الرياض أخرّت نبأ استقالة الفيصل بحثاً عن بديل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بورصة الترشيحات تتحرك حول هوية سفير واشنطن الجديد:
الرياض أخرّت نبأ استقالة الفيصل بحثاً عن بديل
سلطان القحطاني من الرياض: قالت مصادر سعودية عليمة في حديث مع "إيلاف" إن تأخر صدور بيان رسمي من حكومة الرياض حول استقالة سفيرها في واشنطن الأمير تركي الفيصل مرده إلى أن صناع القرار في المملكة الغنية بالنفط لا يزالون يُعملون النظر في قائمة الترشيحات التي حملت عدة أسماء من أعضاء الأسرة الحاكمة وتكنوقراط آخرين لتولي الكرسي الذي يعد رأس الحربة في الدبلوماسية السعودية . ويشرف عادة على تعيينات من هذا النوع عاهل البلاد الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمير سلطان، وليست وزارة الخارجية، التي ينتهي دورها عند إرسال الأسماء التي ترشحها لتولي المنصب المراد ملؤه، وخصوصاً في حالة الأمير الفيصل الذي يعتبر من "السفراء السوبر" في جهاز الدبلوماسية السعودي، كونه يحمل رتبة وزير وتفويضاً يخوله التصرف في العديد من الشؤون الداخلية دون الرجوع إلى حكومته .
ورغم التكهنات المتواترة فلم يعرف بعد ما هو مصير الفريق المحيط بالأمير تركي الفيصل بعد مغادرته منصبه طوعاً يوم أمس الأول، وعلى رأسهم الصحافي المخضرم جمال خاشقجي الذي أمضى مع الأمير أكثر من عقدين من الزمن، وما إذا كانوا سيستمرون في أعمالهم في واشنطن أم أنهم سيرافقون "السفير المستقيل" في مهمة جديدة تنتظره .
وعلى الرغم من الفترة القصيرة التي قضاها الأمير تركي في منصبه كسفير لبلاده في واشنطن فإنه حاول الظهور بمظهر مختلف عن سلفه الأمير بندر بن سلطان، إذ في حين أن الأمير بندر كان حريصاً على تنمية العلاقات في العمق مع صناع القرار وسياسيي "الأبواب الخلفية" المرشح لعبهم أدوارًا مستقبلا، فإن الأمير تركي ركز بشكل أكبر على فتح قنوات اتصال مهمة مع الجامعات ومراكز البحث العريقة.
وحتى هذه اللحظة فإن الحكومة السعودية لم تصدر بياناً تعلن فيه تأكيدها نبأ استقالة الأمير تركي على الرغم من مضي نحو 48 ساعة على مغادرة السفير الفيصل واشنطن إلى بلاده، بعد أن أمضى نحو 15 شهراً كسفير لبلاده خلفاً لابن عمه الأمير بندر بن سلطان الذي أمضى أكثر من عقدين في منصبه واعتبرته الأوساط الغربية أكثر الدبلوماسيين نفوذاً لدى ساكني البيت الأبيض وملحقاته.
ورفضت مصادر سعودية رسمية التعليق لـ"إيلاف" حول طبيعة الوجهة التي سيتوجه إليها الأمير تركي الفيصل، مكتفية بالإشارة إلى أن هذه الاستقالة لن تكون "شهادة خروج من الحياة السياسية" في المملكة التي تنتظر تغييراً وزارياً واسعاً خلال الأشهر المقبلة، وذلك على الرغم مما نقلته مصادر دبلوماسية عربية في وسائل إعلامية متفرقة عن الأمير الفيصل بأنه "يرغب في التقاعد وقضاء وقت أطول مع أسرته".
وفي الرياض التي تزدحم سماؤها بالتكهنات فإن السؤال ليس إلى أين يغادر الأمير تركي الفيصل بعد استقالته من منصبه في واشنطن، بل إن السؤال هو من سيخلفه في هذا المنصب الأكثر أهمية لدى جهاز وزارة الخارجية السعودية، ويعتبر أكثر حيوية في بورصة دبلوماسية الدولة التي تولي علاقتها مع أميركا اهتماما خاصاً.
وأمضى الأمير تركي الفيصل في منصب الاستخبارات السعودية أكثر من ربع قرن بعد وصوله إلي كرسي مسؤوليته خلفاً لخاله الشيخ كمال أدهم الذي أسس جهاز الاستخيارات في الدولة وقت أن كان الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز يعتلي عرش البلاد في أوائل الستينات، وكان أدهم أكثر الشخصيات إثارة للأسئلة في العالم العربي حول أدواره الحيوية في مسار الأحداث، ما وفر للأمير تركي الشاب حينها منجماً مثيراً للخبرات العملية.
وشهدت حياته السياسية محطة لافتة هي توليه سفارة بلاده لدى بلاط السانت جيمس البريطاني التي أمضى فيها نحو ثلاث سنوات، وكانت بشهادة دبلوماسيين عرب أكثر الفترات خصوبة في العمل الدبلوماسي في لندن، بعد أعوام أكثر حركة كان بطلها السفير "المعتّق" غازي القصيبي.
ويعود اسم القصيبي مرة أخرى إلى الواجهة في خضم الترشيحات التي يتناقلها أهل المهنة أو محترفو العمل السياسي في المملكة العربية السعودية لهوية الشاغر الجديد لكرسي سفارة الرياض في واشنطن، على الرغم من تأكيد مصادر "إيلاف" أنه أمام مهمة جديدة سيكفلها له التغيير الوزاري المرتقب في البلاد بعد عدة أشهر.
إلا أن مصادر متفرقة أشارت إلى أن السفير الحالي في لندن الأمير محمد بن نواف، الابن البكر لرئيس الاستخبارات السابق، هو أقرب المرشحين لتولي المنصب، دون أن تبدي إيضاحات أكثر.
ولم يكن هو الاسم الوحيد على قائمة الترشيحات بل إن هناك أسماء مثل الأمير سلمان بن سلطان الذي يتولى منصب القائم بالأعمال في سفارة واشنطن منذ عدة سنوات، وعادل الجبير مستشار الملك للشؤون الخارجية الذي كان ناطقاً باسم السفارة السعودية في أميركا منذ أحداث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر.