هل تغيرت سياسة واشنطن تجاه لبنان؟

اللبنانيون قلقون من النوايا والتسويات
هل تغيرت سياسة واشنطن تجاه لبنان؟

ريما زهار من بيروت: بعيدًا عن مشاكل الرغيف والبنزين والبطالة وغلاء المعيشة والمشاكل المحلية المتعلقة بالحياة اليومية، يسأل اللبنانيون أنفسهم غالبًا السؤال نفسه لكن بصيغ مختلفة : ماذا تريد واشنطن؟ وماذا قررت الولايات المتحدة الاميركية ان تفعل بلبنان؟ والى اين ستبقى واشنطن تدعم سيادة واستقلال لبنان؟ وفي اي لحظة يمكن لاميركا ان تعقد "صفقة" مع سورية أو طهران على حساب لبنان؟ لا يزال اللبنانيون يذكرون بمرارة الاتفاق الاميركي السوري على ابواب العام 1990، ورغم ان الاكثرية تنفي عودة مثل هذا الاتفاق الا انه لا يزال يقض مضجع الكثيرين خصوصًا اذا ما انطلقنا من مبدأ ان السياسة الاميركية لا تتغير في الشرق الاوسط مع تغير رؤساء الجمهورية، بل تبقى تعتمد الثوابت نفسها. ولا يزال مسيحيو لبنان يتذكرون ما كان يتداول به في العام 1990، ايام التواصل الودي بين سورية واميركا، حيث كان يتم الحديث عن طائرات ستحمل المسيحيين من لبنان الى كل اركان الدول الغربية. لكن مثل هذه المخاوف تبددت تدريجيًا منذ العام 2004 وانطلاق القرارات الدولية ويأتي في مقدمها القرار 1559، حيث التفتت واشنطن اكثر فاكثر الى تأمين سيادة واستقرار لبنان معتمدة على خط 14 آذار/مارس.

يقول مصدر دبلوماسي مطلع على السياسة الاميركية في لبنان ل"إيلاف""انتم لا تعرفون كم تغيرت النظرة الاميركية الى لبنان، ما تريده واشنطن هو لبنان سيد مستقل وديموقراطي، يتمتع فيه جميع اللبنانيين بحقوقهم ويقررون بانفسهم مصيرهم، للمرة الاولى تنظر اميركا الى لبنان بعيدًا عن كل مؤامرة دولية". ويتابع:"مهما كان اتساع المفاوضات الاميركية الايرانية، فلن يشكل لبنان تسوية لها، اما هل هناك خوف من تسوية مع سورية على حساب لبنان، يقول المصدر:"لا اعتقد ذلك لان اميركا تتطلع الى لبنان ديموقراطي مع كل ما يحتويه من تناقضات كي يعطي المثل عن تجربته الى كل الدول في المنطقة بعد التجربة الفاشلة للولايات المتحدة الاميركية في العراق. وهل تريد واشنطن تغيير النظام في سورية؟ يجيب المصدر:"لا اعتقد ذلك لان ما لديها يكفيها، لكنها ستعمد حتمًا على افهام سورية بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية في المستقبل، وستتكثف الضغوط، والعزل على سورية اذا لم تستجب لطلبات الولايات المتحدة الاميركية.

براميرتس

هل سنشهد تأثيرًا اميركيًا مباشرًا على التقرير الذي قد يصدر قريبًا من القاضي البلجيكي سيرج براميرتس المولج التحقيق بقضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟فيقول المصدر:"لا اتصور ان يكون هناك ضغطًا اميركيًا على الامم المتحدة في هذا الخصوص، لانها تعمل بحيادية تامة. وردًا على سؤال :"لماذا لا تضغط واشنطن على اسرائيل لتنسحب من مزارع شبعا؟ يقول المصدر:"ربما لانها تبحث عن ضمانات، لذلك في هكذا مسائل يجب ان نعطي بقدر ما نأخذ، ويصنف المصدر الدبلوماسي العلاقات بين الجنرال ميشال عون والولايات المتحدة الاميركية فيقول بان تحالفات عون تقلق الولايات المتحدة الاميركية، التي باتت لا تفهم سياسة هذا الاخير، ويتوقف المصدر بقوة حول ما جرى أخيرًا في الاسبوع الماضي بين بعض الفصائل الفلسطينية والجيش اللبناني ويؤكد مدى ضرورة تطبيق القرار 1559، خصوصًا داخل طاولة الحوار مع مباركة الجميع وموافقتهم. وماذا عن بيروت 1؟ يؤكد المصدر بان الجميع، لبنانييين ودول غربية وعربية لا يريدون ان يتحول بيروت واحد الى ما كان عليه باريس 2، يجب تطبيق برنامج اصلاحي في البدء وهو امر مهم جدًا. ...ان المتابع لتصريحات الولايات المتحدة والمقربين منها يندهش لمدى شفافية هذه الاخيرة تجاه لبنان وربما لم يعد من المقلق ان يفكر اللبنانيون جدًا بمدى صدقية هذه الشفافية، لكنها في النهاية تبقى جميلة جدًا كي يمكن تصديقها.