغلب المثقّفين العرب يفضّلون الزّعماء على رجال الدّولة وعلى الدّولة، يفضّلون الزّعماء لأنّهم يفتحون أمامهم باب التّراجع الطّفوليّ ما قبل الأوديبيّ، فيعدونهم بالفردوس المفقود، ويوهمونهم بأنّهم الآباء الذين لا يقهرون كأبطال الأفلام والصّور المتحرّكة.

نبيه بري د. عبد المالك أشهبون..اختار نبيه بري
في البداية أنوه بالمجهودات التي يبذلها موقع إيلاف لنشر ثقافة رقمية متقدمة، كما نتمنى للموقع، كذلك، دوام التألق والاستمرار...وكم كان الاختيار صعباً ومعقداً إلا أننا قدمنا شخصية رأيناها صفة شخصية السنة، فقد تم اختيارنا الشخصية المعنية بالأمر في سياق الرجات الكبرى التي وقعت في عالمنا العربي هذه السنة، وبالضبط ما وقع في لبنان...لقد كان لبنان يعرف في السبعينات ببلد الحرية والتنوير والتعددية والانفتاح، إلا أن تكالب جهات خارجية وداخلية حولت هذه المنجزات والمكتسبات إلى تراث وماض ولى وغبر، وغدا لبنان فضاء للعديد من الأزمات والأحداث والنكبات وما يزال كذلك...بناء على هذه المعطيات المكثفة جداً حول الأسباب الذاتية والموضوعية التي دفعتني للتركيز على شخصيات لبنانية هي التي تمثل ـ في إعتقادي ـ شخصية العام، أود أن أنتخب شخصية ذكورية هي شخصية "نبيه بري" رئيس البرلمان اللبناني من جهة وزعيم حركة أمل الشيعية...أما عن دواعي إختياري لهذه الشخصية بالذات فلأنها مثلت قبل الحرب على لبنان وطوال أيام الحرب وما بعده صوت العقل المتزن، وجسر التواصل بين الفرقاء السياسيين في لبنان، والمبادر إلى تحكيم لغة الحوار بدل لغة السلاح والقوة، ما يحيله إلى شخصية تستحق كل التنويه على صفة الاعتدال التي اتسمت به طوال الأزمات والمحن التي مر ويمر بها لبنان.

شربل بعيني.. اختار العلامة محمد علي الحسيني
كثيرون هم الذين يستحقون شخصية العام، ولكن اختياري سيقع على العلامة "محمد علي الحسيني" ـ اللبناني، الذي يبحر بكتاباته عكس التيار العنفي الذي يعيشه لبنان، فهو يدعو الى التعايش بين جميع الطوائف، وتغليب الإنتماء الكلي للبنان على الطائفية القذرة، والإرتهان المذل لدول أخرى، إنه وباختصار شديد يحمل شمعة ديوجين ليفتش عن السلام في وطن تشرذمه السياسات اللبنانية والعربية والعالمية، وتقذف به في أتون حروب متواصلة لا نهاية لها، يقول سماحته: من يحبذ دولة أخرى على وطنه لبنان، فلينتقل إلى تلك الدولة، وليترك لبنان لأبنائه الشرفاء، لأن لا وطن لهم سواه، فيه يعيشون، وإليه يتطلعون، وله فقط يخلصون، ولو فعل كل مواطن لبناني ذلك، لعاش الوطن في سلام ووئام ومحبة. كما أنه رشّح لجائزة نوبل للسلام، ولقب عن جدارة (بصانع السلام)، ومن يدري فقد تكون جائزة السلام من نصيب وطن معذب يتوق للسلام، ويحلم بالسلام.

عزمي بشارة لميس الحسيني.. اختارت د.عزمي بشارة
د. عزمي بشارة شخصية سياسية وحزبية بامتياز كما أنه إعلامياً ناجح ونشط رأيت أنه الشخصية الاقرب بنظري ليكون شخصية عام 2006 الدكتور عزمي بشارة، أحد رموز عرب 48 الذين يعلنون جهراً أنهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، وقد أظهر تحركه وتحرك غيره من النخبة السياسية لعرب 48 أنه لا مكان في البرلمان الإسرائيلي للصوت العربي الفلسطيني، ولد عزمي بشارة عام 1956 في الناصرة ونشأ في أسرة عربية مسيحية، درس في مدارس الناصرة حيث أسس عام 1974 وترأس "اللجنة القطرية للثانويين العرب"، ثم أسس عام 1976 لجنة الدفاع عن الأراضي العربية في إسرائيل، وهي التي أعلنت يوم الأرض يوم 30 مارس ، في العام 1977 انتمى إلى التيار الشيوعي مؤسسا اتحاد الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية، في العام 1996 انقطع عن التوجه الشيوعي وأسس حزب التجمع الوطني الديمقراطي المشهور في إسرائيل باسم "بلد" في العام 1996 أصبح نائبا في الكنيست ممثلا لحزبه وأعيد انتخابه عام1999 ، أعلن د. عزمي بشارة في مايو 2001 أن حزب الله حركة تحرر شرعية وأن كفاحه ضد الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان كفاح تحرري، وفي يوليو 2001 طلبت الشرطة الإسرائيلية اتهامه بخيانة إسرائيل وإعانة العدو، وفي 7 نوفمبر 2001 صوت الكنيست بالأغلبية لرفع الحصانة عن عزمي بشارة، كتب عزمي بشارة في موضوعات متعددة، منها الدين والديمقراطية، الإسلام والديمقراطية، القضية الفلسطينية، المجتمع المدني والديمقراطية، قضية الأقلية العربية في إسرائيل والأقليات بشكل عام، العرب والهولوكوست وغيرها وصدر له بالألمانية كتاب حول القدس. أشرف على تحرير سلسلة تدريس حول الديمقراطية مؤلفة من 14 كتيباً وكراساً باللغة العربية تستخدم للتدريس في المدارس والجامعات وقد منحته مؤسسة ابن رشد للفكر الحر في برلين جائزتها لعام 2002 لإسهامه في تشجيع حرية الرأي والديمقراطية في العالم العربي. كما صدرت له روايتان الحاجز شظايا رواية صدرت عام2004حب في منطقة الظل شظايا رواية صدرت عام 2006 نظراً لكل ما تبين اعلاه نجد انه شخصية مناسبة لعام 2006 وما له من اسهامات في العالم العربي والفلسطيني بشكل خاص والفضائيات العربية حاليا.

محمد توفيق... اختار د. اسماعيل صبري عبدالله
فقد العالم العربي بل العالم بأسره منذ أسابيع المفكر الكبير الدكتور إسماعيل صبري عبدالله، وهو من المثقفين القلائل الذين يستحقون اللقب عن جدارة ، فكان عالما جليلا على المستوى العالمي ومساهماته في خدمة قضايا التنمية لا يمكن حصرها وقد تولى على سبيل المثال لا الحصر منصب وزير التخطيط في مصر ومناصب عديدة في الأمم المتحدة ورئاسة منتدى العالم الثالث ، وكان الدكتور عبدالله صاحب رأي ومبدأ لا ساعيًا وراء مصلحة وقد سجلت الأيام أنه تمسك بمواقفه بغض النظر عن العواقب، وكان صاحب رؤية ومن آخر انجازاته تولي التنسيق لمشروع مصر 2020 ، وهو انجاز حضاري راق يجمع مجموعة متكاملة من الدراسات المستقبلية المتعمقة ، وهكذا يكون المثقف .

حسن نصرالله سعدية مفرح.. اختارت السيد حسن نصر الله
أبرز شخصية لعام 2006 أرى أنها شخصية السيد "حسن نصر الله"، رغم إنني أختلف مع طروحاته السياسية والفكرية غالباً، ولكنه بالمغامرة التي أدخل لبنان والعرب فيها مطلع الصيف كان هو الوجه الابرز في أحداث المنطقة العربية بشكل عام، ولعل هذا ما ساعد على تكريس صورته التقليدية لدى جماهيريه ومريديه، بل ولدى كثير من الجماهير العربية التي انساقت وراء الاحلام المستحيلة لتعطشها لأي صورة إيجابية ..فقد أوهم حسن نصر الله ومن معه هذه الجماهير بنصر استراتيجي، حسب تعبيره، عربي إسلامي على اسرائيل، لكن الحقيقة تقول إنه مجرد نصر لصورته الاعلامية لدى هذه الجماهير المخدوعة.

عروب صبح.. اختارت السيد حسن نصر الله
على الرغم من أنني لا أتفق مع مجمل أفكار وتوجهات السيد حسن نصر الله إلا أنني ارشحه كشخصية عام 2006 لشجاعته فقد قاد مجموعة من المقاومين لتحطيم أسطورة جيش اسرائيل، وكان صادقاً بوعوده...فهو نموذج للقائد الشجاع والصادق.

د. علاء الاسواني... اختار السيد حسن نصر الله
لا يوجد شخصية ذكورية لعام 2006 أفضل من السيد حسن نصر الله، شخصية عظيمة، دافع عن العرب وعن كرامتنا في الحرب الاخيرة مع اسرائيل، وأمر مفرح ان يكون هناك شخص.
وقال السيد "حسن نصر الله" بعد فترة من التخاذل وأنا شخصياً معه بقلبي وروحي.

نجيب محفوظ شخصيات ثقافية
سحر توفيق.. اختارت الاديب نجيب محفوظ
رغم أن هذا العام برزت فيه عدة شخصيات تستحق أن نشير إليها، إلا أنني سوف أختار شخصية هو ليس فقط شخصية لهذا العام، وإنما هو شخصية العصر بحق، ألا وهو نجيب محفوظ، وذلك لوفاته هذا العام التي ملأت الأخبار وجعلته يطغى بوجوده الدائم على كل ما عداه، أختاره مع الأسف لرحيله، مع أنه ملأ حياتنا طوال سنوات بوجوده وتألقه، ورحيله لا يعني أنه غادرنا، بل إنه باق بيننا بأعماله التي استحقت الخلود.

حسين سليمان..اختار الشاعر سعدي يوسف
سؤال يريد تفكيراً طويلاً وخاصة أن المشاكل في الوطن العربي لا تسمح بظهور شخصية تؤثر في الانسانية من خلال الأعمال التي تقدمها- أقول ذلك لأن ليس كل ما يقدم يرتفع الى مصاف الانسانية-نحن في حروب مع الذات ومع العالم وهناك إضطرابات تؤثر في الروح حيث إمكانية التأمل والوقوف على المستوى الانساني نادرة جداً، وهذا الضجيج الذي نعيش فيه لن يمنح الفرصة للتأثير والبروز...لا أرى إلا الشعراء كشخصيات هائمة وملحة تستحق أن تكون شخصية عربية لهذا العام بل ولكل الاعوام فرغم الحالة العامة لهبوط مستوى القراءة وتقهقر الروح في استقبال الشعر لكنهم ما زالوا يبدعون ويقدمون متجاوزين بذلك الاحباط العام، الشاعر العراقي "سعدي يوسف" الذي راح يروي لهذا العام مسلسل الشيوعي الأخير، إنها ورقة أخيرة يقدمها الشعر لتاريخ هز الوجدان الانساني لأكثر من قرن، ويحتضر الآن ويتردد الآن في إسدال الستار الأخير، وفي هذا المسلسل الشعري يقلب سعدي يوسف ميزان القوى ويوهم التاريخ أن الشيوعي الأخير مازال بيننا، هو "حنظله ناجي العلي" وحيداً في هذا العالم الغارق في تفاصيله، إلا أن اللعبة التي لعب عليها الشاعر في الواقع النقدي هي لعبة ولادة الشيوعي الأخير وليس موته كأنه بذلك يؤكد البداية وليس النهاية وبهذا يثبت الشعر مرة أخرى أهميته في كتابة الميثولوجيا الانسانية.

شخصيات فنية
نبيل المعجل..اختار الفنان بسام كوسا
سأختار شخصية فنية أثرت بي وبعائلتي خلال شهر رمضان المبارك...يأسرني الفنان السوري "بسام كوسا" بأدائه الرفيع فهو فنان مثقف بكل ماتعنيه الكلمة من دلالات، وتلحظ ذلك من خلال أحاديثه القليلة مع الفضائيات ووعيه بأهمية الدراما خاصة والفن والثقافة عموماً، إضافة الى اهتمامات فنية وثقافية عامة، ودراسته في كلية الفنون الجميلة وممارسته لفن النحت، شهر رمضان المبارك كان سبباً رئيساً في جعل جميع أفراد العائلة تجلسمعًا لمشاهدة أدائه الراقي في مسلسل "باب الحارة" وكان الدور الذي أداه من أصعب الادوار وأكثرها تعقيدًاالتي شاهدتها، فتارة تراه شريراً وتارة اخرى تراه حنوناً وديعاً، وتارة تراه مع الحق، وأخرى مع الظالم، الحوار الذي كان يدور مع نفسه قمة في البراعة حيث كان يقدم دروسا مجانية لنا جميعاً عن حزنه العميق عندما حلف كذباً على المصحف الكريم بأنه لم يقم بسرقة مال أحد التجار وقتله لحارس الحارة أثناء هربه، كانت هذه اللقطات التي تعبر عن ندمه الشديد من أعظم اللقطات التي شاهدناها في الدراما العربية.

لا ظل لرجل في الذاكرة
هاني نقشبندي..اختار العم صالح

قلبت الامر كثيراً.. أفكر فيمن يمكن أن أرشحه كشخصية عربية رجالية أو نسائية لهذا العام، فما وجدت شخصية واحدة تستحق أن تنال شرف هذا الترشيح، في قناعتي أن عام 2006 كان كارثياً على العالم العربي بكل ما يليق بالكارثة من صفات... ولأننا إذا كنا نقصد بالتميز أن يعمل الإنسان شيئاً يتخطى ما هو مطلوب منه أصلاً، فيكون بذلك متميزاً، أما أن يقوم بعمل ما هو مطلوب منه بالطبيعة، فلا تميز في ذلك حتى لو أبدع في ما يعمل. فوجدت أن الشخصية العربية المميزة لهذا العام هو "عم صالح" بواب العمارة التي تسكن فيها شقيقتي، هو وحده أهم من كل الرؤساء العرب، والكتاب العرب، ورجال الاعمال العرب، عم صالح رجل يبلغ من العمر أكثر من 75 عاماً (وفي رواية أخرى 78 عاماً). وهو رغم ذلك ما يزال يعمل حارساً في عمارة كبيرة، وفي بعض الاحيان سائقاً لمن غاب عنها سائقها من ساكنات العمارة، ويعتني بالحديقة العامة، ويبقى برفقة بعض أولاد العمارة عندما يغيب عنهم ذووهم لأمر ما. عم صالح يعمل بنشاط في أمور هي ليست من صلب عمله، بل يقوم بها عن طيبة خاطر ليس طمعاً في المال، فهو لا يعيل أحداً سوى نفسه، ولقيمات بسيطة تكفيه، بل إنه يعمل حباً بالعمل، وحباً بمساعدة الآخرين. أزيد على ذلك وأقول إن عم صالح أكثر كرماً من معظم من رأيت من رجال الاعمال أو الحكام أو المسؤولين في حياتي. بل هو أكثر كرماً منهم كلهم. ذلك أنه يتبرع مطلع كل شهر بمئة ريال سعودي لجمعية البر والاحسان في الحي، وبمئة ريال أخرى لامرأة عجوز مريضة لا عائل لها تسكن في حي مجاور، ومئة ريال أخرى ينفقها على فقراء المسجد النبوي عندما يذهب للصلاة هناك كل يوم جمعة. أي إنه ينفق ثلاثمئة ريال كل شهر من أصل راتبه الذي لا يتجاوز ستمئة أو سبعمئة ريال. بمعنى انه ينفق ما يعادل نصف ما يملك كل شهر على من يستحق. ولا أذكر ان رأيت أو سمعت أن رجل أعمال عربيا أنفق أكثر من واحد في المئة مما يملك على عمل الخير. ولم أر حاكماً عربياً واحداً يقوم بمهامه، بل وأكثر من مهامه، بالاخلاص نفسه الذي يبديه عم صالح.ألا يستحق برأيكم أن يكون هو الشخصية المميزة مقارنة بكل ما في عالمنا العربي من رؤساء على كثرتهم، وعلماء على قلتهم، وحكماء على ندرتهم، ورجال أعمال على بخلهم؟

محمد العشري...
العدوان الإسرائيلي على الشعب اللبناني، واستنزاف الأميركيين المستمر لأموال وحياة الشعبالعراقي، جعلا الصورة قاتمة للغاية، وقضيا على النخوة، في المجال السياسي، وسرقا البريقمن النواحي الإنسانية الأخرى.. لا ظل لرجل، باق في الذاكرة خلال هذا العام.

salwalubani@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف