أخبار خاصة

التلفزيون الرقمي ثورة جديدة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دلل نفسك أينما كنت وعبر المحمول
التلفزيون الرقمي ثورة جديدة في عالم الإعلام

ناصر الصرامي من دبي: بالامس بثت اتصالات الامارات المبارة النهائية لكأس رئيس دولة الإمارات عبر تلفونات الجيل الثالث النقالة...واين؟ في منطقة الخليج، في دول لازالت مصنفة بـ"النامية" - في احسن حالاتها. لكن هذا المؤشر الصغير هو تنويه كبير بالقدرات التكنولوجية الهائلة لوسائل البث الرقمي، للتلفزيون الجديد الذي بإمكاننا الاتصال به في الوقت الذي نرغب، ومن المكان الذي يحلو لنا، وبالطبع بالجهاز الذي نريد...!! الصحافة لا تتراجع بالطبع لكنها تتطور، هذا ان كانت تستوعب لغة العصر، الجيل الحالي تتنافس مغرياته من الوسائل والادوات والوسائط، وان كانت لعبة تبادل الكراس، او اضافة كراسى في مجالات الاعلام تحديدا منذ خروج الصحافة والاذاعة ومن ثم التلفزيون والمحطات الفضائية وصولا الى الانترنت فائقة السرعة. فان ما يحدث الان هو تاريخ اخر ووسائل جديدة، قادرة على استيعاب مخرجات التقنية التى تمنحه ايقاع يتماشى مع ايقاعه السريع وتنقله الدائم وارتباطه بجهازه المحمول اكثر... فاكثر! وكما تراجعت الصحافة الورقية لتمارس دورها القديم المنحصر في الرأي -المقال، تاركة جزءا كبيرا من المهمة للصحافة الالكترونية والمحطات التلفزيوينة الاخبارية، فان التلفزيون التقليدي يتجه ليكون مجرد كاميرا للبث المباشر او مقدما للمحتوى، وسيتفرغ التلفزيون الرقمي لكل المهام الترفيهية والتعليمية والتفاعلية، كما سيكون قادرا على الإتصال المباشر عبر الاجهزة المحمولة (الخليوي) لتقديم الخبر لحظة حدوثه، حيث خيال بشرى لك ان تطلقه دون حدود لتبدأ في تصديق افلام الخيال العلمي!

القضية لم تعد بين جيل و آخر، او بين عهد للصحافة وآخر، الموضوع هو الان سرعة الوصول الى المتلقي والمشاهد عبر احدث التقنيات بكل ما تتيحه من إمكانيات للتفاعل. ورغم تطورات البث الفضائي وتزايد القنوات المنوعة والمتخصصة، الان ان ثورة التلفزيون الحقيقية فى بداياتها الكبرى الان. القفزة النوعية من نظام الأبيض والأسود إلى النظام الملون.. ثم تمازجه مع الانترنت وبثه عبرها، وارسال مقاطع تلفزيونية اوالفيديو كليب بالبريد الالكتروني حول العالم بلمحة، ثم دخول الجيل الثالث من الهواتف المحمولة.... هى بداية التحولات الكبرى في صناعة المعلومات الرقمية.

بدايات العالم الرقمي!
"الشو تايم" أشهر مقدم للخدمات التلفزيونية في المنطقة العربية قدم للعالم العربي مؤخرا صندوقه الخاص الذي يمكّن المتلقى من إيقاف تشغيل التلفزيون وإكمال البرنامج بعد العودة من حيث توقف، وقد أيضا صندوقا جديدا يتيح إمكانية التسجيل الدائم للبرامج والافلام التي تفسح المجال أمام المشاهد لاختيار الوقت لمتابعة برنامجه المفضل، وعدم الاضطرار لانتظار ساعة بثة.. أي بمعنى آخر تغيير في علاقة المشاهد بالتلفزيون تجعله صاحب قرار وسلطة في تحديد احتياجاته. وهو ما سيدفع تلك العبارة الشهيرة (الجمهور عاوز كذا) لتصبح حقيقة.

وفي حين يعتبر البث سلعة فإن معظم المستهلكين لا يهمهم حقيقة، بعد اليوم، كيف تضخ برامجهم التلفزيونية المفضلة إلى بيوتهم، طالما باستطاعتهم مشاهدتها متى ما ارادو ذلك.

رقصة الحكومات!!
تدعم هذه التوجهات التقنية المتسارعة بقوة الحكومات، فللحكومات أسبابها الخاصة هنا والتي تجعلها ترغب بتحويل التلفزيون إلى النظام الرقمي.

فتحويل الخدمات التناظرية المُقدّمة حالياً ستطلق ترددات بث يمكن حينها بيعها لمقدّمي السعر الأعلى- إما لمزيد من البث التلفزيوني، أو لخدمات هواتف لاسلكية جديدة. فقد تذوقت الحكومات في أنحاء العالم طعم مبيعات الطيف الضوئي قبل عدة سنوات حين باعت بالمزاد العلني ترددات الجيل الثالث من الهواتف المحمولة، إذ جمعت الحكومة البريطانية أكثر من 20 مليار جنيه استرليني (38 مليار دولار) بهذه الطريقة... وهو ما ينطبق الى حد ما مع شركات الاتصالات وخدمات الهاتف المتجول... المعيار الاقتصادي هنا هو الاقوى والدافع المباشر لدعم اى حكومة في الدنيا لايقاع هذا التطور، بل والرقص معه ان تطلب الامر!

وعلى النمط ذاته يمكن لشركات بث الأقمار الصناعية وشركات الكابل أن تلعب اللعبة نفسها، فهم يمتلكون أجهزة النقل ويأخذون رسوماًَ على الاستقبال، ويقدّمون للمشتركين أجهزة استقبال مجانية أو مدعومة بصورة مكثفة.

ورغم اكتساح نظام البث القديم - البث التناظري - الا انبرلين تعتبر أول مدينة أوقفت أجهزة الإرسال التناظرية لديها..

ما يحدث الان هو ان الدول الاوروبية، وبشكل خاص فنلندا وبريطانيا وألمانيا بادرت عمليا لتحويل بثها التلفزيوني الأرضي الأساسي الذي تلتقطه الهوائيات حالياً إلى بث رقمي، بهدف إيقاف البث التناظري تماما مع نهاية هذا العقد.

وحالما تقوم القنوات الأرضية بهذا التحويل، فسيكون بمقدورها البث إلى الهواتف النقالة أيضاً، هواتف الجيل الثالث، وهو ما تسبق اليابان به دولا عدة.

وفي اليابان، حوالي 6 في المائة من المنازل التي تمتلك أجهزة تلفاز تعتمد أجهزة تلفزيون ذات دقة عالية HD. وفي المناطق الحضرية الرئيسية في طوكيو، وأوساكا، وناجويا، فإن نسبة لا تقل عن 90 في المائة من المحتوى الذي تنشرة محطة NHK اليابانية، شركة البث العامة للدولة، يكون على شكل محتوى عالي الدقة في الوقت الذي تعتزم فيه طوكيو إيقاف التلفزيون التناظري بحلول العام 2011.

والآن، يستعد الأوروبيون لتحويل نظام التلفزة إلى الرقمي، وحوالي 22 في المائة من الأسر الأوروبية فقط يمكنها التقاط البث الرقمي، مقارنة مع 46 في المائة في الولايات المتحدة، وتتوقع فورستر ريسيرتش Forrester Research ارتفاع تلك الأرقام إلى 50 و 66 في المائة على التوالي بحلول نهاية هذا العقد.

وفيما ستتنافس شركات الانترنت والكابل، ستترك شركات الاتصالات جانبا من كبريائها للتعامل مع واقع جديد لم تعد هى اللاعب الوحيد فيه.

تقديم الاتصالات والبرامج التلفزيونية من خلال شبكة الانترنت هو ما يحدث الان حيث تنمو السرعة الفائقة، التى لا تتوقف عن التزايد باستمرار، بل ان المؤشرات القوية التى ترى ان الانترنت ستقفز عبر الكهرباء هو سيناريو اخر سيؤثر في كل المحيط الذي نعمل فيه او من خلاله، بل سيغير طريقة حياتنا اليومية، وعلاقتنا بالتلفزيون والانترنت وحتى الاجهزة المحمولة للاتصال.

واذا كان حوالي 5 في المائة فقط من الأسر الآسيوية لديها حاليا تلفزيونات رقمية، يتوقع المحللون نمو السوق الآسيوية أربع مرات خلال السنوات الخمسة المقبلة.

وستشهد السنوات الأربع المقبلة تحولات مهمة، وان كانت الانترنت تفوقت في سرعة انتشارها على سرعة انتشار الانترنت باضعاف، فان التلفزيون الرقمي سيعيد النصر للتلفزيون الذي عقد صلحا دائما مع الحاسبات الشخصية وشبكة الانترنت، ليصبح الصندوقواحدا، والشاشةواحدة، ولوحة المفاتيح هى الريموت كونترول، واجهزة المحمول هى البداية والنهاية... وتصبح الهواتف في جيلها الجديد مركز اتصالنا بالعالم الخارجي وبشبكات المعلومات على اختلافها.

يشار الى ان جيل الـ "إيبود" iPod القادم يتوقع ان يقدم التلفزيون- وليس فقط الأفلام والموسيقى- في الزمان والمكان والطريقة التي يريدها المشاهد، انه زمن تدليل المتلقي وسلطته!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف