أخبار خاصة

سورية – عون: تقارب بعد عداء

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

نائب للجنرال يدعو شيراك إلى "الكف عن التدخل"
سورية - عون: تقارب بعد عداء

الياس يوسف من بيروت: رد زعيم "التيار الوطني الحر" الجنرال ميشال عون إيجاباً على إشادة الرئيس السوري بشار الأسد به، وذلك عبر تصريح اليوم لأحد النواب العونيين، نبيل نقولا، جاء فيه "ان كلام الرئيس السوري بشار الاسد أن ابواب دمشق مشرعة للعماد ميشال عون هو دليل على ان العماد عون رجل المواقف، لأنه ينطلق من المصلحة الوطنية وليس من خلفية شخصية"، داعياً في الوقت نفسه الرئيس الفرنسي جاك شيراك إلى "الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية".
وشدد نقولا على "ان الجيش السوري أصبح خارج لبنان، والبقايا المتبقية على اللبنانيين ان يواجهوها، لأنه يمكن القول ايضا ان اسرائيل لم تخرج من لبنان". وعن قول الرئيس الأسد إن في لبنان تزايدا في عدد تنظيم "القاعدة"، قال "إن على القوى الامنية أن تطمئن اللبنانيين".
وحمل النائب العوني على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، فقال "ان وجوده الى طاولة الحوار هو بصفته الحوارية وليس بصفته رئيسا للحكومة، وعلى من يريد تمثيل لبنان في سورية او غيرها ان يكون مفوضا من جميع المتحاورين على طاولة الحوار". واعتبر "أن الحكومة تمعن في سياسة اللامبالاة تجاه الشعب، وقصة الحوار هي ملهاة للرأي العام . نحن كمعارضة علينا ان نقوم بدورنا وعلى الشعب اللبناني ان يقوم بدوره. نرفض التهميش المتمادي وكأن الجمهورية اللبنانية هي جمهورية سوليدير".
وانتقد النائب الذي يعتبر ناطقاً باسم الجنرال عون مواقف البطريرك الماروني نصرالله صفير من أزمة الرئاسة في لبنان، إذ قال: "ان موقع رئاسة الجمهورية لا يمس وموضوع شرعيته أمر محض لبناني. وعلى الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان يتوقف عن التدخل في الشؤون اللبنانية. وهذا الأمر لا يعني استعداء لفرنسا كما يقول البطريرك صفير، لان مشكلة رئاسة الجمهورية لا تعني الرئيس جاك شيراك".
يذكر أن الإشارة السياسية الأولى من نوعها التي أطلقها الرئيس الاسد في حديثه الذي نشرته صحيفة "الحياة" اليوم كانت في اتجاه الجنرال عون وجاءت إيجابية في مضمونها ومغزاها، إذ قال الأسد إن "عون كانت علاقتنا به غير جيدة وصدامية في بعض الأحيان. أنا لا أعرفه شخصيا ولكن لو أجرينا مقارنة منطقية نرى أن من كانوا يسمون أنفسهم حلفاء سورية هم الذين يتآمرون على سورية، بينما العماد عون لا يحاول الانتقام من سورية ولا الاساءة اليها، على العكس يدافع عن سورية وهذا شيء لا نستطيع الا ان نراه ولا نستطيع ان ننكره" .
وأضاف الأسد: "لدينا مصلحة في ان نقيم أوسع العلاقات مع اللبنانيين وطبعا مع تياراتهم السياسية المختلفة ومنها العماد عون. وأبواب دمشق مشرعة أمامه بكل تأكيد" .
ماضي العلاقة واحتمالات المستقبل
ويلفت إلى أنها المرة الأولى التي يتحدث فيها الرئيس بشار الأسد عن الجنرال اللبناني المثير للجدل في مواقفه بعد أشهر من التخمينات والتكهنات في شأن مستقبل العلاقة بين الطرفين التي ساد في شأنها رأيان . الرأي الأول مفاده ان سورية- الأسد لا يمكن ان تنسى ماضي علاقتها مع عون وما فعله ضدها حتى الأمس القريب، بدءاً من اعلانه ما اصطلح على تسميته " حرب التحرير " عام ١٩٨٩، والتي اضطر في نتيجتها إلى مغادرة لبنان لاجئاً سياسياً إلى المنفى في فرنسا، وصولا الى مساهمته في صناعة ظروف القرار ١٥٥٩ قبل ان يعود الى لبنان. ويقول أصحاب هذا الرأي إن إشادات سورية- الأسد بالجنرال عون وما أطلقته عبر حلفائها في لبنان من اشارات "غزل وتودد" إليه مجرد محاولة لاستغلال مواقفه وخدماته وما يمثل شعبياً وسياسياً في المعادلة من أجل تفكيك جبهة "قوى ١٤ آذار/ مارس" المناهضة لسورية والضغط على حكومة السنيورة وابقاء الطائفة المسيحية على ما كانت عليه سياسياً من تفسخ وضعف.
وتعتقد شخصيات بارزة في "قوى 14 آذار / مارس" ان عون أصبح واقعياً وموضوعياً يشكل غطاء سياسيا لحلفاء النظام السوري في لبنان ، وهؤلاء يتخذون من " تمثيل" الجنرال المسيحي درعا للتقدم خلفه نحو زعزعة النظام ومعادلة الغالبية البرلمانية والوزارية القائمة، كما يستخدمون تطلع الجنرال عون الملحاح الى الرئاسة في الضغوط الرامية إلى تحويل القضية السياسية من اطاحة رئيس الجمهورية الممدّد له قسراً اميل لحود الى اطاحة الحكومة ورئيسها السنيورة.
ويؤكد أصحاب هذه النظرة ان دمشق رغم كل اشاراتها الودية إلى عون يستحيل ان تقبل به رئيسا لجمهورية لبنان في أي حال ، والموقف السوري نفسه ينطبق على الحليف الأقرب لدمشق والأقوى في لبنان، أي "حزب الله" الذي تفادى اتخاذ أي موقف في موضوع رئاسة الجمهورية واكتفى بإعلانه أنه يعتبر الجنرال عون مرشحا جدياً للرئاسة ، رغم ما يجمعه مع الرجل من تفاهم هو أقرب إلى الحلف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف