أخبار خاصة

ما بين 1982 و2006

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مقارنة بين حربين اسرائيليتين على لبنان
1982 و2006 اختلفت الصورة والهدف واحد

ريما زهار من بيروت: بين حزيران(يونيو) 1982 وتموز يوليو 2006 تتكرر القصة المأساوية نفسها في لبنان، ورغم التصريحات المتناقضة لاركان مشهد من حرب لبنان عام 1982 للجيش الاسرائيلي فانهم بلا شك سيحاولون مجددًا غزو الاراضي اللبنانية على نطاق اخف من العام 1982. وفي هذا الصدد يحاول سياسي مخضرم، عايش احداث العام 1982 ان يميز عبر ايلاف بين الوضعين من خلال المنظور الاقليمي والداخلي الذي كان سائدًا في العام 1982 واليوم. وبالنسبة له فان التقارب كبير بين الحالتين غير ان التباعد قد يؤدي برأيه الى حل اسرع لهذه الحرب.

ففي العام 1982 اتخذت اسرائيل ذريعة محاولة قتل دبلوماسي لها في لندن من قبل جماعة ابو نضال الفلسطينية، كي تطلق حملتها وغزوها للبنان. وكما اليوم، يضيف، فان ما ادعت به اسرائيل يومها لم يكن بحجم الغزو الكبير للبنان، لكنها كانت تنتظر الفرصة المواتية كما هو الحال في حربها الحالية كي تنفذ ما خططته.

اما الموقف الدولي من حرب اسرائيل على لبنان فقد تميز في العام 1982 ببعض الاختلافات عما يجري حاليًا، ففي هذا العام ظهرت الدول بصفة"متفرجة" على الاحداث التي كانت تجري في لبنان وعلى دخول اسرائيل الى الاراضي اللبنانية، لكن الادارة الاميركية بقيادة الرئيس رونالد ريغن، والتي اعطت الضوء الاخضر للعمليات الاسرائيلية حتى الليطاني، لم تكن توافق على وصول اسرائيل الى بيروت، لكن في الامس كما الحاضر حصلت اسرائيل على دعم دولي وبالاخص اميركي لعملياتها في لبنان، مع بعض الحدود في العام 1982 اما اليوم فتبقى الحدود غير واضحة المعالم حتى الآن.
الفارق
والفارق بين التاريخين، يضيف، هو ان اسرائيل وصلت الى مشارف بيروت في العام 1982 بعد وقت قصير، لكن اليوم مضى تقريبًا شهر ولم تستطع اسرائيل ان تحتل ولو جزءًا بسيطًا من جنوب لبنان واقتصر الامر على بعض المواقع، ويعود الامر الى انه في العام 1982 كان الفلسطينون يحاربون وكانوا بمواجهة ايضًا مع مسيحيي المنطقة، اما اليوم فان الغالبية في الجنوب تؤيد حزب الله الذي يحارب في منطقة يعرفها اكثر من الاسرائيلي. واذا كان فلسطينيو العام 1982 مجهزون جيدًا ويملكون الاسلحة الحربية الكبيرة، فان مقاتلي حزب الله اظهروا ايضًا مقدرتهم على مواجهة الحرب مع اسرائيل.

وفي العام 1982 كان المحتوى الداخلي للبنان مختلفًا ايضًا خصوصًا وان ابناء المناطق الواقعة في بيروت الشرقية كانوا يتمنون انتهاء دور الفلسطينيين في لبنان خصوصًأ وانهم اصبحوا دولة داخل الدولة. اما اليوم ومع وجود بعض الذين ينتقدون حزب الله من خلال العملية الاخيرة في لبنان، الا ان الموقف موحد في مواجهة الحرب الاسرائيلية على لبنان، ومما لا شك فيه بانه سيكون هناك نقاش طويل عندما تنتهي الحرب بمستقبل سلاح حزب الله. وحتى التهديدات الاسرائيلية والحرب الاعلامية والنفسية على اللبنانيين التي تقوم بها اسرائيل يوميًا، فلم يعد لها هذه الوقع الذي كانت عليه في العام 1982، فاليوم تبقى الوحدة الوطنية هي التي تبدو ظاهريًا تجمع اللبنانيين امام عدو واحد.

الوضع الاقليمي

ويتابع:" اما الوضع الاقليمي فان في العام 1982 كانت سورية وحدها تدعم لبنان، والتي ظهرت خصوصًا عندما بدأ القتال في مراحله الاولى، أما العواصم العربية الاخرى فلم تتحرك الا عندما وصلت الجيوش الاسرائيلية على مشارف بيروت، رافضين سقوط عاصمة عربية بيد الاسرائيليين. أما اليوم فلبنان داخل محور اسرائيلي ايراني اميركي، وتبقى ايران قوة اقليمية مدعومة ما قد يؤدي بحسبه الى حرب اقليمية محتملة في المنطقة لكن الايام المقبلة وحدها تستطيع تحديد ذلك: فاما حرب اقليمية واما تسوية بين اسرائيل وحزب الله عبر الامم المتحدة، وهذه التسوية هي ما يصبو اليها معظم اللبنانيين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف