أخبار خاصة

الماركسية والبعث والتوراة في الرياض

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

فسحة ثقافية في جدار المنع الديني والاجتماعي السعودي
الماركسية والبعث والتوراة تصل إلى الرياض

سلطان القحطاني من الرياض: خلال أيام قليلة مضت كان بوسع السعوديين الإطلاع على كتب ماركسية وبعثية وشراء نسخ من التوراة والأناجيل في عقر دارهم الرياض حيث الأغلبية التي تنتهج رؤية محافظة للدين الإسلامي، وذلك خلال الأيام الثقافية التي دشنها "معرض الرياض الدولي للكتاب" في خطوة جريئة من الحكومة السعودية تبرز مدى تسارع وتيرة الإصلاح في المملكة الغنية بالنفط، إذ لم يكن من المعقول خلال عقد وأكثر وجود نوعية كهذه من الكتب التي تعتبر من المحظورات الثقافية في البلاد.

وعلى مدار نحو أسبوع وأكثر تناوب السعوديون ذكوراً وإناثاً على التجول في ردهات المعرض الثقافي حاملين أكياساً ينوؤون بحملها لامتلائها بكتب قد لا يجدونها بعد أيام من نهاية المعرض في مكتباتهم في شكل متواتر، وهو ما يعتبره المراقبون ازدواجية في معايير موقف الرياض من السماح بما هو ممنوع من الكتب لأيام قليلة، ثم إعادة الحظر في الغالب خلال الأيام المقبلة إلى الدورة المقبلة من المعرض .

إقرأ أيضا

مفارقات في معرض الكتاب

ليبراليو السعودية في ندوة ثقافية

لكن معلقين سعوديين راقبوا تمخضات الخطوات الإصلاحية للحكومة السعودية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر يرون أن المؤسسة السعودية الرسمية المختصة بالشأن الثقافي والإعلامي، وهي وزارة الإعلام، تحاول الموائمة ما بين خطوات الانفتاح التي تشجعها الحكومة السعودية بقيادة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبين رجال الدين الذين يدعون إلى خطوات تتفق مع الخط المحافظ في البلاد التي تعتبر مهد الإسلام .

وهذا الأمر يجعل الوزارة العتيدة ووزيرها اياد مدني كمن يسير في حقل شوك على خطين متنافرين هما ضغوط الانفتاح الأكبر التي يؤيدها التيار الليبرالي وضغوط التروي التي يؤيدها التيار الإسلامي المحافظ، الذي شن العديد من الهجمات على الوزير السعودي أخيراً وصلت إلى حد المطالبة بإقالته وتحذير "ولاة الأمر من خطره وخططه" على حد قولهم، وذلك بعد تلك الخطوات الجريئة التي اتخذها بحق البرامج التلفزيونية التي تبثها القناة الرسمية الأولى في البلاد .

وأنفق السعوديون نحو 50 مليون دولار خلال فترة قصيرة لم تجاوز العشرة أيام ليجعل ذلك من معرض الكتاب الدولي للرياض أكبر المعارض الخليجية ذات الناتج الاقتصادي المربع لدور النشر، وهو ما يفسر الطلبات الكبيرة التي تلقتها إدارة المعرض من قبل ناشرين يودون استئجار أكبر مساحة ممكنة من المعرض رغم أن بعضهم تحدث عن غلو في الأسعار التأجيرية لهذه المساحات.

وللمرة الأولى يطلع السعوديون في شكل كثيف على ثقافة توقيع الكتب من قبل مؤلفيها أمام أعينهم مباشرة كما حدث في عدد من دور النشر المشاركة في المعرض، إذ كانت تلك التوقيعات من ضمن الكماليات الثقافية التي ينتهجها المثقفون العرب في نظرهم خارج المملكة العربية السعودية، إلا أنها حظيت باهتمام رواد المعرض الذين بدوا متهافتين عليها في شكل كبير، وخصوصاُ حفل توقيع كتاب "ذكريات سمين سابق" للإعلامي السعودي تركي الدخيل الذي بدا منهكاً خلال التوقيع الذي استمر ساعات عدة.

ولم تغلق غالبية دور النشر معارضها خلال أوقات الصلاة كما تفعل كل المحال في السعودية في ظل غياب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تتابع هذا الأمر من كثب وتوصف بأنها المسطرة الأخلاقية في البلاد، مما جعل مثقفين عرب زاروا الأجنحة في أوقات متفرقة يقولون أن هذا المكان الذي يحوي في جوفه المعرض يُعد فسحة ليبرالية داخل دائرة "المحافظة" الواسعة التي تتسم بها العاصمة السعودية الرياض.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف