براميرتز : لا يحدّد القتلة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
إيلي الحاج من بيروت:غادر رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، سيرج براميرتز، بيروت فجر اليوم قاصداً نيويورك عبر باريس، ومن المقرر أن يقدم تقريره الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ظهر اليوم بتوقيت نيويورك، بالتزامن مع تقديم أحد مساعديه في بيروت نسخة عن التقرير إلى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، على أن يسلم براميرتز التقرير بعد ذلك بقليل الى الدول ال15 الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، وبعدها الى وسائل الإعلام، قبل ان يعلق عليه أمام أعضاء المجلس الأربعاء المقبل.
وقال المتحدث باسم أنان ستيفان دوجاريك ان موعد تسليم التقرير تأخر لانه لم يكن قد اكتمل بعد. ورفض تحديد مدة التمديد للجنة التحقيق، مشيرا الى ان الأمين العام مصمم على المحافظة على التعاون مع لبنان على وجهات عديدة، بينها مسألة التمديد للجنة، لكن معلومات مصدرها الأمم المتحدة أفادت أن القاضي البلجيكي سيطلب التمديد لمدة عام.
وذكر دبلوماسيون في الأمم المتحدة ان التقرير لن يتضمن جديداً حاسماً في شأن تحديد هوية قتلة رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري ورفاقه، وستكون النقطة الرئيسية فيه أن براميرتز يتطلع إلى الكثير من العمل للوصول إلى الحقيقة. وهو سيشير إلى تعاون سوري مع لجنة التحقيق في بعض النقاط، وينوه بأن الرئيس السوري بشار الأسد وافق على استقباله في مكتبه وإجراء مقابلة معه في 25 نيسان/ إبريل الماضي، بعدما كان رفض ذلك مرتين سابقا.
وأكد مصدر دبلوماسي فرنسي في المنظمة الدولية، ان بلاده ستدعم طلب التمديد لمهمة اللجنة الدولية لمدة عام. علماً أن المندوب الاميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون كان قد أعلن، في لندن ( أ.أف.ب)، أن واشنطن تريد إعطاء برامرتز كل الوقت الذي يحتاج إليه. وقال :"يمكنني القول أن العمل الذي قامت به اللجنة المستقلة كان ممتازا وشاملا، لكنني لا اعتقد، وأنا أتحدث هنا كمحام، إن وضع حد زمني قد تكون طريقة غير مرغوبة للاستمرار".
إلى ذلك، ذكرت مصادر مطلعة في واشنطن ان براميرتز ابلغ المسؤولين الاميركيين انه لن يزور واشنطن بعد غد الاثنين كما كان متوقعا. وكان هؤلاء يعكفون على اعداد جدول مواعيده في العاصمة الاميركية، ولكن يبدو ان برنامجه الكثيف في نيويورك سيضطره الى البقاء هناك. وليس واضحا ما اذا كان برنامج براميرتز في نيويورك هو السبب الوحيد او حتى الرئيسي لعدم زيارته واشنطن، ام ان هناك اعتبارات سياسية جعلته يعدل عن هذه الزيارة قبل مناقشة تقريره في مجلس الامن.
باريس والقاهرة
في سياق آخر، قال الرئيس الفرنسي جاك شيراك دمشق عقب القمة البريطانية الفرنسية ال28 التي جمعته أمس في باريس مع رئيس الحكومة البريطانية طوني بلير ان على سورية "احترام القرار 1680 الصادر عن الأمم المتحدة وقبول طلبات الأسرة الدولية المتعلقة بأمن لبنان واستقلاله". واعتبر ان "تصرفات سورية ليست دوما ما يمكن ان نتمناه" في علاقاتها مع الأسرة الدولية.
وعلى صعيد التحركات اللبنانية، بدأ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، زيارة رسمية لمصر تستمر حتى يوم غد الاحد، يلتقي خلالها الرئيس المصري حسني مبارك وعددا من كبار المسؤولين المصريين والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ، والهدف الاساسي من الزيارة كما اعلن بري، هو تمني القيام بمبادرة عربية لإعادة العلاقات إلى مجاريها بين لبنان وسورية.
وكان الرئيس بري قد غادر بيروت عند الحادية عشرة قبل ظهر امس، ووصل الى العاصمة المصرية ظهرا، وكان في استقباله رئيس مجلس الشعب المصري الدكتور احمد فتحي سرور.
"حزب الله" و" القيادة العامة"
وفي بيروت، أطلق "حزب الله" مجموعة مواقف من عناوين عدة، يمثل بعضها تفسيراته المثيرة للجدل لمقررات صدرت عن مؤتمر الحوار الوطني. إذ صرح رئيس "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد اعتبر أن "الأفكار التي استمعنا اليها لم يفاجئنا فيها شيء، ولا ترقى الى صياغة استراتيجية للحماية الوطنية". وقال: "صحيح أن أحداً لم يدّعِ أن سلاح المقاومة يمنع عدواناً لكنه يردع العدوان ويوقفه عند حدّه ويمنع التمادي في الاعتداءات".
أما عضو الكتلة النائب حسين الحاج حسن فحمّل قوى الأكثرية البرلمانية والحكومية مسؤولية الاحتقان السياسي والشعبي والإعلامي، معلناً "انتظار مواقفها"، وقال: "إذا تم الالتزام بميثاق الشرف الذي اتفق عليه المتحاورون للتهدئة فنحن أول الملتزمين، وإذا حصل خرق فنكون آخر من يخرق". وفي مجال آخر رأى أن "مزارع شبعا لا تحتاج الى تثبيت لبنانيتها بقدر ما تحتاج الى إجراءات تقنية في هذا الاتجاه". وأضاف "لسنا معنيين بأي رأي دولي ولسنا مضطرين للتعليق عليه"، وذلك في إشارة واضحة الى رسالة أرسلها الأمين العام للأمم أنان إلى الرئس السنيورة يحدد فيها السبل القانونية الواجب اتباعها ليتمكن لبنان من تثبيت هوية مزارع شبعا اللبنانية.
ومن جهته أكد نائب رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" محمود قماطي، في موقف لافت، أن "المطلوب تفاهم لبناني ـ فلسطيني لحفظ السلاح الفلسطيني الذي يحقق العودة، وهو سلاح موجه ضد العدو الصهيوني".
وفي المهرجان نفسه الذي نظمته "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة" الموالية لسورية في ذكرى جهاد جبريل نجل الأمين العام للجبهة، تحدّث المسؤول عن هذا الفصيل في لبنان أنور رجا، فتابع حملته على رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ، وقال إن "سلاحنا هو سلاح مقاومة"، وطلب "إدراج القوى الفلسطينية في ميثاق الشرف والكفّ عن استهداف الشعب الفلسطيني وسلاح المقاومة بالتشهير والتطاول"، ودعا الى "عدم استبعاد الشعب الفلسطيني عن واجب الدفاع عن أمن لبنان وتوظيف قدرات الفلسطينيين وسلاحهم ضمن الاستراتيجية الدفاعية" التي طرحها "حزب الله"، والمتضمنة إبقاء سلاح "المقاومة الإسلامية" وعدم دمجها بالجيش اللبناني، الأمر الذي يرفضه أطراف لبنانيون آخرون.