فلسطينيو العراق بين مطرقة التهجير وسندان الاعتداءات

سمية درويش من غزة : كشفت الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس ، بان أكثر من 70 فلسطيني قتلوا في الأراضي العراقية خلال الصراع الدائر بين الطوائف المتعددة وبين التيارات السياسية المتعددة في داخل العراق. وتشير الإحصائيات الخاصة بوزارة شؤون اللاجئين المستحدثة في الحكومة الفلسطينية ، إلى أن قرابة 23 إلى 24 ألف فلسطيني بالعراق ، لافتة إلى أن معظم الفلسطينيين المتواجدين في المناطق الاحتكاكية بين الطوائف ومناطق النشاط العسكري أو الفدائي للقوات الأجنبية هم الذين يتعرضون للتهديدات بالقتل . وتلقى عدد من الفلسطينيين المقيمين في العراق أمس تهديدات جديدة تطالبهم بمغادرة العراق خلال عشرة أيام أو أنهم سيواجهون القتل ، حيث قال فلسطينيو العراق ، بأنهم لا يعرفون مصدر هذه المنشورات أو الإنذار سوى أنها تحمل توقيع "كتائب أحرار العراق".

من جانبها ، دانت كتلة التغيير والإصلاح ممثلة حماس في المجلس التشريعي ، الاعتداءات والتهديدات المتكررة التي يتعرض لها الفلسطينيون المقيمون في العراق من قبل جهات ذات أجندة مشبوهة ، معتبرة تلك الاعتداءات ، والتي شملت التصفية الجسدية والتهجير والوعيد بأعمال انتقامية تعد شكلا من أشكال محاربة القضية الفلسطينية. وحمل بيان كتلة حماس ، الحكومة والأحزاب العراقية جميعها مسؤولية أي أذى يتعرض له الفلسطينيون في العراق سواء من قبل الجهات الرسمية أو مجموعات مسلحة مرتبطة بها بشكل غير علني وتحت مسميات مختلفة , داعية الحكومتين السورية والأردنية تسهيل عبور الفلسطينيين واستقبالهم وعدم إبقائهم في الصحراء بلا مأوى. وكانت الحكومة الفلسطينية قد استطاعت قبل عدة أسابيع بالحصول على موافقة سورية بالسماح للاجئين الفلسطينيين العالقين على الحدود العراقية الأردنية بالدخول للأراضي السورية ، حيث وضعت اللاجئين في مخيم خاص يبعد عن العاصمة دمشق قرابة 800 كم. ومنذ سقوط نظام الرئيس صدام حسين على يد قوات الاحتلال الأميركي والبريطاني ، يتعرض الفلسطينيون في العراق لاعتداءات وحشية ، دفعت العديد منهم إلى التفكير بمغادرة الأراضي العراقية.

وأكد د. عاطف عدوان وزير شؤون اللاجئين الفلسطينيين ، بان هذه ليست المرة الوحيدة التي يواجه فيها فلسيطينيو العراق تهديدات ، حيث قال لإذاعة صوت القدس المحلية ، "لدينا نسخ متعددة من هذه التهديدات في الوزارة ، ونحن نعلم أن هناك محاولات للتضييق على الفلسطينيين الموجودين في العراق ربما لأهداف سياسية أو لأهداف ابعد من هذا الأمر قد تكون غير منظورة". ولفت الوزير الفلسطيني ، إلى أن هناك اتصالات بين وزارته وبين الحكومة العراقية ، بقوله " كنا ننتظر اللحظة التي تقدم فيها الحكومة الدستورية ، وهذا اليوم قمنا بعدة اتصالات ونأمل أن تسير الأمور على خير ان شاء الله تعالى". وكان 95 فلسطينيا قد وصلوا إلى مدينة نيودلهى الهندية ، هربا من الاعتداءات في العراق ، حيث ناشدوا في رسالة لهم ، المنظمات الإنسانية والحقوقية لمساعدتهم بعد نفاد أموالهم .