سناء شلهوب: نجت من قانا لترسُم في الضاحية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في قانا الأولى كانت طفلة صغيرة لا تعي ما يدور حولها. ربما صرخت فزعا من صوت القنابل المخيف، لكنها في قانا الثانية، لمست الموت بيديها الاثنتين. تحسست ملامح "عزرائيل" عن قرب، وأبصرته يستل الأرواح من أجساد ساكنيها. لم يكن باستطاعتها أن تفعل شيئا، فقدرة الموت وجبروته أكبر من قدرتها بكثير. ليس إلا الهربُ والنجاة، لتكون الشاهدة، والشهيدة الحية. سبعة من عائلتها فقدت سناء شلهوب: والديها، أخيها، أختها، وأبناء أختها..وعدد آخر من أقربائها.
بين ركام الأبنية المنهدمة، وفي الباحة التي كانت مركزا أمنيا سابقا لحزب الله، في تقاطع شارعي عباس الموسوي، وراغب حرب، كانت توزع الفنانة التشكيلية اللبنانية خيرات الزين لوحاتها، وكانت سناء في مهمتها التي نجت من أجلها، كانت تفتتح المعرض التشكيلي إيذانا بفاتحة حياة جديدة.
لوحات تنوعت موضوعاتها، بعضها قديم، والبعض الآخر رسمته الفنانة أثناء الحرب، وأهدت اللوحات بأجمعها لسناء شلهوب، لتهدي ريعها بدورها لصالح إعادة البناء والإعمار كمشاركة منها في إعادة بناء الضاحية الجنوبية لبيروت.
لم يكن الأهل فقط ما قدمت سناء، فها هي تقدم المال أيضا، وتساهم في أنشطة تراها "واجبا وطنيا في فضح الجرائم الإسرائيلية" كما تقول، معبرة في ذات الوقت عن حبها للرسم والفن التشكيلي الذي كانت تمارسه كهواية من وقت إلى آخر.
الفنانة الزين، وعدت بأن تتعهد تعليم سناء الرسم، وتتعاونان سوية في ذلك، معتبرة أن ما تقوم به الآن "مساهمة قليلة من أي مثقف أو فنان تشكيلي تجاه وطنه، ونوع من التعبير الحضاري والسلمي، لنقول إلى العالم أننا دعاة سلام، لا دعاة قتل وموت". هو الفن تعتصم به سناء علها تبلسم جراح آب، علها ترسم وجوها لمن فقدت تعيدهم للحياة من جديد.