أخبار خاصة

خسائر المنار 5ملايين دولار

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

مبناها المدمر مزارٌ للسياسيين

خسائر تلفزيون المنار 5 ملايين دولار


حسن المصطفى - موفد "إيلاف" إلى لبنان: الوجوه التي كنت تراها على شاشة "المنار"، يفصل بينك وبينها الكريستال السائل، ها هي اليوم ماثلة أمامك. المراسلون، فريق التصوير، الفنيين، ومدير القناة، النائب السابق عبد الله قصير، جميعهم يجلسون في خيمة صغيرة قرب المبنى الذي تتالت عليه الغارات الإسرائيلية. صواريخ حولت طوابق المحطة إلى مجرد ركام، أطلال لا قيمة مادية لها، وخسائر تقدر بحوالي 5 ملايين دولار أمريكي، ومع هذا فالمنار التي لم ينقطع بثها طوال الحرب الأخيرة، تبث الآن من مكانها السابق، في فناء واسع بين الحديد والحجر. ضيوفها تستضيفهم في الهواء الطلق، وزوارها كثرٌ، أناس عاديون من أبناء الضاحية الجنوبية لبيروت، ولبنانيون أتوا من أماكن مختلفة لمعاينة الخراب، وسياسيون عرب وأجانب جاؤوا ليعبروا عن تضامنهم مع حرية الإعلام والتعبير.

"لك أن تختلف مع التوجه السياسي للمحطة، ومن حقك أن تسجل ملاحظاتك عليها، ولك أن تتفق. هذا موقف شخصي أنت حر فيه. لكنك ستقف إلى صف المنار دفاعا عن حقها في التعبير، وحقها في إبداء الرأي، وحقها في التعددية والاختلاف، لأنه لا يجوز وفق المواثيق الإعلامية الدولية أن يتم التعرض للصحافيين والمنشآت الإعلامية، والدفاع عن القناة من هذه الزاوية دفاع عن الحرية الشخصية والإنسانية في التعبير"، تلك كانت وجهة نظر الصحافي البحريني علي مجيد، من جريدة "الأيام"، والذي ينتمي لتوجه سياسي مختلف عن التوجه السياسي لحزب الله، لكن ذلك لم يثنه عن الدفاع عن حرية المنار في التعبير، بوصفها لازمة حرية ورأي.

وزير خارجية تركيا، عبد الله غول، وزراء خارجية دول المؤتمر الإسلامي، وزراء خارجية وموفدون أوربيون، السياسيون اللبنانيون من مختلف الأحزاب، رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الوزراء فؤاد السنيورة.. وآخرون كثر، جميعه تلتقط لهم الصور التذكارية إلى جوار المنار، ومن هناك يطلقون مواقف سياسية متعاطفة وداعمة متنوعة.

النائب السابق عن حزب الله في البرلمان اللبناني، عبد الله قصير، المدير الحالي لتلفزيون المنار، تحدث لـ"إيلاف" عن الظروف التي كان يتم فيها العمل خلال فترة الحرب، بقوله: "كانت ظروفا صعبة واستثنائية جدا، بذل فيها طاقم القناة بأكمله جهودا جبارة، وخصوصا المراسلين، وفريقي الهندسة والأخبار، معرضين أنفسهم لخطر الموت في سبيل استمرار البث، ونقل ما يجري في ساحات المواجهة في أرض الجنوب، ما أدى إلى فضح كذب ادعاءات العدو، ومحاولاته لتحقيق انتصارات وهمية لا وجود لها في الحقيقة".

قصير، نفى أن تكون المحطة قامت بعملية تعمية وتعتيم خبري، مؤكدا أنهم لم يكونوا يخبئون عن جمهورهم حقيقة ما يجري في الجنوب، ولا عدد شهداء المقاومة الذين يسقطون في المواجهات العسكرية مع الإسرائيليين، مضيفا أن المنار "تفخر أنها حققت المرتبة الأولى في مصداقية الخبر الذي تنقله، وهذا ليس ادعاء منا، وإنما نتيجة استطلاعات رأي محايدة ودراسة قامت بها جهة علمية وحيادية، صدرت بداية العام 2005 عن كلية الإعلام والتوثيق بالجامعة اللبنانية، حيث احتلت المنار المرتبة الأولى بين مختلف القنوات اللبنانية. كما أن لدي مقال، لكاتب غربي، يتحدث فيه عن أن المنار قد تفوقت في مصداقية الخبر على قناة Fox News".

ماذا عن مصادر المعلومات، وكيفية التعاطي معها؟ يخبرنا قصير "كل ما يأتينا من معلومات كنا نتأكد من صدقيتها ثم ننشرها. صحيح أننا نتبنى موقف المقاومة، لكننا ننقل جميع الأخبار ووجهات النظر المؤيدة والمعارضة، وحتى وجهة النظر الإسرائيلية ذاتها".

المنار التي احتلت مرتبة متقدمة في نسبة المشاهدة عربيا، في الحرب الأخيرة، محققة انتشارا بين جمهور متنوع المذاهب والمشارب والتوجهات السياسية، كيف ستحافظ عليه، وكيف ستتواصل مع هذا الجمهور؟، يجيب الأستاذ عبد الله قصير "نحن نعتز بأن جمهورنا العربي اتسع خلال هذه المرحلة وازداد بشكل مضطرد، ونشعر بثقل المسئولية تجاه هذا الجمهور. ونحن بصدد إجراء عملية تقييم شاملة للبرامج، ليتم بعدها إطلاق حملة تطوير وتحديث للأخبار والمواد المقدمة، وتوسيع شبكة المراسلين في العالم العربي، بما ينسجم مع هذه الزيادة الجديدة في عدد المشاهدين".

مدير عام تلفزيون المنار، عبد الله قصير، كشف لـ"إيلاف" في ختام حديثه عن خطة برمجة وجدولة جديدة للبرامج والأخبار ستتم على مراحل "فخلال الأسبوعين التاليين لوقف العمليات الحربية، سيتم نقل أوضاع القرى والبلدات التي طالها العدوان الإسرائيلي، ليتم بعدها البدء في دورة برامج سياسية واجتماعية، يتبعها الإعداد للبرنامج الرمضاني، خلال شهر رمضان المبارك، والتي بدأنا عمليا في العمل عليها من الآن، ليليها خطة عمل جديدة مع انتهاء الشهر الفضيل، ستكون ملائمة لتطلعات المشاهدين وجمهور المنار".

الصور بعدسة ايلاف

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف