رحيل سادن الحداثة السعودية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قبل ساعات من تكفل ولي العهد بنقله إلى مستشفى متخصص:
كبير سدنة الحداثة السعودية يرحل وحيداً شريداً
رحيل الكاتب والأديب السعودي عبدالله نور
سلطان القحطاني من الرياض: جاء رحيل كبير سدنة الحداثة الفكرية السعودية عبدالله نور قبل ساعات قليلة من نقله إلى أحد المستشفيات المتخصصة خارج البلاد حسب ما أمر به ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز كما قالت مصادر "إيلاف"، وذلك بعد عدة أشهر من صراعه المستمر مع المرض حتى انتصر عليه صباح الاثنين، فاتحاً بابه للطارق الأخير بعد ما يقارب السنة قضاها وحيداً شريداً مع اللغة والأفكار الحديثة والكتب التي أنجزها ولم تُطبع.
المفكر الحداثي التحديثي غادر الحياة اليوم قبل أشهر قليلة من إكماله عقده السابع، ليكون راحلاً ستينياً لا أكثر، بالرغم من أنه ذكر في حوار سابق له نشرته صحيفة "البلاد" السعودية، أعرق الصحف المحلية، أنه ولد قبل تاريخ ولادته المعلن بسنوات سبع، مما يفتح ذلك الباب أمام سيل التناقضات حول تاريخ مولده. إلا أن الشك حول ميلاده ينقلب يقيناً حول وفاته، إذ إنه سيُصلى عليه يوم غد الثلاثاء ويُدفن في مقبرة النسيم شرق الرياض.
والعارفون بتحولات الراحل الفكرية والشعرية خلال العقود الثلاثة الأخيرة من حياته يشيرون إلى أنه كان ميالاً أشد الميل إلى حياة الصعلكة والانزواء بعيداً عن الضوء، الأمر الذي جعله لا يهتم بنشر كتبه التي نجزها، وهي تقارب العشرة أو تزيد يتداول مثقفو السعودية نسخها المطبوعة، وكذلك يقضي الكثير من أيامه وحيداً ممارسة هوياته في الارتحال والتشرّد المحبب إليه، إذ يقول في إحدى تجلياته التي نشرتها صحف سعودية أن المبدعين يمتازون بطبيعة طفولية لا بد من مراعاتها.
نور الذي جاء إلى مجلة اليمامة السعودية بعد عقد ونصف العقد من تأسيسها وغادرها مُكرهاً بعد نشره قصيدة حداثية الطراز لشاعر عراقي يتمنى فيها التخلي عن الحجاب، وأحدثت دوياً كبيراًُ في تلك الفترة وقت كان الصراع على أشده حول الحداثة وعدويها داخل البلاد، يُعتبر من الرعيل الثاني في الحياة الصحفية السعودية، وعمل خلال فترة طويلة ناهزت ربع قرن في عدة كراسٍ صحافية داخل بلاط صاحبة الجلالة، عبر خلالها بمجلة اليمامة مديراً لتحريرها، ومن ثم صحيفة "الرياض" مديرا لتحريرها أيضاً.
وخلال الفترة الأخيرة من حياته ذات الالتصاق بالمهنة وشجونها دأب نور على كتابة العديد من المقالات في صحف السعودية المتفرقة، والتي كان أبرزها نحو ثمانين مقالاً كتبها عن مدينة أبها جنوب السعودية وأميرها خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي، وهي حفلت بلمحات إنسانية عن الأمير ومنطقته التي يحكمها في سياق فكري محض أبرز خلالها لمحات الأمير الفكرية خلال القصائد التي يكتبها، واستخدم خلالها نور قفازاته الشعرية في النقد كونه شاعر لا يُرى إلا لماماً برفقة الشعر.
ونور الذي رضع من خمسين امرأة على حد قوله لم يستطع أن يُكمل دراسته النظامية التي انتهت في منتصف المرحلة الثانوية تقريباً، إذ بدا ميالاً نحو عدم الالتزام وممارسة الصعلكة التي بدا وأنه راسخ فيها فعلا حتى النخاع، ومضى متفرغاً للكتابة والقراءة وتأليف الكتب التي لم تنشر إلا بعد أشهر من رحيله على حد قول العديد من المثقفين السعوديين الذي رصدت "إيلاف" آرائهم، وهم ينتظرون بأن يأتي التحرك الفعلي من قبل وزارة الثقافة والإعلام السعودية.
وشارك المفكر السعودي الراحل عبدالله نور في الأبحاث والمقالات والخواطر في جميع صحف المملكة. وله العديد من المحاضرات والندوات في الأندية الأدبية والجامعات والمعاهد، وسبق له وأن رأس وفد المملكة العربية السعودية الأدبي إلى مهرجان شباب الأمة في العراق منتصف ثمانينات القرن الميلادي الفائت. وله من المؤلفات :إيقاع التفعيلة ( بحث ) ،بذور الثعبان الضوئية ( رواية ) .الرواية السعودية ( بحث ) .الزكام في الذاكرة ( دراسات وأبحاث ) .قبيلة عنزة في الاسلام .لهاث الشمس .مدائن .وجه بين حذائين .الوجود الجنسي في اللغة(كتاب)انتهى .... بدك شي ثاني ؟ (كتاب).