أخبار خاصة

العراقيون فرحون بحذر والدورعلى الصداميين

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اختراق الأميركان لتنظيم الزرقاوي سيسهل تدميره
العراقيون فرحون بحذر والدورعلى الصداميين

اقرأ أيضا

آمال في تدني العنف بعد مقتل الزرقاوي

بعد استهدافه السياحة والنفط والاستثمارات الاجنبية
قتل الزرقاوي فانخفض النفط وانتعش الدولار

حماس تطلق لقب شهيد الأمة على الزرقاوي

هل دماء الزرقاوي تطفئ نار الطائفية!

المالكي: حظر سير السيارات في بغداد وبعقوبة غدا

كربلاء أصولية الكترونية إثر رحيل أبي مصعب

قتل الزرقاوي فانخفض النفط وانتعش الدولار

حماس تطلق لقب شهيد الأمة على الزرقاوي

أسامة مهدي من لندن: قال عراقيون تحدثت معهم "إيلاف" إنهم بقدر ما فرحوا من تأكد مقتل زعيم قاعدة الجهاد في بلاد وادي الرافدين ابو مصعب الزرقاوي الا انهم متخوفون من عمليات انتقام كبيرة لمسلحي تنظيمه في محاولة لاثبات الوجود في وقت وضعت القوى السياسية العراقية امام امتحان لوقف العنف الطائفي الذي يستهدف الشيعة والسنة والمتهم به الزرقاوي في وقت يتوقع ان تتركز جهود القوات العراقية والاميركية اكثر منذ الان على تعقب مسلحي حزب البعث المسؤولين عن عمليات التفجير والاغتيالات التي تستهدف المسؤولين العراقيين والمتعاونين مع السلطات العراقية في مختلف قطاعات الدولة.

وعلى الرغم من أن العراقيين ابتهجوا بمقتل الزرقاوي إذ شهدت مدنهم احتفالات وتوزيع حلوى واطلاق نار ابتهاجا وتبادل رسائل للتهنئة عبر الهواتف النقالة، إلا انهم لم يخفوا خشيتهم من اعمال انتقامية لما تبقى من عناصر القاعدة في بلادهم للقيام بضربات قوية يحاولون القول من خلالها انهم مازالوا قادرين على مواصلة "الجهاد" ضد قوات الاحتلال والمتعاونين معها في الحكومة العراقية كما تقول ادبياتهم وبياناتهم السياسية باستمرار وهو تخوف اثبتت مصداقيته اربع عمليات تفجير شهدتها مناطق مختلفة من بغداد ليلة امس وادت الى مقتل 37 شخصا واصابة حوالي 68 اخرين بجروح.

واشار الناشط في مجال حقوق الانسان ماجد عبد الله وهو يتحدث لـ"إيلاف" الى انه لايجب الاعتقاد بان مصرع الزرقاوي سيحد من العمليات الإرهابية. واضاف ان المطلوب من المواطنين ومن القوات الامنية ان تكون الان اكثر حذرا لان المسلحين يشكلون خلايا كثيرة منظمة ومدربة ويتم تمويلها من الخارج والداخل ولن تنتهي او تتفتت بمقتل شخص من المؤكد ان واحدا اخر سيتولى المسؤولية بعده.

اما عمر العيساوي الاستاذ الجامعي فقد توقع تصاعد أعمال العنف خلال الأيام القليلة المقبلة كرد فعل على مقتل الزرقاوي. وقال أن أعمال العنف ستتزايد خلال الفترة القريبة المقبلة لكنه يمكن ان تتقلص عمليات القتل والخطف نظرا لان تنظيم القاعدة هو مدبرها من خلال استهداف عراقيين على الهوية الطائفية في محاولة لاشعال فتنة طائفية بين شيعة وسنة العراق.

ومن هنا فقد سارع تنظيم القاعدة الى تأكيد مواصلته المعركة ضد القوات الاميركية وذلك في بيان اكد مقتل الزرقاوي الذي يعتبر تنظيمه المسؤول الرئيسي عن عمليات القتل والخطف والاغتيال وانه وراء الحرب على الشيعة في العراق برغم ان مقتل هذا الارهابي الاصولي الذي رصدت واشنطن جائزة بقيمة 25 مليون دولار ثمنا لرأسه هو اهم ضربة تتلقاها القوات المعادية لوجود القوات الا ميركية في العراق منذ اعتقال الرئيس المخلوع صدام حسين في كانون الاول (ديسمبر) عام 2003. وقال بيان القاعدة "نقول لشيخنا وأميرنا أسامة بن لادن حفظه الله إن جندك في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ماضون على نفس الخطة التي رسمتها لشيخنا أبي مصعب وسنكمل مسيرة شيخنا وأميرنا أبي مصعب رحمه الله.. وبيننا وبينهم حرب سجال وسيرى الذين كفروا لمن عاقبة الدار".

وقال سياسيون عراقيون ان تقليص نشاط القاعدة بعد رحيل زعيمه وعقله المدبر من شانه ان يبرز الى واجهة العمليات الارهابية التنظيمات المسلحة التي يقودها حزب البعث المنحلوالمنظوية تحت لواء "القيادة الموحدة للمجاهدين" والتي تعتبرها السلطات العراقية الوجه الثاني للارهاب. وتوقع السياسيون ان تتركز الجهود مستقبلا على تعقب هذه الجماعات وهو امر يبدو اسهل للقوات الامنية من تعقب عمليات القاعدة التي تقوم بها عناصر عربية في حين ان عمليات البعثيين هي من تنفيذ عراقيين معروفين نظرا لان تنظيمات الحزب وعناصرها مكشوفة للسلطات ولبعض المليشيات التي تقوم حاليا بعمليات منظمة لتصفيتهم وخاصة في محافظات جنوب البلاد. ولاحظ السياسيون ان مقتل الزرقاوي جاء بمثابة الهدية لرئيس الوزراء العراقي الجديد نوري المالكي الذي اكد برنامج حكومته السياسي على ان الهدف الاول له سيكون القضاء على الارهاب وحيث ان مصرع الزرقاوي هو خطوة اولى نحو تحقيق هذا الهدف.

وفي هذا الاطار دعا زعيم اكبر كتلة برلمانية هي الائتلاف العراقي الشيعي السيد عبد العزيز الحكيم الحكومة العراقية الى " القضاء على بقايا هذا المجرم (الزرقاوي) والمتحالفين معه من البعثيين الصداميين وسوف يستمر ابناء الشعب بكل مكوناتهم في مواجهة الارهابيين ودحرهم من اجل بناء عراق آمن مستقر".

وفي هذا الاطار تشير معلومات العراقيين الى ان قيادات بعثية تقوم حاليا بتنظيم عمليات مسلحين يتمركزون في محافظة ديالى ايضا التي قتل فيها الزرقاوي وسبعة من كبار مساعديه بينهم مرشده الروحي الشيخ عبد الرحمن. ولذلك فان القوات العراقية والاميركية بدات عمليات مسلحة في هذه المحافظة التي تبعد 60 كيلومترا شمال بغداد وتمتاز بانها ارض صالحة لحرب العصابات ولعمليات الكر والفر نظرا لانها تعتبر من اكثر محافظات العراق كثافة في بساتينها التي يصعب تعقب المسلحين فيها حيث تشكل ملجأ امنا لهم. ومنذ مقتل الزرقاوي مساء امس الاول فان اشتباكات تدور في مناطق مختلفة من المحافظة ماتزال مستمرة لحد الان لتعقب بقايا عناصر تنظيم الزرقاوي والمسلحين البعثيين الموجودون فيها بكثافة خاصة وان حدود هذه المحافظة تشترك غربا مع حدود محافظة الانبار التي يتخذ مسلحوها كلما شعروا بضغط القوات الاميركية والعراقية من ديالى ملاذا لهم.
ولايستبعد العراقيون وجود تعاون استخباري ومسلح بين مسلحي القاعدة وحزب البعث وهو امر يؤكده ما تسرب من معلومات من ان المنزل الذي كان يجتمع فيه الزرقاوي وكبار مساعديه وقصفته طائرتا اف 16 اميركيتين ب 500 رطل من المتفجرات يعود الى قيادي بعثي اسمه عزيز علي.

لكن الامر الاكثر اهمية بعد التخلص من الزرقاوي هو اختراق الاميركان لتنظيمه الامر الذي ساعدهم على الوصول اليه. فقد اكد الجيش الاميركي ان الجمع الدؤوب لمعلومات المخابرات ومصادر داخل تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين مكنا القوات الاميركية من تحديد موقعه وقتله.

وقد ربط السياسيون بين الكشف عن هذا الاختراق وبين اعلان وزارة الخارجية الأميركية ان واشنطن لم تحدد بعد أحدا لتلقي مكافأة قيمتها 25 مليون دولار مُخصصة لمن يقدم معلومات تساهم في اعتقال أو قتل الزرقاوي مشيرين في هذا الصدد الى ان الولايات المتحدة لاتريد الان على مايبدو كشف مصدرها داخل تنظيم القاعدة للاستفادة منه مستقبلا في عمليات اخرى للتخلص من قياديي التنظيم او من خليفة الزرقاوي المنتظر الاعلان عنه في وقت قريب.

وقال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ان أيا من وكالات الحكومة الأميركية لم تقم بترشيح أي شخص للحصول على المكافأة وهي الأكبر التي تعرضها الولايات المتحدة ونفس قيمة المكافأة المخصصة أيضا لمن يساعد في اعتقال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة. واضاف "لقد اطلعت على الكثير من التقارير الإخبارية التي تُفيد بأنه إما ان فردا أو جماعة أُردنية قدموا معلومات أو ان أحد الجيران ربما قدم المعلومات التي قادت الى الضربة التي نُفذت بنجاح. لا يمكنني تأكيد هذه التقارير."

وقد أنفق برنامج "مكافأت من أجل العدالة" التابع لوزارة الخارجية الاميركية اكثر من 60 مليون دولار في الاعوام القليلة الماضية مقابل معلومات ساهمت في منع هجمات أو اعتقال أو قتل أعداء للولايات المتحدة. وبموجب هذا البرنامج دفعت الولايات المتحدة 30 مليون دولار مقابل معلومات ساعدت الجيش في العثور على عدي وقصي نجلي صدام حسين وقتلهما لكنها لم تقدم مكافأة لأحد مقابل اعتقال صدام نفسه حيث تم ذلك نتيجة عملية للجيش والمخابرات لم تعتمد على معلومات من أحد.. اما في حالة الزرقاوي يقول مسؤول بوزارة الخارجية ان السلطات تقيم المعلومات.

واعتبر السياسيون مقتل الزرقاوي في اليوم الذي استكمل فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لتشكيلة حكومته بتعيين وزراء الداخلية والدفاع والامن بمثابة دعم لهذه الحكومة التي وضعت في اول سلم اولويات برنامجها السياسي القضاء على الارهاب. فحين اعلن المالكي مصرع الزرقاوي اكد قائلا " ان هذه رسالة لكل اولئك الذين ينتهجون العنف والقتل والدمار ان يتوقفوا وان يراجعوا انفسهم وان يعودوا الى رشدهم قبل فوات الاوان لاننا قررنا وسنمضي باذن الله حتى نهاية المشوار في مواجهة القتلة والارهابيين".

كما لاحظوا ان التخلص من زعيم القاعدة في العراق قد يساعد او يقنع مجموعات مسلحة متمردة على القاء السلاح والتيقن ان عملياتها او ان اهدافها لن تتحقق عبر العنف. ولذلك فقد استغل الرئيس العراقي جلال طالباني الامر ووجه نداء الى المسلحين يدعوهم فيه الى التخلي عن العمل المسلح واستبداله بالعمل السياسي.

وقال طالباني في رسالة له عقب الاعلان عن مقتل الزرقاوي "و في هذه المناسبة نودّ أن نكرر دعوتنا لعناصر الجماعات المسلحة، ممّن لم يتورطوا في الجرائم الدموية للتكفيريين و الصدّاميين، إلى التخلي عن أساليب العنف وممارسة حقهم المشروع في المعارضة و الاختلاف عبر الوسائل السلمية و الديمقراطية، في ظل دستور مستفتى عليه و برلمان منتخب و حكومة انبثقت عنه". واضاف " إن نهاية الزرقاوي هي بشـارة تنبـئ بالخيـر لحكومـة الوحدة الوطنية في مستهل عملها، و تعضـيد لجـهود الحكومة في مواجهة الإرهاب و العنف والعمل على استتبـاب الأمن وتوفير الخدمات للشعب و بناء عراق دستوري فيدرالي ديمقراطي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف