المعتصمون اللبنانيون: نستعد لعصيان مدني

"لست شيعية بل لبنانية وجزء من هذا الوطن"
"إيلاف" التقت المعتصمين: نستعد لعصيان مدني

ريما زهار من بيروت: بعد اسبوع ويوم على اعتصام المعارضة في ساحة الشهداء في وسط بيروت، لا تزال المطالبة قوية باسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة. والجديد في الموضوع ان المعتصمين يتهيأون لعصيان مدني كما افادتنا احدى المعتصمات، وان التصعيد الذي تحدث عنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سينطلق غدًا الاحد في كل لبنان. ورغم هذا التفجير الذي يهدد لبنان قريبًا، فان المعتصمين يبدون اليوم اكثر هدوءًا، اذا ان معظمهم، ورغم انتقادهم الحاد لحكومة السنيورة والتعبير عن الامر ببعض الالفاظ غير المستحبة، الا انهم اجمعوا بانهم ليسوا ضد شخص السنيورة بقدر ما هم ضد حكومته والسياسة المتعبة، وتحدث معظمهم عن الوضع الاقتصادي السيء الذي يرزح تحته لبنان والذي يجعل من المواطنين فقراء ومعدمين يفتشون عن الهجرة والرحيل.

محمد من حزب الله وهو في المخيم منذ اسبوع، حيث تتم بعض الانشطة والمهرجانات ، يقول ان حكومة السنيورة ستسقط انشاء الله، وسيبقون حتى يوم القيامة لاسقاطها، ويتمنى عليه ان يستقيل. وفي المخيم كما يقول، الكثير من السنة والشيعة، واخواننا في التيار الوطني الحر، وحتى اذا هطلت الامطار او الثلوج وحتى الحجارة فأننا سنبقى.

بلال صقر من حزب الله ترك عمله من اجل الاعتصام، وهو حلاق، وهدفه اسقاط الحكومة وتغيير الوضع بشكل عام حيث جميع الشباب لا يعملون. ويعتبر ان الوضع يؤثر اقتصاديًا لكنه لا يفيدهم. ويحمّل على رئيس الوزراء فؤاد السنيورة بانه لم يؤمن المساعدات للضاحية الجنوبية، ومن المفروض ازاحته. اما من البديل عن السنيورة فيقول ان هناك الكثيرين من شرفاء لبنان منهم الدكتور سليم الحص، الرئيس عمر كرامي ونجيب ميقاتي وماضيهم حافل بالانجازات العظيمة وليس السرقة والدين العام، ونحن هنا عائلة واحدة مجتمعة من كل لبنان.

الهرمل

المخيم وتبدو صورة بري

كميل حمادة من الهرمل البقاع وهو في المخيم منذ اسبوع ، من مؤيدي حزب الله ترك عمله كناظر في المدرسة التي يعمل بها وانضم الى الاعتصام، والهدف برأيه ليس فقط اسقاط حكومة السنيورة بل تأليف حكومة وحدة وطنية ، لكنه قال ان الاهداف قد تتغير لاحقا. وأكد الالتزام بالقرار اي المشاركة في حكومة وحدة وطنية لكن يبدو ان الفريق الثاني لديه مشكلة في المشاركة، ويريد الاستئثار او ربما يعتبر اننا من غير هذا الوطن حتى نتشارك معه. وأضاف انه رغم كل الذي حصل والتجاوزات التي حصلت في عدوان تموز(يوليو)، والفساد المستمر منذ العام 1992، ورغم كل الادعاءات عن الديموقراطية والاستقلال والقرار السيادي والحر، ورغم كل الاتهامات التي يوجهونها لنا باننا عملاء سورية وايران، فان التجارب السابقة توضح من هو العميل، وهو الذي ينقل البارودة من كتف الى آخر، بحسب مصلحته، واعتقد ان العالم يعرفون ذلك.
واضاف اننا لسنا على خلاف شخصي مع السنيورة بل انه خلاف سياسي ولو انهم يجيرونه طائفيًا ومذهبيًا. وقال اننا للأسف جربنا هذا الشخص كوزير مالية وكادت ان تفتح ملفاته ثم عاد ليصبح رئيس مجلس وزراء.
وشدد على ان الهدف ليس ان نقيم حكومة وحدة وطنية فقط، بل هناك ملفات يجب معالجتها على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي وحياة الناس اليومية وقبلها على صعيد التفكير السياسي السائد في لبنان، وللاسف هناك مجموعة رغم كل ادعاءاتها الديموقراطية تمشي بالبلد نحو اخضاعه لسياسات خارجية بشكل غير طبيعي.
ومن متطلباته للحكومة الموضوع الاقتصادي الذي يلامس حياته اليومية، وهناك الغالبية من الشباب لا تزال في بيوتها، لا عمل لها بسبب الوضع الفاسد في البلد. وقال ان هذا الفساد اصبح متأصلًا نتيجة لهذا الوضع الاستثنائي لذلك حكم على حكومة الرئيس سليم الحص بفترة بسيطة جدًا وتم تنحيتها، واذا فتحت هذه الملفات لكانت حوكمت رؤوس كبيرة.

مشاركة التيار الوطني الحر

المردة

رولا من تيار المردة من الجنوب وهي هنا منذ 3 ايام وهدفها اسقاط حكومة السنيورة (حكومة فيلتمان) كما تقول وتضيف:"هو لا يحقق لنا مطالبنا اي العمل ولا تريد ان تستتب الطائفية في لبنان، وكلنا نريد ان نكون واحدًا ضد اميركا لانها لا تحبنا وتحب مصلحتها لوحدها."
وتضيف اننا سنقوم بعصيان مدني اذا لم تلب طلباتنا الاحد انشاء الله.وتشرح ما هو العصيان المدني بالنسبة لها الذي يتمثل بعدم الذهاب الى المدارس وتوقف كل الاعمال، هي في صف البريفيه، وتريد الدفاع عن مستقبلها.
في مدرسة بنت جبيل الرسمية تتعلم رولا، وخلال الاحداث سافرت واهلها الى عدد من في المناطق اللبنانية في الشوف وبيروت . وقالت اننا شعرنا في الحرب كأننا بين اهلنا واخوتنا وقد استقبلنا بشكل جيدا لدى الدروز وحتى لو كنا من تيار مختلف. يجب ان نتفق لاننا اخوة في النهاية، الكثيرون يقولون اننا نريد خراب البلد لكن هذا غير صحيح، ما نريده هو المشاركة، من خلال كل الطوائف ولا يجب الاستئثار بالسلطة، ويجب ان نفكر بهدوء في التوصل الى حلول، انا في الصف النهائي في مدرستي وانا ضد الطائفية، لن اقول انا شيعية بل انا لبنانية وجزء من هذا الوطن.

معتصمون من المعارضة

صورة قديمة لباسل فليحان بقيت في المخيم

*تصوير ريما زهار