الأسواق في لبنان تطلق صرخة الاستغاثة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بدت كئيبة على أبواب الأعياد المقبلة
إنعدام الحركة التجارية في أسواقلبنان
مبادرة تفتح باب الحوار بين الحكومة والمعارضة اللبنانية
ريما زهار من بيروت: مع اقتراب أعياد الاضحى والميلاد ورأس السنة، تبدو الاسواق في لبنان كئيبة وهزيلة لجهة وجود الزبائن فيها، ولا تبدو مزدانة كما الأعوام السابقة بزينة الاعياد التي كانت تتنافس عليها الاسواق التجارية لتبدو أكثر تألقًا من غيرها .التجار كسائر اللبنانيين، يدفعون ثمن التوتر السياسي في لبنان، فالحرب الماضية التي أثرت كثيرًا على حركة البيع في جميع القطاعات، اضيف اليها اليوم ضريبة اخرى تمثلت بالتشنجات السياسية الضاغطة التي حدت بالمواطن اللبناني الى ابتياع كل ما هو ضروري والابتعاد عن الكماليات.
ولا تختلف سوق عن اخرى والصرخة هي نفسها لكل تجار المناطق، والأسوأ ان انعدام الحركة التجارية حدا ببعض اصحاب المؤسسات الى صرف موظفيهم أو تخفيض معاشاتهم الأمر الذي ينذر بكارثة اجتماعية لا تحمد عقباها.
في الحدث
رئيس جمعية تجار الحدث انطوان عبود أفادنا في جولة على منطقة الحدث بأن الحركة التجارية شبه معدومة وهناك مؤسسات تسكر أبوابها، ورغم الحالة الاقتصادية الصعبة لا تزال بعض المؤسسات التجارية تفتح أبوابها، ولدى قيامه بزيارة لبعض المؤسسات التجارية، اطلع من اصحابها على أحوالهم الصعبة وحتى المؤسسات الغذائية باتت تعاني أسوة بالمؤسسات التجارية الأخرى، فلم يعد مطلوبًا الا الأساسي من المأكولات وقال ان هناك خصومات في الحدث حتى قبل الاعياد، لكن الحركة لا تزال شبه معدومة وأمل أن تتغير الحالة السياسية حتى ينعكس الامر ايجابًا على الاسواق وهي اصبحت مختلفة عن السنوات الماضية فالزينة فيها منحصرة في بعض المحلات التجارية، وتحدث كذلك عن المؤسسات التي تصرف الموظفين التي كانت بدأت بعمليات الصرف منذ قبل الحرب في لبنان وحتى تطال بعض المؤسسات التي صرفت أعدادًا كبيرة من الموظفين والامر سيؤدي الى كارثة اقتصادية كبيرة اذا لم يتفق الافرقاء في ما بينهم.
وتابع:"اذا أرادوا أن يتشاجروا سياسيًا فليفعلوا ذلك بعيدًا عن الاقتصاد لانه ،اي الاقتصاد، لم يعد يتحمل المزيد من الخسائر.
مارالياس
بدوره رئيس تجار مار الياس عدنان الفاكهاني أسف على الحركة المعدومة جدًا في المنطقة وقال ان على الزعماء أن يعوا بان الاقتصاد يتأثر مباشرة بالسياسة وحتى العرب لم يقصدوا لبنان لانه لا يتمتع بأمن سياسي، وحتى محلات المأكولات اصبحت الخسارة فيها اليوم 40% ومن كان يشتري عددًا كبيرًا في الماضي من المواد الغذائية كالمربيات اصبح الآن يشتري اللبنة واللبن والمواد الغذائية الضرورية، وحتى الالبسة تعاني من عدم تصريف البضائع، والقطعة التي كانت تقدر بمئة دولار اصبحت تباع اليوم بأقل من رأسمالها ومقبلون على كارثة اقتصادية فادحة، واذا اراد الزعماء أن يتشاجروا فبعيدًا عن الاقتصاد وليرحلوا عنا لان البلد لم يعد يحتمل المزيد من الخراب الاقتصادي، وتحدث عن الأعداد الكبيرة من الموظفين الذين يصرفون من المحلات التجارية، وهذه الاعداد تهدد بكارثة اجتماعية وإنسانية كبيرة، ويجب أن ينظر الى هذا الموضوع كل الذين يتخاصمون الآن سياسيًا لان الامر لم يعد مزحة بل مأساة كبيرة، تهدد المئات من الموظفين، وقال إن مار الياس ازدانت هذا العام خلال شهر رمضان وكذلك الامر في عيد الميلاد وحتى في الاجتياح الاسرائيلي خلال العام 1982 وبعدما خرج الاسرائيليون من بيروت قامت مار الياس بتزيين سوقها، لكن هذا لا يعني أنها منتعشة اقتصاديًا لان هذه الزينة فقط كي نظهر للعالم بأننا نريد الحياة وان تعود اسواقنا كما كانت في الماضي مزدهرة وتنعم بالزبائن الذين لا يأتون فقط بغية "الفرجة" ولكن ايضًا ليشتروا لاولادهم خصوصًا في هذه الفترة التي تكون فيها الاعياد وسيلة كي تصبح الاسواق مرتعًا للعديد من الاشخاص الذين يقصدون مار الياس للابتياع من سوقها التي تتمتع بالبضائع الاجنبية واسعارها مدروسة.
ولدى سؤاله هل ستقوم سوق مار الياس بخصومات قبل الاعياد، اجاب ان هذه الخصومات أتت قبل الاعياد بكثير لأن التاجر اصبح يبيع بخسائر كبيرة واقل من رأسمال البضائع ويتصل بالتجار الآخرين كي يبيع بضائعه التي كسدت نتيجة التخاصم السياسي والحل برأيه يكون بالاتفاق السياسي لبناء بلد جديد ويجب ان يكون مبنيًا على اقتصاد قوي ولن يكون الا اذا كان الجو السياسي هادئًا في البلاد.
الحازمية
رئيس تجار الحازمية جوزف خوري قال ان الوضع التجاري في البلدة تحت الصفر وتأثر بكل ما يجري، وكل المحلات تأثرت في كل المناطق، وخصوصًا أن الحازمية على الحدود مع الضاحية وبيروت، والمأكولات اصبحت تقتصر مبيعاتها على الخبز، والحركة معدومة، ومحلات الالبسة متضررة ايضًا، والحسومات بدأت قبل الاعياد، واجتمع اليوم مع تجار الذهب وهم ينتظرون الاعياد كي تتبلور الحالة التجارية، والمحلات مليئة بالبضائع من اجل "الفرجة" فقط.
واذا بقينا على هذه الحال سنصل الى كارثة اقتصادية، وتباحثنا الامر مع جميع الاقتصاديين ولم نعد نتحمل الخسائر، وهناك محلات خفضت موظفيها ولم تعد تستورد بضائع، وبعض البضائع من المأكولات مفقودة، بسبب تأخرها في المرفأ.
ولا حل برأيه سوى تغيير نفسية الناس المحبطة من خلال حلول جذرية.
ومع الخطابات والتشييعات والاعتصامات عمد الناس الى المكوث في بيوتهم وعدم التوجه للتبضع في الأسواق.
*تصوير ريما زهار