أخبار خاصة

جولة في الضاحية الجنوبية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"لم نعرف بيتنا لكن المهم بقاء البشر فما نفع الحجر"
جولة مع أحد سكان الضاحية التي ارتدت ثوب الدمار

* الجسر المدمر ريما زهار من بيروت: الصدفة وحدها جمعتني بعلي (من سكان الضاحية) الذي ما كاد يعرف انني صحافية حتى تبرع بارشادي الى الاماكن الاكثر تضررًا في حارة حريك وبئر العبد حيث سويت بنايته على الارض، ورغم ذلك يتمتع علي بمعنويات عالية جدًا يستمدها من ايمانه بان "الحجر يعوّض بعكس البشر".

تبدأ رحلة استكشاف المنطقة معه من البداية حيث يرشدنا الى بناية بقيت تشتعل لاربعة ايام استهدفها الطيران الاسرائيلي في اليوم الاخير من عدوانه، وتطّلب الامر الاستعانة بالجرافات لاطفاء الحريق، وهي مؤلفة من 11 طابقا اسوة بسائر البنايات.

فبعد ضرب مجمع الرويس استهدفت هذه البناية بالعديد من القذائف، ولم يكن احد داخل البناية.

مقابل البناية يدلنا علي على ما كان مصنعًا للالبسة ايضًا سويت البناية بالارض، وكل البنايات لم تعد معروفة.

علي هرب مع عائلته الى بلدة بعبدا اثناء القصف، وكانت اصوات القذائف تصل اليهم لتنبئهم عن الخراب الحاصل، وعادوا الى الضاحية لتفقد منزلهم اثر اعلان وقف اطلاق النار الاثنين الماضي.

ويتحدث علي عن بنايته التي اصيبت في اليوم السادس وكانوا يومها يتفقدون المنزل وبعد نصف ساعة من اخلائه استهدف بقذيفة.

ويقول انهم لم يستطيعوا حتى الآن اخراج الهويات والامور المهمة من المنزل، واخراجات القيد وغيرها بقيت تحت الردم. علي من الجنوب من مجدل سلم لم يتضرر منزله هناك كثيرًا.

شارع السيد عباس
*علي .. امام خيمة للتطوع في شارع السيد عباس بقايا منازل كانت شامخة بالامس يقول علي ان الشارع كان يحوي العديد من البنايات الحديثة الانشاء، وهي منطقة امنية بحسب علي واستهدفت لذلك، هنا كانت المحال التجارية مزدهرة، فمن فرن للمناقيش الى مصانع اخرى.

يدلنا علي على بناية كان يسكنها ابن خاله في الطابق الثاني اليوم اصبحت تتدلى منها الكنبات. وفي احدى البنايات احدثت الردميات حفرة كبيرة تظهر بعض السيارات التي اصبحت مجرد خرداوات.

هنا استعملت اسرائيل ما يسمى "بالقازان" وضربت المنطقة في اليوم التاسع كما يقول علي.

ويدلنا علي على المشروع السكني الكبير الذي كان في الماضي يظلل الشارع من اوله الى آخره وكان يحتوي على مراكز للابحاث والدراسات.

نمشي قليلًا فنصل الى ما كان يسمى ببيت الطالبات، والمكتبة الاسلامية، وكلها سويت بالارض، ولم يستطع احد انقاذ شيىء قبل ازالة الردم، وبدء "الشباب" بفتح الطرق منذ اليوم الاول.

هنا كانت مدرسة اشبال الساحل، في اليوم الاول الذي وصل فيه علي الى بيته اضاع الطريق ولم يعرف شارعه فدّله "الشباب" عليه.
ويتابع علي نحن بانتظار ان نستأجر بيتًا ولم نقبض بعد لكننا قدمنا طلبات وبانتظار ان نقبض، وسوف يستأجرون بيتًا ضمن منطقة الضاحية رغم وجود ازمة في المنطقة والايجار اصبح بمقدور ال500 دولار.

ويقول علي سنعيد الاعمار باسرع وقت، ويعتقد علي انه سيتم اللجوء الى المنازل المصّنعة.

* هنا كانت المنار

ويضيف علي من منطقة المطار التابعة لبلدية الغبيري الى حارة حريك كلها منازل استهدفت، ويقول:"اسرائيل صبت حقدها على المنطقة وخصوصًا منطقة حارة حريك وبئر العبد".

وقدرت الخسائر من قبل وزارة العمل بحدود 2 مليار ونصف دولار لكن يقول علي اسرائيل تكبدت خسائر اكثر.

ابراز البطاقة
قبل الدخول الى منطقة حارة حريك وبئر العبد يجب ابراز البطاقة الصحافية، هناك تحولت المنطقة الى ركام يزوره الناس لتفقد حاجياتهم.

احد ابناء المنطقة من سكان حارة حريك واسمه نزيه كركي ترك منزله مع عائلته اثناء الاحداث وعاد ليرى منزله مدمرًا، كذلك محله التجاري، وهو يتابع الامور بحسب التوجيهات، ويحاول اخراج ما تيسر اخراجه، من وثائق مهمة وغيرها.

وهو يمكث عند اهله حاليًا في الشياح بانتظار استئجار بيت.

بعدها نصل الى شارع بئر العبد، الدمار كلي هناك، وما سلم من بنايات احرقت بالكامل.

البنايات كما يقول علي حديثة الانشاء بعد حرب لبنان، وكانت اسعار الشراء غالية نسبيًا.

وتحدث علي عن التهديدات من خلال المنشورات التي اطلقتها اسرائيل على سكان الضاحية كي يُخلوها.

على الطريق صادفنا اعضاء من التيار الوطني الحرمن منطقة المنية (شمال لبنان) يقومون بجولة على الضاحية.

نواد
هنا كان ناد للسباحة يقول علي يحمل اسم اورينت بالاس، وهو مخصص للنساء والرجال باوقات مختلفة.

الوصول الى المربع الامني ممنوع حتى على الصحافة يقول علي، فالى شارع الشيخ راغب حيث كانت مؤسسات الجرحى والشهيد وكلها مؤسسات خيرية اصيبت خلال الحرب.

لنصل الى خيمة التطوع يتحدث علي عنها فيقول ان الشباب هنا يتطوعون من اجل اعادة تنظيم ما يمكن تنظيمه في الضاحية، حيث يتطوع شباب من مختلف الطوائف كي يبرزوا لبنان بمعناه الحضاري للعالم.

وهناك 1700 متطوع يقول علي هممن كل المناطق من اجل اسراع العمل، وهناك لجنة نسائية تطوعت من اجل المساعدة في الاعمال المنزلية.
نصل الى الجسر الجديد الذي يصل المطار بمنطقة الحازمية ولم يسلم من القصف الاسرائيلي وبعده الى محطة المنار التي سويت بدورها بالارض.

والعمل متواصل يقول علي من اجل رفع الانقاض، هذه الانقاض كتب على معظمها بالاحمر "MADE IN USA لاظهار فظاعة ما ارتكبته اسرائيل في المنطقة.

والرائحة الكريهة والغريبة بعض الشىء لم تمنع المواطنين من تفقد منازلهم، ربما يأتون لالقاء نظرة أخيرة قبل ان تعمل الجرافات على ردم كل شىء .. حتى أغلى الذكريات.

*الصور بعدسة ريما زهار

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف