لو كان العمير يمنياً
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد الخامري : لو كان الأستاذ عثمان العمير يمنياًَ لقلت انه خزّن بقات "شامي" وهو أجمل وأغلى أنواع القات اليمني الذي "يعتلفه" اليمنيين يومياً ويشرد بصاحبه إلى بناء أبراج في السماء، وشق أنفاق في البحر حينما فكر في إنشاء صحيفة إيلاف الاليكترونية. أتذكر أن هذه الخلاصة قلتها "دون ترتيب" حين اخبرني مدير التحرير السابق محمود عطا الله رحمه الله أن عثمان العميّر أنشأ صحيفة اليكترونية اسمها "إيلاف" وكنت حينها اعمل مديراً لمكتب صحيفة الخليج الإماراتية في المنطقة الشرقية "الفجيرة وخور فكان وكلباء ودبا والمناطق المحاذية للساحل الشرقي للإمارات" ولأني كنت حينها في إمارة الفجيرة فقد كنت "متخلفاً" عن مجاراة الانترنت وتصفحه اليومي عكس عادتي عندما كنت في أبوظبي ودبي فلم اسمع عن "إيلاف" إلا من الأستاذ عطا الله الذي صارحته حينها باني أخاف على اسم العمير الذي يُعتبر بالنسبة لنا أطفال الصحافة"كما كان يحلوا لعطا الله تسميتي مع بعض الشباب الذي تعامل معه" احد أعلام الصحافة العربية أن يضيع آخر عمره بين تقنيات ومواقع الانترنت ودردشاتها إذ كان يقتصر أداء الانترنت حينها على الدردشة والماسنجر وبعض مواقع الصحف الجامدة والجافة وبعض الـ(PDF).
بدأت اكتب في إيلاف من الساحل الشرقي وعملت عدداً من التحقيقات والحوارات حينها ولا أطالعها إلا كل يوم خميس عندما اذهب إلى الشارقة لحضور الاجتماع الأسبوعي لأسرة تحرير الخليج ولكني كنت أتلقى اتصالات هاتفية كثيرة من متابعي إيلاف يباركون لي انضمامي إلى أسرة إيلاف ويشيدون أو يعدلون أو يبدون ملاحظاتهم على ما اكتب ، وهي الاتصالات التي تفاءلت بها كثيراً وعرفت أن فارس الصحافة العمير لم ولن يتوه في دهاليز التقنية وزغاطيط التكنولوجيا وسيبرز فيها كما برز على الورق وأكثر بفعل قوة الانتشار وسعة الأفق ، وكما يقول المثل اليمني من لا يعرف قدر نفسه يضيع بين الزحام وهذا هو عثمان العمير يعرف نفسه وقدرها جيداً ويعرف ماذا يفعل وماذا يريد .. فألف ألف مبروك تخطي إيلاف حاجز العشرة مليار نقرة في خمس سنوات فقط.
ساورني شك حينما انتقلت إلى اليمن أنني سأعاني كثيراً في سبيل التعريف بنفسي وعن الصحيفة التي أعمل بها نظراً للتخلف الكبير الذي تعرف به اليمن في مجال التقنية والتكنولوجيا وغيرها من المجالات ليس مكانها الآن!! ، لكني فوجئت بأن العديد من الوزراء كوزير الخارجية والداخلية والعدل والشؤون القانونية والمالية والتخطيط والتعاون الدولي ووزير الشباب والرياضة وغيرهم من الوزراء الذين لا يتسع المجال لذكرهم وعلى رأسهم رئيس الوزراء عبدالقادر باجمّال يتابعون "إيلاف" باهتمام بل انها موقعهم المفضل حسب إفادتهم بذلك ، كما أنني فوجئت كثيراً بأن الرئيس علي عبدالله صالح يتابع إيلاف شخصياً وبعض مستشاريه الذين لم يكتموا إعجابهم بها بل واخبروا بذلك الأستاذ العمير نفسه في أكثر من لقاء وأكثر من مناسبة وهم على سبيل المثال لا الحصر الأستاذ سالم صالح محمد عضو مجلس الرئاسة الأسبق والمستشار الحالي للرئيس صالح والأستاذ عبده بورجي المستشار الصحفي لرئيس الجمهورية الذي يتابع إيلاف باهتمام بالغ وعدد كبير من قيادات الحزب الحاكم وقادة أحزاب المعارضة وغيرهم كثير ، وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على مدى الانتشار الذي حظيت به "إيلاف" والمكانة التي نالتها عن غيرها من المواقع والصحف الالكترونية والورقية لدى النخبة اليمنية.