لبنان: غارات والأيدي على القلوب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لبنان: إنفجارات وغارات والأيدي على القلوب
إيلي الحاج من بيروت: وضع اللبنانيون أيديهم على القلوب اليوم فور سماعهم هدير المقاتلات الجوية الإسرائيلية والانفجارات وأخبارها ورؤيتهم مشاهد
اقرأ أيضا
السنيورة يدعو اسرائيل للانسحاب من مزارع شبعا
الجهاد الاسلامي تتبنى اطلاق صواريخ على شمال
غارات اسرائيلية على مواقع فلسطينية في لبنان
جرح جندي إسرائيلي بصاروخ أطلق من لبنان
قصف عزاتا اليهودية ردا على اغتيال المجذوب
فصائل فلسطينية بدمشق تدين اغتيال مسؤول الجهاد في لبنان
جلبة لبنانية ودولية بخصوص دعوى جنبلاط
الغارات عبر التلفزيونات. وبالكاد كانوا يتمكنون من اللحاق بتدهور الأوضاع المتسارع والمتلاحق عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ اغتيال المسؤول في "حركة الجهاد الإسلامي"، محمود المجذوب "أبو حمزة" وشقيقه نضال في مدينة صيدا اللبنانية الجنوبية، الجمعة الماضي . وخصوصاً بعد إطلاق رشق من الصواريخ من لبنان على موقع إسرائيلي في منطقة صفد على بعد حوالى عشرين كيلومترا جنوب الحدود اللبنانية، مما أدى إلى جرح جندي ومقتل عنصر من حزب الله، ووضع الجيش الاسرائيلي في حالة تأهب.
واعلنت قوة الامم المتحدة المنتشرة في جنوب لبنان بعد ظهر اليوم الاحد انه تم التوصل الى وقف لاطلاق النار في المنطقة بعد التصعيد الامني الذي شهدته بين الجيش الاسرائيلي ومقاتلي حزب الله وقال المتحدث باسم قوة المنظمة الدولية ميلوس شتروغل "اثر اتصالات كثيفة مع كل الافرقاء طوال يوم الاحد، تمكنت قوة الامم المتحدة من التوصل الى وقف لاطلاق النار".
وكان حزب الله اللبناني أعلناليوم الاحد قصف مقر القيادة العامة للجيش الاسرائيلي في الجليل الاعلى شمال اسرائيل،فيما افاد مصدر عسكري اسرائيلي ان تبادل اطلاق نار دار بعد ظهر اليوم بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله على الحدود اللبنانية الاسرائيلية، من جهته حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت اليوم من ان اسرائيل "ستستعمل كل وسائل الرد " ضد "الارهابيين" الذين يحاولون التعرض لامن سكان شمالها.
واشار المصدر الى ان تبادل اطلاق النار يجري في القطاع الغربي للجليل الاعلى (شمال اسرائيل) قبالة كيبوتز "منارة" الاسرائيلي حيث سقطت قذائف عدة. وقالت المصادر ان القذائف سقطت بعد ذلك على مناطق اخرى في الجليل الاعلى الغربي لا سيما شومبرا القريبة من الساحل. واضاف المصدر ان "الجيش الاسرائيلي يرد مستخدما الطيران والدبابات والمدفعية في اتجاه مصادر اطلاق النار من مواقع حزب الله". وتابع ان السلطات الاسرائيلية طلبت من سكان البلدات المجاورة في دوف وافيفيم وميسكاف والمطلة القريبة من الحدود اللبنانية الاحتماء في الملاجئ.
كما افادت قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله الشيعي اللبناني ان عنصرا من الحزب قتل في الغارات الاسرائيلية على جنوب لبنان. وقالت المنار ان مقاتلا من "المقاومة الاسلامية" قتل في الغارات الاسرائيلية التي استهدفت مناطق لبنانية عدة اثر قصف طاول شمال اسرائيل. وقال التلفزيون ان مدفعية "المقاومة الاسلامية" (الجناح العسكري لحزب الله) قصفت عند الساعة 17.10 (14.10 ت غ) المقر العام للجيش الاسرائيلي في الجليل الاعلى. ودان حزب الله في بيان "الاعتداءات الجوية التي نفذتها طائرات العدو الاسرائيلي اليوم على اكثر من منطقة لبنانية واستهدفت عددا من مواقع المقاومة الفلسطينية". واضاف ان "هذه الغارات العدوانية هي انتهاك سافر لسيادة لبنان واستقلاله (...) وهي تستدعي من الحكومة اللبنانية موقفا جديا وقويا".
وكان اولمرت حذر اليوم من ان اسرائيل "ستستعمل كل وسائل الرد " ضد "الارهابيين" الذين يحاولون التعرض لامن سكان شمالها. واكد اولمرت ان اسرائيل ستستعمل "كل وسائل الرد الجوية والبرية التي في تصرفها ضد المجموعات الارهابية التي تحاول عرقلة سير الحياة اليومية في شمال اسرائيل".
وطلبت السطات الاسرائيلية من سكان القرى الاسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية من كريات شمونة (شمال شرق) الى نهاريا القريبة من الساحل (شمال غرب) النزول الى الملاجئ اليوم الاحد. وافاد الجيش الاسرائيلي ان المدفعية والطيران الاسرائيليين ردا على مصادر القصف التابعة لحزب الله في جنوب لبنان.
وزير الخارجية اللبناني
هذا واتهم وزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ اسرائيل بارتكاب "عمل حربي عدواني" ضد لبنان بعد غارتين شنتهما طائراتها على الاراضي اللبنانية. وقال وزير الخارجية اللبناني الذي يشارك في اجتماع لدول عدم الانحياز في كوالا لامبور في تصريح لوكالة فرانس برس "نعتبر الاعمال الاسرائيلية عملا عسكريا عدوانيا".
واضاف صلوخ "عودتنا اسرائيل على العدوان بذريعة او بغير ذريعة" لافتا الى ان القصف حصل فيما كان لبنان يحقق في اسباب هذا التصعيد الجديد لاسيما في ما يتعلق ب"اطلاق الصواريخ" من الاراضي اللبنانية باتجاه اسرائيل في عملية تبنها حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية.
وأشاعت هذه الأجواء خشية لدى المسؤولين والسياسيين اللبنانيين على أبواب موسم صيف أجمعت الأرقام المستندة إلى حجم الحجوزات في الفنادق على أنه واعد موسم واعد سياحياً. وتزيد هذه التطورات تأزم الوضع السياسي في لبنان، الذي عاني طويلاً وأكثر من أي بلد عربي آخر بسبب قضية السلاح الفلسطيني والأوضاع الإقليمية، خصوصا أن مؤتمر الحوار اللبناني كان قد اتفق بالإجماع على إزالة السلاح الفلسطيني خارج مخيمات اللاجئين خلال مهلة ستة أشهر، وهي تابعة في مجملها لتنظيمي "الجبهة الشعبية- القيادة العامة" و"فتح- الانتفاضة" المواليين للنظام السوري. وقد اصطدم مسلحو هذين التنظيمين مرتين على الأقل مع الجيش اللبناني وقتلوا مدنياً لبنانياً يعمل مساحاً للأراضي قبل أشهر وجندياً قبل نحو أسبوعين ، كما أن وجود هؤلاء المسلحين لا يلقون قبولاً من السكان اللبنانيين في محيط مواقعهم.
ثم أن القصف بالصواريخ على عمق شمال فلسطين سيعيد إثارة موضوع سلاح "حزب الله" الذي سيبحثه مؤتمر الحوار الوطني في الجلسة المقبلة المقررة بعد يومين ، الثلاثاء، في ضوء تمسك الحزب بسلاحه وطرحه "استراتيجية دفاعية للبنان" تقوم على التنسيق بين الجيش اللبناني و"المقاومة الإسلامية"، في حين يصر ممثلو قوى الغالبية المناهضة لسورية على أن بقاء سلاح الحزب الشيعي يناقض مفهوم قيام الدولة ، خصوصاً أن الحزب يربط نفسه بمحور إيراني- سوري لا يخدم المصالح اللبنانية، وفق هؤلاء
وكان الأمين العام ل"حزب الله " السيد حسن نصرالله أعلن في مهرجان "عيد التحرير" في صور الخميس الماضي أن الثلاثاء المقبل سيكون "يوما تاريخيا ومفصليا يتوقف عليه مستقبل لبنان وأمنه"، موضحا ان "هذا ما لدى حزب الله من تصور ومشروع للاستراتيجية الدفاعية، وان هذه الاستراتيجية خاضعة للحوار والمناقشة، على ان رفضها يجب ان يُستتبع بطرح استراتيجية بديلة".
والواقع، إن قوى الغالبية منهمكة منذ انتهاء جلسة ١٦ أيار/ مايو الجاري الحوارية في مناقشة الاستراتيجية الدفاعية المقترحة واعداد رد عليها. وتعقد لهذه الغاية اجتماعات ولقاءات بعيدة عن الأضواء لا يتوقع لها على الأرجح ان تنتهي الى صيغة نهائية موحدة تعرض في جلسة الثلاثاء ، وانما يتوقع لها بالتأكيد ان تصل الى تحديد الاطار العام للموقف والمبادىء الأساسية التي يرتكز اليها.
وهذا الموقف كما تدل المؤشرات الأولية متحفظ ومعترض على استراتيجية السيد نصرالله الدفاعية التي تركز على بقاء سلاح الحزب الشيعي الى أمد مفتوح ، من دون أن يكون خاضعا إلى مهلة او مهمة محددة. وبالأحرى لأن مهمة هذا السلاح تتجاوز تحرير مزارع شبع والأسرى.
ويرى المعترضون أن الاستراتيجية "الحزب اللهية" معدة لمرحلة ما بعد التحرير مع ما يثيره ذلك من تساؤلات عن ربط لبنان بأزمات المنطقة ومحاورها،
عن وظيفة اقليمية لسلاح "حزب الله"، فضلاً عن الأسئلة المتعلقة بمواقف الحزب المسلح، وحده في لبنان خلافاً لكل الأحزاب الأخرى، من الصراعات الخارجية في حال تفجرها وتحوّلها حروباً اقليمية ، مثل الصراع الأميركي- الايراني.
منطق المعترضين
وتطرح "الاستراتيجية" التي عرضها السيد نصرالله التنسيق بين الجيش و"المقاومة الإسلامية" باعتبارهما إطارين منفصلين ومستقلين ومتوازيين يقوم بينهما تنسيق من دون اندماج "المقاومة" في الجيش ومن دون ان تكون بإمرته. وهذا يعني عمليا ثنائية وازدواجية في القرار وفي مرجعية الدفاع عن لبنان في حال تعرضه لعدوان ، مما يتعارض مع منطق الدولة وقيامها، وهي التي تعود لها حصرا في كل الأعراف والمفاهيم الدولية مهمة تحديد الاستراتيجية الدفاعية وتنفيذها بأدواتها العسكرية والأمنية أو مع المقاومة وفق صيغة محددة.
ويبدي المعترضون على "الاستراتيجية الدفاعية" أسباباً أخرى تتعلق بحصر السلاح بأيدي "حزب الله" ومقاومته الشيعية، مع ما يثيره ذلك من مخاوف لدى قسم كبير من اللبنانيين يخشون اختلال التوازن الداخلي بين الشرائح والمجموعات المكونة للمجتمع اللبناني. وهؤلاء يسألون: "هل يمكننا الانخراط في المقاومة والتسلح دفاعاً عن وطننا؟ ولماذا تحتفظ طائفة دون غيرها وفريق لبناني دون سواه بالسلاح؟".
ويسوق المعترضون على طروحات "حزب الله" فكرة أن المسألة الأولى المتقدمة على أي استراتيجية دفاعية هي تحرير مزارع شبعا، وتحرير المزارع لا يبدأ من اقرار أطراف الحوار بلبنانيتها بل من اقرار الأمم المتحدة بأنها أرض لبنانية وتنطبق عليها مفاعيل القرار الدولي رقم ٤٢٥ ، لأنها حتى الآن تقع تحت السيادة السورية وضمن القرار ٢٤٢ من وجهة نظر الأمم المتحدة.
وفي المقابل سيطرح فريق الأكثرية استراتيجية دفاعية بديلة ترتكز على العودة الى اتفاق الهدنة مع اسرائيل وإلى نص اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب في لبنان، على قاعدة نشر وحدات الجيش اللبناني على الحدود مدعوما بقوات دولية، ودمج المقاومة بالجيش او وضعها تحت إمرته في حال بقيت حالة خاصة، وذلك بصفة لواء اقليمي او جنوبي او دفاعي، ليكون قرار الحرب والسلم في يد السلطة السياسية ممثلة بمجلس الوزراء.
ويُستبعد في ظل هذه المواقف المسبقة والمتناقضة ان تخرج جلسة الثلاثاء باتفاق على بند سلاح "حزب الله" واستراتيجيته الدفاعية. فالاختلاف في وجهات النظر والتعارض في الموقف جوهريان وفي العمق والهوة بين الجانبين كبيرة يصعب ردمها في جلسة واحدة، وقد يتطلب الأمر جلسات متعددة اذا ما ظهرت رغبة لديهما في التوصل الى حل والى استراتيجية دفاعية مرضية للجميع لا تلغي المقاومة ولا تبقي "حزب الله" جيشا احتياطيا موازيا، كما يمكن أن يحسم الأمر وفق الطريقة التي حسم بها ملف رئيس الجمهورية إميل لحود الممددة ولايته بالضغط السوري والباقي في القصر الجمهوري بدعم "حزب الله" ، أي بطريقة الحسم السلبي وابقاء الملف عالقا حتى اشعار آخر وفي انتظار ظروف ومعطيات أخرى.
الغارات الإسرائيلية
وكان الطيران الحربي الاسرائيلي قد قصف على مرحلتين قبل ظهر اليوم موقعين لتنظيم "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة" الموالي لسورية الأول في في منطقة السلطان يعقوب في منطقة راشيا على حدود لبنان الشرقية مع سورية، والآخر في منطقة تلال الناعمة المشرفة على الطريق بين بيروت وصيدا والتي تبعد عن العاصمة اللبنانية نحو عشرة كيلومترات .
وفي التفاصيل أن مقاتلتين إسرائيليتين ألقتا عند العاشرة والدقيقة 35 بالتوقيت المحلي ، أربعة صواريخ زنة ألف باوند على موقع التنظيم الفلسطيني، ثم أغارتا ثانية عند الحادية عشرة والدقيقة 50 ملقية أربعة صورايخ في ظل تحليق أربع طائرات أخرى، وغطت المنطقة سحب من الدخان. في حين أطلقت وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في المنطقة رشقات كثيفة من الأسلحة المضادة للطائرات في اتجاه المقاتلات الإسرائيلية. وترددت أنباء عن وقوع إصابات في الموقع المستهدف وقيل أنها ثلاثة جرحى. وساد قرى المنطقة وبلداتها توتر شديد.
وعند العاشرة و45 دقيقه شنت مقاتلتان إسرائيليتان غارة على أنفاق في تلال الناعمة الاستراتيجية حوّلتها "الجبهة الشعبية" مواقع حصينة. وسجل تحليق كثيف للطيران الإسرائيلي في أجواء المنطقة. وشوهد الدخان الرمادي يتصاعد من الموقع المقصوف من أمكنة بعيدة.
وأفيد من المنطقة الحدودية مع إسرائيل أن الطيران الحربي الاسرائيلي حلق، قبل الظهر في اجواء منطقة مرجعيون ومزارع شبعا منفذا غارات وهمية. وفي المقابل، ساد الهدوء الحذر على طرفي الحدود، فيما سيرت القوة الدولية والقوى الامنية اللبنانية المشتركة دوريات على الجانب اللبناني من حاصبيا الى مرجعيون وصولا حتى حولا وميس الجبل لتحديد المكان الذي أطلقت منه الصواريخ ، وقيل أنه في القطاع الغربي من الحدود.
وذكرت مصادر أمنية أن ثمة مؤشرات إلى عدم علاقة "حزب الله" بإطلاق الصواريخ، في حين وصف مسؤول "الجبهة الشعبية- القيادة العامة" في لبنان أنور رجا هذه الصواريخ بأنها "مباركة". وحمل بشدة على المطالبين بمنع السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، مكرراً رفض تنظيمه تطبيق القرارات الدولية المتعلقة بلبنان.
بيان الجيش
وصدر عن قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه البيان الآتي: "بتاريخه، ما بين الساعة 10,30 والساعة 10,45، استهدف الطيران الاسرائيلي المعادي احد مراكز الجبهة الشعبية - القيادة العامة في منطقة السلطان يعقوب - لوسي بستة صواريخ جو - أرض على دفعتين. كما استهدف الطيران الاسرئيلي تلال الناعمة بعدد من الصواريخ (جو - أرض). وتصدت مضادات الجيش اللبناني للطيران المعادي خلال تحليقه وتنفيذه للغارات فوق البقاع وتلال الناعمة".