أخبار خاصة

كلا... المعركة لم تبدأ بعد

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الخطة الإسرائيلية هجوم بكثافة وسرعة وشراسة
كلا... للأسف المعركة الأساسية لم تبدأ بعد

إيلي الحاج من بيروت: جائزة لمن يحزر ما الذي سيفعله الجيش الإسرائيلي حقاً في الساعات والأيام المقبلة وأي طرق سيسلك. ومن ينسى قول رئيس

اقرأ أيضا

قمة بكركي تطالب باستعادة سيادة الدولة على الجنوب

السوريون مقتنعون بانسداد افق التسويات

مقتل ثلاثة جنود اسرائيليين في جنوب لبنان

إسرائيل تريد تمهيد الطريق لقوة دولية

مفتي سورية: نصرة المقاومة اللبنانية واجبة

عون: السبيل للسلام بإقرار السواسية بين الإسرائيليين واللبنانيين

الشرق الأوسط سيظل يفتقر إلى السلام

أزمة وقود محتملة بلبنان

ازمة المحروقات تتفاقم في بيروت

تسيهلات جمركية كبيرة للعائدين والنازحين من لبنان

أركانه دان حالوتس في اليوم الأول من بدء الحرب للصحافيين الذين تجمعوا لمعرفة قرار الحكومة المصغرة: "هذه المرة لن نخبركم عما سنفعل، ولا ضرورة لأن تفهموا"؟ لا يحتاج المرء إلى إمعان نظر وسمع ليستنتج أن تخبطاً واضحاً يسود التوقعات منذ أيام، سواء في الإعلام الإسرائيلي أو اللبناني. ولا يُسأل عن إعلام "حزب الله" الذي تفاءل بأن المجزرة في حق أبرياء قانا ستؤدي إلى وقف الهجوم الإسرائيلي كما حصل عام 1996، وأن معركة بنت جبيل هي الفاصلة في حين أنها كانت كما تبين لاحقاً محاولة لتجميع الحد الأقصى من مقاتلي الحزب في تلك البقعة لإبادتهم، لكنه لم يقع في ذلك الفخ. ولو أراد الجيش الإسرائيلي البقاء في بنت جبيل لما كان اكتفى بإدخال كتيبة واحدة ( 450 جنديا) إلى ما وراء الحدود.

كلا لم تبدأ المعركة الأساسية للأسف بعد ، ولا نزال في المقدمات. فعند الساعة الأولى فجر اليوم انتهت جلسة الحكومة الاسرائيلية الأمنية المصغرة الى قرار بتوسيع العمليات العسكرية وإعطاء الجيش الضوء الأخضر كي يطلق هجوما بريا واسعا في الأراضي اللبنانية وصفته مصادر في الحكومة والجيش الإسرائيليين بأنه " أكثر من توغل وأقل من اجتياح". كما ذكرت معلومات متقاطعة أن حكومةايهود أولمرت أعطت الجيش مهلة عشرة أيام أو أكثر قليلاً لإنهاء الهجوم بعمق جغرافي متحرك بين خمسة كيلومترات حدًا أدنى وصولا الى ملامسة مجرى الليطاني في بعض النقاط حداً أقصى. إلا أن ثمة محللين تحدثوا عن احتمال وصول "الاجتياح المصغر" إلى شتورة ونهر الأولي.

ويمكن تلخيص الهدف العسكري للعملية البرية بأنه" الهجوم بكثافة وسرعة و شراسة" على جنوب لبنان للقيام بعملية "تنظيف" عامة وتصفية منظومة صواريخ "حزب الله" قبل ان تتسلم القوات الدولية الجديدة المنطقة. أما الهدف السياسي فهو تحقيق انجاز ميداني ملموس يتيح الانتقال الى التفاوض السياسي الجدي . تفاوض سيتمحورعلى بندين، أولهما بت مصيرسلاح "حزب الله" وثانيهما تحديد طبيعة القوات الدولية الجديدة المزمع نشرها ومهماتها . ومن دون التوصل إلى تحقيق هذا الهدف سيصعب من وجهة النظر الإسرائيلية إعلان وقف للنار بمضمون سياسي، وبالتالي خروج مجلس الأمن بقرارات حاسمة في الأسبوع الجاري.

ويعني قرار إسرائيل دخول عمق الأراضي اللبنانية مجدداَ ترسخ اقتناع لدى الرأي العام ومراكز القرار فيها بأن القصف الجوي والبحري ومن وراء الحدود لا يمكن ان يغيّر في الوضع الميداني القائم ، وان الانجاز العسكري المرئي والملموس الذي يؤدي الى كسر "حزب الله" وصورته لا يمكن ان يتحقق الا من خلال عمليات برية واسعة. كما أنه من دون تغيير في الواقع العسكري وانجاز ميداني لن تؤدي عملية التفاوض السياسي واقتراحات التسوية الدبلوماسية إلى أي نتيجة ثابتة. بل ستقتصر في النهاية على "إهداء" "حزب الله" انتصاراً يتمثل في وقف للنار من دون إدخال تغيير على الوضع الحدودي بما يمكنه من العودة لاحقاً بعد استيعاب ما حلّ به وبطائفته وبلبنان إلى ما كان قبل 12 تموز(يوليو).

وغني عن القول من وجهة النظر نفسها أن عدم إنزال الهزيمة ب"حزب الله" يعني انتصاره. في حين أن الجيش الاسرائيلي سيُعتبر مهزوما في أي نتيجة للحرب لا يكون انتصاره فيها جلياً لا يتحمل اللبس.

الدمار ايضا وايضا ومن العوامل الضاغطة على اسرائيل كي تعجل في عمليتها أن الوقت الذي كانت تطلبه لم يعد مفتوحاً أمامها ، وأن خط النهاية محدد بسقف زمني هو انعقاد جلسة مجلس الأمن لاعلان وقف ثابت للنار ، جلسة تستطيع واشنطن إرجاءها وعرقلتها لأيام ولكن ليس لأسابيع. وبمعنى آخر يمكن أن يتحول الضوء الذي أعطته إدارة الرئيس جورج بوش لإسرائيل من "الأخضر" إلى "الأصفر" تحت وطأة الضغوط الدولية والعربية، وخصوصا في حال استمرت الحرب من دون نتائج ملموسة.

ومنذ أيام أخذت القيادة الإسرائيلية، السياسية والعسكرية ترى أن العملية البرية الواسعة باتت ضرورية لتحطيم آلة "حزب الله " العسكرية وشل قدراتها، ولإقامة قاعدة يمكن الاستناد اليها في المفاوضات السياسية غير المباشرة مع لبنان الرسمي وتمهد في الوقت نفسه لوصول القوات الدولية الجديدة. كما تلاقي في الوقت نفسه مشروع القرار الأميركي الذي سيقدم الى مجلس الأمن على أساس أنه يتضمن حلا جذرياً للمشكلة وهدوءاً دائماًعلى الحدود. وهو مشروع لا ينسجم في روحيته مع الخطة التي يطرحها رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة، ويحسم في بنوده مسألة إرسال قوات تدخل دولية ومقاتلة في شكل عاجل إلى لبنان، ونشر الجيش اللبناني في الجنوب حتى الحدود، ونزع سلاح "حزب الله " وفرض حظر دولي على إرسال السلاح إليه، وحتى المال ربما.

والسؤال الرئيس الذي يجب أن يقلق المنطقة والعالم وسط هذه المعمعة المفتوحة: ماذا سيكون عليه رد فعل النظام في سورية الذي استنفر جيشه، خصوصاً إذا عبر الجيش الإسرائيلي أمامه بقعة السلطان يعقوب الضيقة التي ينفتح بعدها سهل البقاع الواسع؟ هل يتفرج هذا النظام على حليفه وورقته الأساسية في لبنان "حزب الله" يذبح أمام ناظريه؟ وماذا إذا وصل الجيش الإسرائيلي إلى شتورة التي تنفتح بعدها الطريق إلى دمشق؟


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف