إخوان الأردن يلتصقون بحماس وهنا مربط الفرس
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لا بوادر انفراج وسبب الأزمة يعود لثوابت وعقائد
إخوان الأردن يلتصقون بحماس وهنا مربط الفرس
إيلاف - نصر المجالي: لا تزال الأزمة بين الحكومة الأردنية وحركة حماس تتصاعد فصولاً على خلفية مخابئ الأسلحة واعترافات ثلاثة من الحركة بتدبير عمليات ارهابية على الساحة الأردنية، ويبدو أن هذه الأزمة ألقت بظلالها على علاقات الحكم الأردني بحركة الإخوان المسلمين وجناحها السياسي حزب جبهة العمل الإسلامي،، وكانت الحركة شككت عبر زعماء لها بالرواية الرسمية الأردنية حول قضية الأسلحة.
وفي الوقت الذي يدور فيه كلام هامس عن اتصالات بين القصر الملكي الأردني وبعض الإسلاميين وأقطاب المعارضة وسط توجيهات من الملك عبدالله الثاني بأن "لا تؤثر أزمة الأسلحة على العلاقات التاريخية بين الشعبين الأردني والفلسطيني"، فإن الحديث على الساحة الإعلامية الأردنية والسياسية أيضا يشير إلى أن "لا انفرج قريب وخاصة لجهة علاقات الحكومة بجماعة (الإخوان المسلمين).
يشار إلى ان علاقات تحالف تاريخية ربطت الحكم الهاشمي في الأردن بجماعة الإخوان المسلمين امتدت منذ خمسينيات القرن الفائت وسط "تذبذبات كثيرة"، لكن في الأوان الأخير انهارت تلك العلاقات بناء على تصريحات من جانب قادة الحركة.
ويخشى الأردن من التحالف القائم بين حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين، وسبب هذه الخشية هو العلاقات التي ترتبط بها الحركة الفلسطينية المتشددة التي تقود الحكومة الفلسطينية راهنا مع كل من إيران وسورية وحزب الله اللبناني وهي علاقات أدت في النهاية إلى هزيمة حركة فتح في الانتخابات التشريعية. كما أن الأردن "يؤرقه امتدادات حركة حماس في المخيمات الفلسطينية على ساحته".
وقال الصحافي أيمن الصفدي رئيس تحرير صحيفة (الغد) في مقال افتتاحي الأحد أن "التوتر بين الحكومة الأردنية وجماعة الإخوان سببه خلافات جوهرية حول ثوابت ومواقف عقائدية وليس اختلافا في وجهات النظر حول قضية متغيرة. وهنا مكمن الاحتقان، وهنا الصعوبة في تجاوزه"، يذكر أن الصفدي أحد الصحافيين المقربين من الحكم وكان قد عمل في السابق مديرا للإعلام في الديوان الملكي ورئيسا لهيئة الإذاعة والتلفزيون.
وتوقع الصفدي "أن تشهد الايام القادمة حتما انبعاث لحظة الحقيقة التي لا بد ان تنبثق عن تغير جوهري في موقف الحكومة او الحركة الاسلامية اذا ما اريد تحاشي مواجهة سياسية قد تكون احدى تجلياتها أمنية. لكن ذلك لا يبدو محتملا".
وقال المشكلة الرئيسة الآن هي الموقف من حماس. فالدولة ثابتها ان حماس حركة فلسطينية تمثل الشعب الفلسطيني في فلسطين. ولا تقبل الحكومة اي نشاط او امتداد تنظيمي لحماس في الاردن، و في المقابل يؤمن "الإخوان المسلمون" بارتباط عقائدي مع حماس يترجم انحيازا لصالح مواقف حماس ضد موقف الحكومة.
وكانت قضية الاسلحة المهربة التي اعلنتها الحكومة الأردنية الشهر الماضي كشفت عمق الازمة، فقد رفض اقطاب "الإخوان المسلمون" وحزب جبهة العمل الاسلامي رواية الحكومة فور صدورها وتبنوا موقف حماس وسوقوه من دون التريث لمحاكمة إعلان الحكومة على اساس المعلومات التي قدمتها.
وتابع ايمن الصفدي القول "وكان الحوار الذي دار بين رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وأحد قياديي "الإخوان المسلمون" محمد ابوفارس من خلال الهاتف النقال في احتفال نقابي مؤخرا مؤشرا على عمق الخلاف - بين الحكومة والإخوان- وسببا لتصلب الحكومة في موقفها".
وقال "خالد مشعل خاطب "اهلنا" في المدن والمخيمات يطلب دعمهم ويشير الى ان الحكومة كانت كاذبة ومفترية حين اعلنت قضية الاسلحة. محمد ابوفارس اثنى على قول مشعل ان كل الاردنيين يكذبون رواية الحكومة المفبركة"، وأشار الصفدي إلى الموقف اذن كان ايديولوجيا.و الحكومة اعتبرته خطرا ولا يمكن التعايش معه. لهذا زادت حدة التوتر.
لن يزول الاحتقان الا اذا اتفقت الحكومة والحركة الاسلامية على حل معقول لهذه الاشكالية. وهذا مآل يبدو صعبا. فالحكومة تنطلق في موقفها من ارضية سيادية ترفض ان يعمل حزب غير اردني في الاردن، خصوصا حماس التي تعتبر الدولة بعض نشاطات جناحها خارج فلسطين خطرا عليها.
يذكر أن جماعة الاخوان المسلمين الأردنية ترى في "الحفاظ على الترابط مع حماس واجبا شرعيا ووطنيا ولا يرون في عملها ضررا على الاردن". لكن رئيس تحرير (الغد) يرى أن حكومة عمّان لن تغير موقفها. ومن جانبهم فإن الإخوان المسلمين يبدون غير راغبين حتى الآن في قبول ما كانت قبلته حركة فتح والاحزاب المرتبطة بها حين تولت السلطة في فلسطين، فانتهى، الى درجة مقبولة، التحرك السياسي التنظيمي لفتح في الاردن.
ويقول الصفدي "غير أنّ البراغماتية التي حافظت على شهرة معاوية بين الحكومة و"الاخوان المسلمون" تاريخيا يمكن أن تؤدي لاحقاً إلى تقوية رأي تيار محدودٍ في الجماعة يدفع باتجاه قبول الانفصال التنظيمي عن حماس. ذلك رهان لا يجوز الغاؤه قطعياً، رغم تدني فرص نجاحه مرحليا".
ويختم قائلا "إلى حين ذلك سيبقى التوتر مستمراً. والقلق هو ان يتحول هذا التوتر الى مواجهة لن يفيد منها احد"، مشيرا إلى أن علاقة "الاخوان المسلمون" بالدولة ما لبثت تتقلب بين مراحل تعاون او تعايش او توتر. المرحلة الحالية، والمستقبلية على ما يبدو، ستكون مرحلة توتر، في ثناياها خطر التدهور الى مواجهة سياسية امنية، خصوصا في ضوء التغيرات الزلزال التي ستحاول اسرائيل فرضها على المنطقة.