الأردن مارس سياسة الكاظمين الغيظ على الأسد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تذكير بقانون غازي كنعان في لبنان
الأردن مارس سياسة الكاظمين الغيظ على الأسد
نصر المجالي من عمّان: مارس الأردن الرسمي مهمة الصمت على عادة "أولو العزم والكاظمين الغيظ وبشر الصابرين" ردا على ما جاء في خطاب الرئيس السوري بشار الأسد أول من أمس الذي وجه فيه اتهامات شتى لدول عربية من دون ان يسميها تجاه مواقفها من الحرب التي توقفت قبل ثلاثة ايام بين حزب الله وإسرائيل،، ويبدو أن صانع القرار الأردني ترك المجال مفتوحا على مصاريعه كافة للصحف لتولي مهمة الرد على طريقتها على ما جاء في الخطاب، هذا فضلا عن أن صالونات عمان السياسية والبرلمانية والحزبية لم تتوقف لحظة واحدة في التعليق على موقف الرئيس السوري الذي قوبل بحملة رفض عالمية وليس من دول الجوار العربي وحسب.
ولا تزال اصداء الخطاب الذي القاه الرئيس السوري أول من أمس وما حفل به من توصيفات وتصنيفات ومواقف سياسية مثار نقاش وجدل على الساحتين السياسية والدبلوماسية والاعلامية أردنيا وعربيا وعالميا، وقالت صحف أردنية أن الخطاب مرشح لمزيد من القراءة والفحص عن الخلفيات والايحاءات التي كشفتها العبارات الموحية واللاذعة التي وجهها الرئيس السوري الى اكثر من جهة ودولة عربية.
وتطرقت تعليقات لصحيفة (الرأي) الى الاتهامات المباشرة الى فريق لبناني فاعل ووطني ويحوز على الاكثرية البرلمانية التي جاء اليها من خلال انتخابات ديمقراطية ونزيهة تمت حتى وفق قانون انتخابات العام 2000 وهو قانون "صممه" المسؤول السوري الاول في لبنان وبات يعرف بقانون غازي كنعان. وتساءلت الصحيفة "فهل يمكن بالفعل قبول وصف هذه الاكثرية وفريق 14 اذار بأنه منتج اسرائيلي؟".
يذكر أن العلاقات الأردنية السورية تشهد المزيد من التوتر منذ اندلاع الحرب اللبنانية الإسرائيلية التي اصطفت فيها القيادة الأردنية إلى جانب الحكومة الشرعية والشعب اللبناني في مقاومته للعدوان الهمجي الإسرائيلي.
وكانت عمان ودمشق حاولتا ترتيب اوراق علاقاتهما في الشهر الماضي حين زار رئيس وزراء الأردن الدكتور معروف البخيت سورية لترؤس الجانب الاردني في اللجنة العليا المشتركة حيث تم حسم قضايا ساخنة عالقة بين الجانبين لعل أهمها حصة الأردن من المياه التي كانت تتمتع بها سورية منفردة منذ عقود من الزمن إضافة إلى ترسيم الحدود بين البلدين.
ورغم الحديث الرسمي الأردني عن علاقات "متميزة" مع دمشق، إلا أن الانتقادات ظلت حديث الشارع الأردني الدبلوماسي والإعلامي والبرلماني والشعبي تعليقا على موقف سورية الصامت إزاء ما يجري على الأرض اللبنانية.
وفي افتتاحيتها اليوم، عبرت صحيفة (الرأي) القريبة من الحكم عن مجمل الموقف الأردني شعبيا والى "حد ما رسميا" وهي قالت "وبعيدا عن السجالات الاعلامية والحملات المبرمجة التي يفترض ان يكون العرب قد غادروها بعد أن أسهمت الخلافات والشكوك وانعدام الثقة فيما بينهم بتصديع صفوفهم وغياب دورهم وانعدام تأثيرهم حتى في قضايا المنطقة على نحو بات من الحكمة والضرورة الملحة المسارعة الى رأب الصدع واستدراك الامور وعدم السماح بتهميش الدور العربي في القضايا التي تخص المنطقة العربية؟".
وأضافت "نحن فيما يبدو أمام مرحلة جديدة تحاول انتاج خطاب ونهج جديدين يقومان على احياء سياسة المحاور في العلاقات العربية العربية وتاليا في العلاقات العربية الاقليمية بكل ما يحمله هذا التوجه من خطورة وأكلاف يصعب على احد أيا كانت (نياته حسنة) الزعم بعدم وجودها أو الادعاء بأنها غير ذاهبة في اتجاه تفتيت ما تبقى من وشائج وعلاقات عربية عربية يسعى حكماء هذه الامة الى حمايتها والبناء عليها واحيائها وفق منظور ورؤيا وخطاب يضع اولا وقبل كل شيء مصالح الشعوب العربية العليا في مقدمة الاولويات ويأخذ في الاعتبار تقديم القضايا العربية العادلة على كل أجندة اخرى (ما هو مستقبل مؤسسة القمة العربية في ظل هذا الانقسام الذي بشر به الرئيس السوري؟)".
وبينما قدرت الصحيفة وهي الأعلى توزيعا في الأردن بشجاعة الشعب اللبناني والمقاومة البطلة التي قادها حزب الله ضد العدو الإسرائيلي، فإنها تابعت القول "ولنبدأ من حيث اصداء الحدث الكبير والمدوي الذي ما تزال اصداؤه تتردد في أربع رياح الارض ونقصد هذا الانتصار المعنوي والميداني الكبير الذي احرزه الشعب اللبناني بكافة فئاته وطوائفه وشرائحه وذلك الصمود الاسطوري الذي جسدته المقاومة اللبنانية وتلك البطولات التي اجترحتها دفاعا عن وطنها وسيادتها وقبل كل شيء عن كرامة شعبها وامتها".
وطرحت الصحيفة سؤالا يقول "فمن هو الذي احرز هذا الانتصار وبذل دماءه وارواحه كي يحققه في وجه آلة الموت الاسرائيلية التي امعنت في تدمير لبنان، بنى تحتية وبنايات ومشافي وجسور وشاحنات ومساكن وطرقات وابراج اتصالات ومرافىء؟".
وكانت الإجابة الآتية "هم اللبنانيون ولا احد غيرهم وخصوصا أولئك الذين صمتوا طوال 34 يوما وكانوا "يراقبون" التطورات ويلتزمون القاعدة المعروفة بأنهم هم الذين يحددون ساعة ومكان المواجهة ولن يسمحوا لـ "العدو" بأن يجرهم الى معركة لا يختارونها هم؟".
وشاركت الصحيفة الشارع الأردني في تساؤله عن الاصرار السوري على "تبديد" الفرحة العربية العارمة التي عمت الشوارع العربية والاسلامية انها صدمة كبيرة تلك التي احدثها خطاب الرئيس السوري وبخاصة انه "راح يوزع الاوسمة ويمنح شهادات الوطنية فيما استبعد من قوائمه تلك "انصاف الرجال" واؤلئك الذين انكروا عليه الحديث عن النصر والحرب والسلام لانه لم يشارك في القتال؟"، وهل شاركت سوريا في الملحمة اللبنانية المشرفة ؟".
وهنا قالت (الرأي) الآتي "ماذا لو كانت شاركت واقتسمت النصر " مناصفة " مع المقاومة اللبنانية : هل كنا، حيئذ امام جيوش منتصرة ستزحف باتجاه العواصم العربية التي لم تشارك في القتال ام هل كان قادة وانصار قوى 14 اذار اللبنانية سيعلقون على حبال المشانق؟".
وإليه، فإن الشارع الأردني العام يرى ان الفرصة لم تفت بعد واعادة قراءة المشهد الاقليمي وبخاصة في فصله اللبناني تحديدا تشكل المدخل الاسلم والاقصر لتجنيب لبنان اكلاف وتداعيات سياسات المحاور والاصطفافات وخصوصا ان المعركة السياسية والدبلوماسية لم تنته بعد بل هي بدأت ولا احد بمقدوره التكهن بالمدى والتداعيات التي ستذهب اليها،، ومن هنا يرى الشارع الأردني أن على دمشق مراجعة مواقفها "وإجراء جراء دقيقة لهذا الموقف قبل فوات الأوان".
قالت الرأي، التي شاركتها صحف أردنية ووسائل إعلام أخرى موقفها من خطاب الرئيس السوري "طبعا كنا ومن الاعماق نتمنى لو ان سوريا انتهزت فرصة "تشتت" قوى الجيش الاسرائيلي المنهكة وانشغال معظم قواتها في مواجهة المقاومة اللبنانية البطلة وقامت بتحرير الجولان بدل ان "تطمئن" الى رسائل اسرائيل العلنية والخفية من انها " اسرائيل" غير معنية بالمواجهة مع سوريا وان حربها هي فقط ضد حزب الله"،
وأخيرا، قالت "وكنا نتمنى لو ان سوريا اغتنمت اللحظة اللبنانية المجيدة هذه وفتحت صفحة جديدة مع الشعب اللبناني وحكومته واخذت مسافة واحدة من كل القوى فيه وابدت استعدادها للتعامل مع الجميع على قاعدة شعبية في بلدين مستقلين سياديين بدل فتح لبنان على المجهول، مجهول الاصطفافات والاتهامات والتخوين ، ومجهول الفسيسفاء الطائفية والمذهبية والجغرافية". .
.