أخبار خاصة

خدام: الأسد يتصرف كطالب

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أكد لـ "ايلاف" أن التغيير مسؤولية السوريين فقط
خدام: الأسد يتصرف كطالب ثانوي وليس كرئيس

اندريه مهاوج من بروكسل : جدد النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام انتقاداته الحادة لطريقة ادارة شؤون سوريا في عهد الرئيس بشار الاسد، ورأى عدم وجود نية باجراء الاصلاح الداخلي أو توجه جدي لمعالجة أزمات البلاد، قائلا ان خطاب الدكتور بشار الأسد أمام مؤتمر الأحزاب يشير الى عدم ادراك ما تعنيه الكلمة أو انعكاساتها على مصالح البلاد متوقعا ان تزداد عزلة سوريا . وأشار خدام الى أن الرئيس الاسد لا يتصرف في خطابه السياسي كرئيس دولة بل كطالب في إحدى المدارس الثانوية عندما يقوم طلابها بمظاهرة.وعن الملف اللبناني رأى السيد عبد الحليم خدام في حوار اجرته معه "ايلاف" في بروكسل ان خطاب الرئيس الاسد الاخير يثير الشعور بالقلق بشأن العلاقة مع لبنان لأنه حدد مسبقا نتائج الحوار الوطني وربطها بسياسته، معتبرا ان ارتباط بعض اطراف الحوار المذكور بسياستي بشار الاسد وطهران يلقي بعض الشكوك على النتائج .

واشاد السيد عبد الحليم خدام بدور المقاومة في تحرير الجنوب وقال انها وطنية ،لكنه اعتبر ان ليس من حق المقاومة ان تكون جزءا من استراتيجية دولة خارجية .

وبشأن اعتراف سوريا بلبنان واقامة علاقات معه قال السيد عبد الحليم خدام أن ترسيم الحدود حالة طبيعية وضرورية لمصلحة الدولتين وهذه المسألة قائمة بين سوريا وبين دول الجوار ومن الطبيعي القول أن التمثيل الدبلوماسي حالة طبيعية في العلاقات بين الدول.

وفي ما يلي نص الحوار الذي اجري مع السيد خدام في بروكسل :

هل زاركم النائب وليد جنبلاط ؟ وإذا كان الجواب بالإيجاب فهل تم التوافق بينكما على تحرك مشترك في إطار متابعة التطورات على الساحتين اللبنانية والسورية
استقبلت السيد وليد جنبلاط قبل ذهابه إلى الولايات المتحدة الأميركية وبعد عودته واستعرضنا التطورات على الساحتين السورية واللبنانية وكانت وجهات نظرنا متفقة على التعاون من أجل لبنان وسوريا .

من خلال تعاطيكم السياسي مع الملف اللبناني لسنوات طويلة هل تعتبرون ان مؤتمر الحوار الحالي قادر على أن يكون لبنانياً مئة بالمئة ؟ وهل تعتبرون أن أسس التعريف بالمقاومة هي أسس وطنية صرفة عندما يكون مصدر السلاح وتمويلها من الخارج ؟ هل تعتقد أن هذه المقاومة مرتبطة بمصالح النظامين السوري والأيراني ؟
جميع اللبنانيين وجميع اللذين يريدون للبنان الأمن والأستقرار يتمنون نجاح القادة اللبنانيين في تحقيق تطلعات الشعب اللبناني في الأتفاق على جميع القضايا التي من شأنها تعزيز الوحده الوطنية وتجنب ما يسيء إلى أمن وأستقرار لبنان .
ولاشك فإن المجتمعين قادرون على أن يكون المؤتمر لبنانياً مئة بالمئة إذا أعطوا الأولوية للبنان ولاستقراره وأمنه على القضايا الأخرى التي تتعلق بعلاقاتهم مع هذه الدولة أو تلك .
وإذا رجعنا إلى خطاب الدكتور بشار الأسد في مؤتمر الأحزاب الذي عقد مؤخراً في دمشق،فإننا نشعر بالقلق لأنه حدد مسبقاً نتائج الحوار وربطها بسياساته، وقسم أعضاء مؤتمر الحوار إلى فريقين، فريق وطني حليف له يشكل الأكثرية كما يرى وأقلية من اللبنانيين تتلقى تعليماتها من الخارج وتعمل ضد مصلحة لبنان، وإذا لم تعد إلى عقلها تصنف عملية للخارج. كما أنه أكد استمراره بتقديم الدعم لحلفائه هذا الخطاب يلقي أضواء من الشكوك على نتائج أعمال المؤتمر نظراً لإرتباط بعض أطرافه بسياستي بشار الأسد وطهران .
ولذلك لا يستطيع أحد أن يزيل هذه الشكوك غير من يعتبرهم حلفاؤه وعلى رأسهم رئيس المجلس النيابي السيد نبيه بري والسيد حسن نصرالله وذلك من خلال تركيزهم على مصالح لبنان وأمنه واستقراره دون التأثر بأستخدام لبنان لمصالح سياسات أخرى غير لبنانية .
أما فيما يتعلق بالمقاومة فهي بطبيعتها وطنية وقد حررت الجنوب اللبناني وكانت تتلقى مساعدات والمساعدات لا تنفي عنها صفة الوطنية، وجميع حركات المقاومة في العالم كانت تتلقى مساعدات خارجية، وفي اللحظة التي تصبح فيها المقاومة مرتبطة بأستراتيجيات أخرى غير الاستراتيجية الأساسية التي أنشأت من أجلها تفقد صفة المقاومة و تصبح جزءاً من الاستراتيجيات الأخرى التي ترتبط بها ، وهي بذلك تكون قد تجاوزت السيادة الوطنية بعلاقاتها مع استراتيجيات دول أخرى سواءً كانت هذه الدولة شقيقة أو صديقة، ذلك ان العلاقات تقوم بين الدول وليس بين حزب ودولة أخرى لأن من شأن ذلك أن يخلق تداخلات تكون ضارة بالدولة التي تنتمي إليها المقاومة وبالدولة الأخرى الشقيقة والصديقة كما من شأن ذلك أن يعطل الدولة وحقها في ممارسة السيادة على أرض الوطن ولذلك ليس من حق المقاومة أن تكون جزءاً من أستراتيجية النظام في سوريا أو أستراتيجية النظام في أيران .

هنالك الأن مطالبات كثيرة بتطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا على غرار ما هي عليه بين كافة الدول المستقلة وذات السيادة . لماذا لا يريد حزب البعث الأعتراف بـ " أنفصال " لبنان وأعتباره بلداً مستقلاً وبالتالي إقامة علاقات دبلوماسية وترسيم الحدود والتعامل مباشرة من حكومة إلى حكومة عوض محاولة التاثير مباشرة على القرار الرسمي اللبناني أو في أحسن الأحوال عبر المرور بأحزاب ومؤيدين لتأمين المصالح السورية ؟
الدولة السورية منذ الاستقلال اعترفت بالدولة اللبنانية وبسيادتها وترسخ ذلك الأعتراف بمشاركة الدولتين في التوقيع على ميثاق الجامعة العربية وبالتالي مسألة الأعتراف من الناحيتين السياسية والقانونية قائمة، وفي ظل هذا الأعتراف تم التوقيع على عدد كبير من الاتفاقات بين الدولتين منذ الأستقلال، كما أن ليس لحزب البعث العربي الأشتراكي وجهة نظر أخرى تتعارض مع ما أشرت لأن الدولة السورية أصلاً تقوم علاقاتها مع الدول العربية الأخرى على ذات الأسس، كذلك فإن ترسيم الحدود حالة طبيعية وضرورية لمصلحة الدولتين وهذه المسالة قائمة بين سوريا وبين دول الجوار ومن الطبيعي القول أن التمثيل الدبلوماسي حالة طبيعية في العلاقات بين الدول.
وفيما يتعلق باستخدام بعض الأحزاب اللبنانية لمصالح سورية فهذا الأمر غير صحيح فالاستخدام يتم من أجل مصالح ضيقة ليس فيها مصلحة للدولة السورية أما تأمين مصالح الدول فيتم عبر العلاقات بين مؤسساتها .

ما تعليقكم على خطاب الرئيس الأسد الأخير أمام الأحزاب العربية ؟ على الصعيد الداخلي هل ترون فيه بوادر إصلاح أو أنفتاح يجنب سوريا المواجهة النهائية مع المجتمع الدولي وعلى صعيد العلاقات مع لبنان هل ترون استمرار في اللهجة الخطابية التهديدية تجاه هذا البلد ؟
خطاب الدكتور بشار الأسد أمام مؤتمر الأحزاب نهج أتبعه مبني على عدم ادراك ما تعنيه الكلمة أو أنعكاساتها على مصالح البلاد وهو يفتح حرباً كلامية مع الولايات المتحدة الأميركية، هذا وليس في الخطاب مؤشر على أي توجه إصلاحي أو توجه جدي لمعالجة أزمات البلاد ومنها الأزمة الأقتصادية المعيشية بالإضافة لمعانات المواطنين من أجهزته الأمنية، ولاشك فإن هذه السياسة ستزيد من عزلة سوريا ومن ضغوط المجتمع الدولي ونلاحظه أنه في خطابه السياسي لا يتصرف كرئيس دولة بل كطالب في إحدى المدارس الثانوية عندما يقوم طلابها بمظاهرة .

ما هي المعلومات عن أستمرار ملاحقة الأصوات الحرة وتوقيف بعض الناشطين سياساً في سوريا ؟
وكيف تفسرون الدعم الذي تقدمه أحزاب ونقابات عربية مثل نقابة المحامين العرب أو ربما بعض الدول للنظام السوري ؟ هل أستطاع هذا النظام أن يطوق حركتكم ؟

النظام بطبيعته القمعية والأستبدادية مستمر بتسليط أجهزة الأمن على المواطنين وهذا القمع جزء من طبيعة النظام، وإني أطلب من أجهزة الأمن التوقف عن التورط في أعتقال الوطنيين وتعذيبهم لأن ذلك سيضعهم في موقع المحاسبة .
أما موضوع الدعم الذي تقدمه بعض الأحزاب العربية فهو دعم وهمي لأننا نعلم الأزمة التي تعيشها هذه الأحزاب في بلدانها بسبب جمودها وعجزها عن تطوير نفسها وعدم أدراكها لحاجات مجتمعاتها، وما ينطبق على هذه الأحزاب ينطبق على بعض النقابات التي يقودها بعض الحزبيين والذين هم أصلاً معزولون عن الحياة السياسية في بلدانهم ولم يستطع أحد أهم هذه النقابات أن يكون عضواً في المؤسسة التشريعية في بلده .
وفيما يتعلق بتطوير حركتنا فالنظام رغم بعض الحمايات التي تلقاها فهوعاجز عن تطويق حركتنا لأنها تعبر عن معاناة الناس وتطلعهم للتحرر والتقدم والنهوض والعيش بكرامة .

يبدو وكأن محاولات جمع شمل المعارضة السورية تراوح مكانها . ماذا تحقق حتى الأن مما وعدتم به بالنسبة إلى تشكيل تكتل سياسي كبير أو حكومة منفى وهل من خطوات ملموسة قريبة في هذا الأطار .
تعمل بعض القوى بصورة جادة لإقامة جبهة مفتوحة لجميع القوى والشخصيات الوطنية من أجل أنقاذ سورية وبناء نظام جديد ديمقراطي يضمن الحريات العامة والفردية وتداول السلطة ورفع مستوى المعيشة لجميع المواطنين .

المساعدة الأميركية للمعارضة السورية لم تلاق على ما يبدو الترحيب العام فكيف تصفون الدور الأميركي في عملية تطوير النظام في سوريا ؟ وهل تعتقدون أن هناك مصالح مشتركة بين المعارضة والأدارة الأميركية بهذا الشأن أم أن لكل منكما حساباته الخاصة ؟

التغيير في سوريا مسؤولية السوريين وحدهم لأن عملية التغيير وبناء نظام جديد عمل داخلي بحت، ولا شك فإن التغيير وبناء نظام ديمقراطي ومعالجة القضايا الأساسية التي يعاني منها السوريون تشكل عوامل الاستقرار في سوريا وتساهم في تحقيق الاستقرار في المنطقة .
كما أن أستمرار هذا النظام يشكل عامل عدم أستقرار في سوريا وفي المنطقة .

بعض الدول ومنها فرنسا لا ترحب حالياً بتغير نظام البعث في سوريا . هل هذا صحيح ؟ وهل هناك من ضوابط على عملكم السياسي المعارض أنطلاقاً من فرنسا ؟ أو من دواعي لا نتقالكم لممارسة هذا النشاط من بلد أخر ؟
التغيير في سوريا شأن وطني سوري وليس من شأن هذه الدولة أو تلك والتغيير عملية ذاتية تفرضها طبيعة المرحلة واحتياجات الشعب ومتطلباته كما تساعد في دفع الأخطار التي تواجه سوريا وفي تنمية علاقاتها مع المجتمع الدولي لتستعيد سوريا دورها الذي فقدته منذ سنوات في الساحتين الإقليمية والدولية .
إني أمارس نشاطي السياسي بما لا يتعارض مع قواعد البلد الضيف .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف