توقعات بفوز برودي على برلسكوني
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أقسى حملة انتخابية تشهدها إيطاليا منذ عقود
توقعات بفوز برودي "الهادئ" على برلسكوني "المتألق"
ويأمل برلسكوني ، أغنى رجل في إيطاليا، أن تؤدي وعوده بخفض الضرائب الى تحقيقه نجاحا مفاجئا ولكن حتى هو تحدث عن هزيمة محتملة خلال الايام الاخيرة من الحملة الانتخابية. وإذا صدقت آخر استطلاعات للرأي والتي أجريت قبل أسبوعين بتقدم برودي خلال العامين الماضيين بعد العودة الى السياسة الايطالية منذ توقف دام خمس سنوات عندما كان رئيسا للمفوضية الاوروبية، فان السلطة ستنتقل من برلسكوني الذي يعد بتخفيضات ضريبية للشركات الايطالية وسحب القوات من العراق سريعا.
ودوليا ، إذا ما فاز برودي في الانتخابات فستكون العلاقة بين روما وواشنطن أكثر تعقيدا على الارجح. وفي حين أنه ليست هناك توقعات بتحول السياسة الخارجية تحت قيادة برودي 180 درجة فان المحللين يقولون انه سيغير من أولويات برلسكوني جاعلا لاوروبا لا الولايات المتحدة الاهمية الكبرى.
وكان اقبال الناخبين في البداية محدودا واصطفوا خارج مراكز الاقتراع ليكونوا أول من يدلون بأصواتهم في انتخابات تجرى على مدى يومين والتي يمكن أن تشهد عودة السلطة الى رئيس الوزراء السابق رومانو برودي زعيم الائتلاف المنتمي الى يسار الوسط. ومن المقرر أن تظل أبواب مراكز الاقتراع مفتوحة حتى الساعة العاشرة ليلا (2000 بتوقيت غرينتش) يوم الاحد ويعاد فتحها مرة أخرى يوم الاثنين من الساعة السابعة صباحا (0500 بتوقيت غرينتش) حتى الثالثة عصرا (1300 بتوقيت جرينتش) أمام أكثر من اكثر من 47 مليون ناخب ايطالي ، كما دعي اكثر من مليون ايطالي في الخارج الى الادلاء باصواتهم في قنصلياتهم، على ان تم فرز اصواتهم مع اصوات الناخبين الآخرين اعتبارا من الساعة 13.00 تغ من الاثنين.
ويضم مجلس النواب 630 عضوا ومجلس الشيوخ 315 عضوا. وتأتي الانتخابات بعد أكثر الحملات الانتخابية قسوة منذ عشرات السنين استخدم فيها برلسكوني لغة هجومية على ناخبي يسار الوسط كما شبه فيها برودي رئيس الوزراء بالثمل.
وأيا كان الذي يفوز في الانتخابات فانه سيرث المهمة الحتمية الخاصة بخفض ثالث أكبر دين في العالم في الوقت الذي سيحاول فيه اضفاء حياة جديدة على الاقتصاد المتراجع الذي كان يحقق نموا بلغ في المتوسط 0.6 في المئة سنويا خلال حكم برلسكوني. واذا انتخب برودي فسيحتاج الى التعامل مع ائتلاف متباين يضم فرقا مختلفة من الشيوعيين الى الكاثوليك الوسطيين والذي وحد صفوفه خلال الحملة وكان السبب الغالب هو الاستياء من برلسكوني.
برلسكوني
ويشكل نجاح برسلكوني اقتصاديا سببا قويا يدفع بعض الايطاليين في اعتباره قائدا مناسبا للبلاد، بينما يعتبر آخرون ان برلسكوني يستفيد من ايطاليا أكثر مما تستفيد هي منه!!
وتشكل التغطية الإعلامية للانتخابات الايطالية عاملا يعتبروه منافسوه بانه ليس عادلا نظرا لسيطرة برلسكوني على أكبر 3 محطات تلفزيونية . ويشتكي معارضوه بأن الناخب الايطالي لا يستطيع الهروب من التغطية و"البروباغندا" التي يقودها برلسكوني موضحين أن التغطية الإعلامية تجاوزت جدول نشرات الأخبار لتمنع المذيعين المعارضين لسياسته بالظهور مجددا على الشاشة.
وفيما يشتد وطيس الحملة الانتخابية باتهام برلسكوني بعدد لا يستهان به من قضايا الفساد، فشل محامون باتهام برلسكوني والمحامي البريطاني دايفيد ميلز بالإدلاء بشهادة كاذبة في إحدى المحاكمات السابقة.
كما يعترف سيلفيو برلسكوني، المفعم بالنشاط والمعروف بحبه للحياة، بقيامه بعمليات جراحية تجميلية للتخلص من التجعيدات على وجهه ، ونقل عنه تشبيه نفسه بالمسيح نظرا "لتحمله أعباء كثيرة وتضحياته الكثير في سبيل الشعب الإيطالي".
نبذة
ولد برلسكوني في 29 ايول 1936 في ميلان ، وبدأ بشحذ مهاراته في العمل في عمر يافع جدا، إستخدم "سحره" لبيع كل شيء من المكانس الكهربائية إلى محاضرات الجامعة بالإضافة الى الغناء في النوادي الليلية وعلى متن سفن سياحية.
تخرج عام 1961 من كلية الحقوق وبدأ حياته المهنية بقرض حصل عليه من المصرف الذي يعمل فيه والده لإنشاء شركته الأولى "اديلنورد".
وبتأسيس ادلنورد، خاض برلسكوني غمار عالم المقاولات داخل مدينته ميلان، وعام 1960 نجح في بناء 4000 شقة على أطراف المدينة الشرقية، ثم توسع في أعماله ليؤمن محطة تلفزيونية محلية "تيليميلانو" بعد 10 سنوات لتصبح لاحقا إمبراطورية إيطالية إعلامية.
بينما جمع محطات التلفزيون عدة ودار نشر إيطاليا الأكبر "موندادوري"، والصحيفة اليومية البارزة "جيورنال 2"، ضمت شكرة برلسكوني 150 شركة تحت أجنحتها.
وفي عام 1933 أسس برلسكوني حزبه السياسي الخاص، فورزا ايطاليا أي انطلقي ايطاليا، على إسم شعار إحدى الأغناي الني يرددها أنصار فريق كرة القدم اي سي ميلان، الذي يملكه أيضا.
وفي العام 1994 تولى بيرلسكوني سدة رئاسة الوزراء وشكل حومة ائتلاف مع التحالف الوطني اليميني والاتحاد الشمالي.
لكن التنافس بين الزعماء الثلاثة، إقترنَ بإتهام بيرلسكوني بالاحتيال على مصلحة الضرائب من قبل محكمة ميلان، الأمر الذي أدى إلى انهيار الحكومة بعد سبعة أشهر فقط، ليخسر انتخابات العام 1996 أمام اليساري رومانو برودي.
وتماشيا مع طبيعته العنيدة، لم يعترف برلسكوني بالهزيمة وأمضى السنوات القليلة الاحقة في إعادة هيكلة حزبه وتنظيم أوراقه الداخلية تتحضيرا للانتخابات المقبلة. وبحلول الـ2001، عاد إلى سدة الحكم مجددا، بالتحالف، مرةً أخرى، مع شركائه السابقين.
وتعالت الأصوات متهمة إياه بالاختلاس مرة والاحتيال على مصلحة الضرائب مرة أخرى، ومحاولة رشوة القاضي، أحيلت عدة قضايا للمحاكمة، برئ من بعضها وأدين في قضايا أخرى الا ان الاستئناف نجح في تخليصه من براثن العقوبات. يذكر انه بعض القضايا أسقطت بناء على قانون التقادم، حيث سقط الحكم عليها جراء مرور فترة من الزمن دون الوصول الى نتيجة أو التوصل الى حكم.
وفميا حاولت حكومة برسلكوني تمرير قانون يضمن الحصانة له وللمناصب الحساسة في الدولة، الا ان المحكمة الدستورية رفضت المصادقة على هكذا قانون.وقال برلسكوني في تصريحات سابقة له ان الادعاءات والاتهامامت التي طالته مؤخرا تهدف فقط الى التشهير بسمعته خصوصا في ظل حملة انتخابية حامية مع منافسه القديم برودي.
برودي
وفاجئ الأستاذ في جامعة بولونيا الجميع حين استطاع إدخال إيطاليا كعضو في اتحاد العملة الأرووبية الموحدة اليورو باعتماد سياسة مالية حكومية منضبطة.
ويعتبر محللون أن برودي قد يفتقد الكاريزما والحضور المطلوب، ورغم ان خصومه السياسيين يدعونه بـ"السيد مارتديلا" لاشتهار بلدته بصناعة اللحوم، إلا ان سياسة المحددة بالإجماع والمساومة ساعدته على كسب قلوب الملايين.
منذ ابتعاده عن رئاسة الحكومة أسس برودي حزبا سياسيا جديدا "الديمقراطيين" بدعم مجموعة من رؤساء البلديات.
تَخرج عام 1961 متخضضا في الاقتصاد من جامعة جامعة ميلان الكاثوليكية وأكمل دراساته العليا في جامعة لندن للإقتصاد، كما أمضى سنة في جامعة هارفارد عام 1974 كأستاذ زائر.
كاثوليكي متزوج من رفيقة الطفولة "فلافيا" وله منها ولدان. يعرف عنه حبه للناس، وهوايته المفضلة ركوب الدراجة.
أثناء الحملة الإنتخابية، التي أوصلته إلى رئاسة الحكومة عام 1996، تنقل طوال الوقت في حافلة عامة، في حين كان برلسكوني يتنقل بطائرته الخاصة.
وكان أول منصب وزاري تبوأه برودي هو وزير الاقتصاد لستة أشهر في حكومة العام 1978/79. عمل كرئيس الشركة القابضة الصناعية المملوكة للدولةIRI - من 1982 إلى 1989 وثانية من 1993 إلى 1994. وفي هذه الفترة، استطاع ان يحول خسائر الشركة في مائة مشروع إلى أرباح مطلقا سلسلة مشاريع للخصخصخة.
يذكر أن برودي اتهم مرتين بقضايا فساد حين توليه ادارة الشركة القابضة، الا ان القضيتين وضعتا على الرف لعدم نجاح المدعوين بتأسيس قضية بأدلة واضحة ضده. وأدت حملت الأيادي النظيفة التي نفذتها إيطالي في التسعينات الى سقوط الحزب الذي كان برودي ينتمي اليه، والذي كان يقود كل الحكومت التي عاقبت في روما منذ سقوط الفاشيين والديمقراطيين المسيحيين.
وفي حين اتخذ النظام القضائي كملجأ لتصفية بعض الحسابات السياسية لدى الخصوم الا ان سمعة برودي بقيت نظيفة رغم المحاولات.