لبنان الإيراني أم لبنان العربي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
غداة جولة عمرو موسى الثانية
لبنان الإيراني أم لبنان العربي
الاسد يصل لموسكو لبحث ملفات الشرق الاوسط
زيارة الأسد لموسكو في قراءات روسية
لا يفتأ اركان المعارضة اللبنانية يكررون لازمة ان حكومة الرئيس فؤاد السنيورة هي حكومة السفير الأميركي جيفري فيلتمان، وان هذه الحكومة تأخذ تعليماتها من عوكر، لكن هذا الغبار الكثيف الذي تثيره هتافات المعتصمين في ساحة رياض الصلح في وسط بيروت لا يخفي حقيقة ساطعة تتعلق بالصلة العميقة التي تجمع اكثر اركان الموالاة اللبنانية قدرة على الحشد والصمود في مواجهة حزب الله وحلفائه بالمملكة العربية السعودية. فإذا كان لا بد من نسبة لتيار "المستقبل" الذي يتزعمه الشيخ سعد الدين الحريري إلى طرف خارجي، فإن هذه النسبة تصح في هذا الاتجاه وليس في غيره. مما يعني ان تيار الموالاة اللبنانية في شطره الغالب والراجح هو تيار عربي التوجه والانتساب. وهو لهذا السبب بالذات يعاني ما يعانيه من صعوبات في صد الهجوم الإيراني - السوري عليه. فالمعارضة اللبنانية لا تهدف في المواجهة التي تخوضها إلى كسر رأس حربة من حراب المشروع الاميركي في المنقطة، بل تهدف فيما يبدو إلى تشكيل رأس حربة ايرانية - سورية على حساب تيار عروبي بات فاقداً لأسباب منعته الخارجية. وليس من غريب القول ان دوراً سعودياً - مصرياً وازناً في المنطقة قد يمكّن تيار الموالاة اللبنانية من هزيمة المشروع الإيراني - السوري الذي يهدف إلى احكام قبضته على الحلقات الأضعف في السلسلة العربية، في لبنان وفلسطين والعراق.
من نافل القول ان الضربة القاصمة التي وجهت لبقايا التيار العروبي في العراق كانت اميركية التوقيع، واسرائيلية التوقيع في فلسطين. وهذا الضعف الذي يضرب عميقاً في مفاصل هذا التيار الرخوة جعل من المحور الإيراني - السوري يستقوي على التيار الذي يمثله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في فلسطين وعلى التيار الذي يمثله النائب سعد الدين الحريري في لبنان، فضلاً عن التعقيدات التي تحف بالوضع العراقي من كل جانب.
يدرك اللبنانيون جميعاً ان قوة حزب الله تكمن في قدرته على التعطيل، في الحرب والسلم وفي الأمن والفوضى وفي الإزدهار والكساد، والحق ان الاعتصام الذي ينفذه انصاره في لبنان منذ ما يزيد على 18 يوماً يكاد يصيب الاقتصاد اللبناني في مقتل، وينتهك قدرة اللبنانيين على التمحور حول مدنهم الكبرى، فيعطل دورها تعطيلاً متمادياً. وهو بذلك يقبض، بالعناصر المعتصمة نفسها من محازبيه ومقاتليه، على قرار السلم والحرب في لبنان، مثلما يقبض على عنق الاقتصاد اللبناني ويمنع الإفراج عنه. في حين تبدو الموالاة احرص على الهدوء والاستقرار ولو دفعت لقاء ذلك اثماناً سياسية وبعض التنازلات. مما يضعف حجة من ينسبونها إلى السفارة الاميركية، ذلك ان لبنان في المشروع الاميركي ما زال يمثل حتى اليوم اولى خطوات التحول في المشروع الاميركي في المنطقة عن المسلك العراقي، حيث بات حظ احياء دور عروبي في مواجهة اصوليتين - سنية وشيعية - قابلاً لاختراق جدار المشروع الاميركي الصفيق من بوابة لبنان اولاً.
لهذا لا يبدو عمرو موسى وسيطاً قادراً على فرض وساطته على المعارضة من باب اولى، اللهم إلا إذا استطاع ان يحمل معه مبادرة عربية سعودية - مصرية - اردنية ملزمة بقوة وثقل الدول الثلاث، وبسبب من تقاطع المصالح الاميركية مع المصالح العربية في محاولة الحؤول دون تسليم لبنان إلى ايران. لكن مثل هذه المبادرة التي قد تكون قيد المخاض العسير، لا تستقيم من دون مبادرة مماثلة في فلسطين تمنح الرئيس محمود عباس افقاً ملموساً فلا تبقي حركة فتح مستفردة في مواجهة حركة حماس التي تجمع إلى قدرتها على التحشيد الشعبي دعماً خارجياً لا يختلف على حقيقته اثنان، تماماً مثلما هي حال حزب الله اللبناني الذي يجمع الوزن الشعبي إلى الدعم الخارجي الصريح.