أخبار خاصة

الصحافة الالكترونية وصيف حار

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

محلل بريطاني: لا إعلام بلا إعلان
الصحف والمواقع الإلكترونية تشهد صيفا حارا


بلقيس دارغوث من أبو ظبي : رغم ان شهر آب يعتبر إلى حد ما بطيئا وغير مثمر مردودا، إلا ان وسائل الإعلام الجديدة او الصحافة الاكترونية شهدت "آبا حارا" بكل ما للكلمة من معنى، تجسد في صفقات مليونية وايرادات فاقت كل التوقعات لتعود المغامرة على اصحابها بالملايين وتجه النظار يوما بعد يوم الى الجيل الجديد من الإعلام... والجمهور، الأمر الذي ،بطبيعة الحال، فتح شهية الشركات لتحصيل أكبر قدر ممكن من الإيرادات الإعلانية مقابل مضمون إعلامي متميز وجديد بجدية وتميز الوسيلة.

قبل عام تقريبا، تساءل العديد من المحللين عن صوابية استثمار إمبراطور الإعلام روبرت ميردوخ مبلغ 580 مليون دولار في موقع MY SPACE، وهذا الصيف وقعت شركة غوغل عقد شراكة مع "My Space" هي "الأشهر" إلكترونيا حتى اليوم بمبلغ قدره 900 مليون دولار على مدى 3 سنوات مقابل تأمين خدمات في البحث وأخرى إعلانية في شتى مواقع ميردوخ الإلكترونية.بالنسبة لغوغل، فإنها اعتبرت هذه الشراكة بمثابة "صفعة" لشركتي ياهو ومايكروسوفت مستقطبة حصة الأسد من الجيل الجديد للتزاحم الإلكتروني لثلاث سنوات تأتي.وهذه المرة الثانية التي تتغلب فيها غوغل على مايكروسوفت إذ سبق و وقعت صفقة بمليار دولار مع موقع AOL الأميركي، الأمر الذي اثار التساؤل حول ما اذا كانت امبراطورية بيل غايتس تستطيع منافسة سوق البحث والإعلانات الذي تتفوق فيه غوغل يوما بعد يوم... رغم تخصيص مايكروسوفت مبلغ 2 مليار دولار لاستعادة التحكم بزمام الأمور.

المنافسة على سوق الإعلانات تشتد وطيسا وحماوة في الولايات المتحدة وأوروبا والحديث عن الصفات تعدى الملايين إلى المليارات، فمقابل صفقة غوغل مع My space وقعت مايكروسوفت صفقة مع خصم الموقع "Face back". كما حصلت ياهو على صفقة شراكة مع موقع ebay خدماتيا وإعلانيا. لكن غوغل نجحت في توقيع صفقة ممثالة مع ebay خارج أراضي الولايات المتحدة.هذا واتفقت شركتا ياهو وMSN على ترابط خدمة الماسنجر التابعة لهما، بمعنى ان المشتركين سيتمكنون من التواصل مع بعضهم البعض عبر الحسابين الذين توفرهما الشركتان، ما أدى الى تواصل وترابط 350 مليون حساب على الشبكة وأفق لا متناهي من أرض خصبة للإعلانات.

وبالتزامن مع هذه الخدمات، فإن المواقع التي تؤمن تحميل اغان وفيديو وملفات "multimedia" والإقبال الكبير عليها من قبل الجيل الجديد من المستخدمين عموما والمراهقين منهم خصوصا، فتح أعين شركات الإعلان الموجهة لهذه الفئة من الأعمار والاهتمامات ما يعني بكل بساطة صفقات مليارية جديدة قبل نهاية هذا العام.... ورغم أنه شراء حقوق النشر يقدر بمبالغ ضخمة وخصوصوا أفلام السينما التي تعتزم بعض شركات النتاج تحويلها الى الانترنت لتنقل مجانا الى المستخدمين، الأمر الذي يبرر تخصيص أعرق وسيلة إعلامية BBC مبلغ 400 مليون دولار لخوض غمار التجربة وتحويل 1.4 مليون ساعة بث هوائي الى مادة رقمية يمكن تحميلها على شبكة الانرتنت في متناول القراء وبكبسة زر فقط... إن تمويل شراء الحقوق وعائدات الاستثمار وصفقات الشراكة سيكون عبر عائدات الإعلانات والتي تحول قسم كبير منها الى الشبكة العنكبوتية التي لا تعرف حدودا جغرافية او تاريخية ولا تفرق بين الأجناس أو الأعمار...

كانت مغامرة إعلامية ولكن مردودها الاقتصادي سرعان ما حولها الى منجم ذهب، ويؤكد هذ الكلام المحلل الإعلامي روي غرين سلايد لصحيفة "الغارديان" البريطانية إذ أشار الى تراجع نسبة توزيع الصحف المحلية المختصة داخل بريطانيا مقارنة مع العام الماضي.. ورغم ان مدرسة الصحافة التقليدية كانت تعول الى حد بعيد على أهمية وجود الصحف المحلية ، إلا ان الأرقام التي صدرت هذا العام عن توزيع هذه الصحف المجانية تشير الى عكس هذا مقابل ارتفاع عدد قراء الصحف المتواجدة أونلاين.ويقول غرينسلايد "تراجع صحيفة Northcliffe بمعدل 6.1% وكذلك Trinity-Mirror ب 2.8% وغيرها يعكس تراجع الصحف الورقية إجمالا". ويعلل هذا التراجع لصالح انتشار الانترنت وانخفاص حصة الصحف الورقية من الأموال الإعلانية لصالح زميلاتها الإلكترونية... فإن لم يكن هناك مدخول إعلاني بالتالي لن يكون هناك إنتاج إعلامي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف