أخبار خاصة

كوميديا في نقابة المحررين اللبنانيين

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

"إنتخابات" بإخراج سيىء تبقي كرم في منصبه التاريخي
كوميديا في نقابة المحررين اللبنانيين

إيلاف من بيروت: كان الحضور بالعشرات في انتخابات نقابة المحررين في بيروت الخميس يكتمون ضحكات لو أطلقوها لجلجلت في القاعة التي وضعت في جانب منها طاولة وعليها صندوق اقتراع تحلق حوله مندوب عن وزارة الداخلية والنقيب ملحم كرم وعدد من أعضاء لائحته المرشحين لولاية جديدة لمجلس النقابة الذي يترأسه كرم بلا منازع منذ نصف قرن.

ضحكات مكتومة لإدراك الجميع أن ما يجري تمثيلية انتخابات تتكرر كل ثلاثة أعوام ولا من يعترض أو يعلّق عليها حتى . هكذا يصل أحدهم ويصيح على الباب "جئت أقترع خشية ألا تفوز لائحتكم" فيقهقه الجميع ويدعونه إلى ممارسة دوره في التمثيلية الذي يقتصر على دقيقة، يبحثون خلالها عن اسمه في الجدول النقابي ويوقع إلى جانبه دلالة أنه اقترع ، ثم يأخذ ورقته ويضعها في الصندوق ويشكره النقيب كرم بابتسامة عريضة .

والواقع أن موجزات الأخبار على الإذاعات المحلية كانت تذكر من الصباح أن لائحة النقيب كرم التي تضم أعضاء مجلس النقابة أنفسهم فازت بالتزكية لأن لا منافسة لها، ولم يخطر ببال أحد أن يترشح من خارجها نظراً إلى تجارب سابقة غير مشجعة. ورغم ذلك جرت الإنتخابات لزوم إثبات الديموقراطية ولئلا يشك أحد.

لكن الجزء الأطرف هو التالي . فالانتخابات جرت على مدى أقل من ثلاث ساعات ولم يكن ثمة تزاحم على المشاركة فيها إطلاقاً، بل كان ما يشبه المقاطعة غير المعلنة لأسباب عدم الإكتراث على الأرجح. وبعملية حسابية بسيطة لدقائق الساعات الثلاث والحد الأدنى من الوقت الذي يستغرقه اقتراع كل مشارك يتبين أنه يستحيل أن يكون شارك أكثر من 300 شخص.

وكانت مجموعة ضمت نحو عشرة أشخاص قررت أن تجري اختباراً على سبيل التسلية فأنزلت أوراقاً شطبت منها أسماء المرشحين جميعاً وبعضهم أبقى اسم مرشح واحد، لكن النقيب كرم الذي كان يجري الفرز بنفسه عدّ هؤلاء في خانة المصوّتين تأييدا للائحة، ورمى الأوراق المشطوبة في سلة المهملات، ولم يبدر عن مندوب الوزارة أي اعتراض.

ورغم أن بعض أعضاء مجلس النقابة حاولوا إقناعه بترك هامش "ديموقراطي" في النتائج ، رفض النقيب أن ينال نسبة أقل من التي حصدها صدّام حسين في الإنتخابات الأخيرة التي نظمها في العراق، فأعلن وسط تصفيق وابتسامات أنه نال 100 في المئة من الأصوات وأن 96 في المئة من أعضاء النقابة أي 1047 منتسبا شاركوا في الإنتخابات وانتخبوه جميعاً. لم يشطبه ولا واحد .

وفي الجزء الفولكلوري الصافي ، ألقى خطبة عصماء جاء فيها:" انني بدموع العرفان والمحبة اشكر اخواني الصحافيين على الثقة الوضاءة التي منحوني اياها. وهذا يعني اننا عندما نقبل ان نخوض معركة، فيعني هذا ان نلتزم فروض هذه المعركة ومقدساتها. نحن اليوم بثقة جماعية من اخواني الصحافيين الذين حملوني حملا على تنكب الاعباء للايام الطالعة وهو ما نلتزمه امامهم. نحن ماشون في خط هو الخط المهني والنقابي والوطني وان الزمن الذي كان يقال فيه "اذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون" لم يعد زمنا لنا ولا عصرا لاستعدادنا ولا لمنطقنا، وانما زمننا يحتم علينا ان نقول: "هكذا نريد" وان تجيء النتائج في ضوء ما نخطط له وما نصمم. فان اعظم الحقائق انما هي تصور وانما هي ارادة".

وتلقى كرم على الأثراتصالات تهنئة بإعادة انتخابه، أبرزها من رئيس الجمهورية إميل لحود الذي قال في اتصال هاتفي، وزعت النقابة مضمونه: "ان ما فعله اخوانك اليوم أكد اهليتك للقيادة النقابية المسؤولة التي كنت واحدا من طليعة المتذرعين بها لصون وطنهم وتكريس عنفوان المواقف اللبنانية التي حملت لواءها باستمرار".

ويقول نقابيون أن لا مجال لأي تغيير في نقابة المحررين بوجود النقيب كرم صاحب أكبر سلسلة مطبوعات في لبنان، ولا مجال حتى لتحويل النقابة نقابة فعلاً على المدى المنظور. لكنهم يضيفون أن هذه المرة قد تكون الأخيرة التي يترشح فيها الرجل لهذا المنصب ، وذلك لأنه يتطلع لتسليمه إلى نجله، السيد ثائر كرم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف