لعبة الشارع تنقلب على حسابات حزب الله
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
إيلي الحاج من بيروت-ايلاف: بات هاجس الفتنة مؤرقاً للبنانيين منذ أيام، لا تنفع في طرده مواقف سياسية ترفضه ، خصوصاً بعدما تبين لهم على مدى ساعات طويلة وقاسية، يومي الخميس والثلاثاء الماضيين أن دينامية التصعيد والمواجهة أقوى من الضوابط والخطوط المرسومة للصراع، الى حد اضطر معه الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله الى ان يلقي بكل ثقله ونفوذه لتهدئة الموقف وان يصدر فتوى دينية لسحب الناس من الشارع ويناشد عائلات الضحايا والجرحى الاقلاع عن التفكير بأخذ الثأر في الشارع لأن الثأر سيكون من "أسياد القتلة".
وقد كان الشارع بوضوح نقطة قوة لتحالف "حزب الله" و"التيار العوني" وأحزاب وشخصيات أخرى عندما أطلقت تحركها قبل شهرين. كان نقطة قوة ل"حزب الله" تحديدا الذي أثبت قدرة فائقة في الحشد الشعبي ولعب هذه الورقة بدقة وحذر لئلا تنقلب عليه وتعطي بنتائج عكسية. لكن الشارع اليوم يبدو أنه انقلب نقطة ضعف لدى الحزب إستناداً إلى ما اعترف به السيد حسن نصرالله مراراً، وما يشير اليه عبر اجراءات الضبط الشديدة وسياسة ضبط النفس. والسؤال الذي بات مطروحاً: هل أن قوى الأكثرية أو قوى 145 آذار /مارس في وارد الضغط على نقطة الضعف هذه واللجوء الى لعبة ورقة الشارع من جهتها لإحراج" حزب الله "ووضعه أمام خيارين : إما التورط أكثر في لعبة الشارع التي أصبحت خاسرة له، وإما الانسحاب من الشارع بما في ذلك وسط العاصمة وساحاتها حيث نصب المخيم الكبير، خصوصا مع اقتراب موعد الذكرى السنوية الثانية لاغتيال الرئيس رفيق الحريري في١٤ شباط/ فبراير ؟
بمعنى آخرهل تقدم الأكثرية على التشدد انطلاقا من قراءة سياسية ترى ان ورقة الشارع استنفدت وان المعارضة وصلت الى طريق مسدود، أم تقدم على ملاقاة المعارضة في منتصف الطريق انطلاقا من ان واقع توازن الرعب في الشارع هو الذي يؤسس لتسوية "لا غالب ولا مغلوب" وينضج شروطها وظروفها ، مع ما يعنيه ذلك من تنازلات متبادلة؟
السيد حسن نصرالله أكد في خطبة ليلة أمس:" لن ننجر الى الفتة ولن نستسلم " ، وثمة من اعتبر انكلامه على عدم الانجرار الى الفتنة هو اعتراف ضمني بأنه في موقع دفاعي لا هجومي، وبأن عدم الاستسلام فيه خفض لسقف الطموحات والأهداف. . وعندما يقول أمين عام "حزب الله" انه ليس في وارد الاستسلام فيعني انه ليس في وارد الانسحاب من الشارع من دون ثمن سياسي وتحقيق حد معقول من أهداف المعارضة التي أعلنها . فإلى أي مدى يستطيع السيد نصرالله ان يستمر في هذه السياسة الدقيقة وفي اقامة حد فاصل والتوفيق والجمع بين عدم الفتنة وعدم الاستسلام؟
مدير عام اليونسكو
ومن باريسشجب ماتسورا بشدة اليوم أعمال العنف والتظاهرات التي وقعت يوم 25 كانون الثاني/يناير أمام حرم الجامعة العربية في بيروت، معلناً: "أشعر بقلق وحزن عميقين إزاء هذه الأعمال التي تتهدد أمن الطلاب والحق في التعليم وتضعهما في خطر". كما ذكَّر بأن "الجامعة تمثل ليس فقط مكاناً أساسياً لامتلاك المعارف، وإنما، وبالدرجة الأولى، مجالاً مَدَنياً تتبلور فيه قيم التسامح والعيش معاً".
وأضاف: "أدعو الشباب اللبنانيين إلى اعتماد اللاعنف والحوار ضمن مدارسهم وجامعاتهم. ففي حين يواجه لبنان هجرة أهل الاختصاص والخبرات، أصبح الحفاظ على الشروط المؤاتية لممارسة التعليم في جو يكتنفه الهدوء مهماً أكثر من أي وقت مضى. وهذا يشكل بالفعل أحد مفاتيح السلام والتنمية في لبنان".
وتزامن الحادث المأساوي مع عقد المؤتمر الدولي "باريس 3" في العاصمة الفرنسية لمساعدة لبنان ودعمه. وكانت اليونسكو ممثلة فيه، على غرار سائر الوكالات المتخصصة التابعة لمنظومة الأمم المتحدة، بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وفي هذا السياق، اجتمعت نائبة المدير العام لقطاع الثقافة، فرنسواز ريفيير، بوزير الثقافة ووزير الخارجية بالوكالة طارق متري. ونقلت له تهاني المدير العام للدعم المالي الكبير الذي حصل عليه لبنان من المجتمع الدولي، واستعداد اليونسكو لمساعدة السلطات اللبنانية في تنفيذ برنامج الإصلاح وإعادة البناء. وستشارك اليونسكو بنشاط في هذا الجهد، لا سيما عبر مكتبها الإقليمي للتربية في بيروت، ومعهدها الدولي للتخطيط التربوي، ومكتبها الدولي للتربية، ومعهد اليونسكو للإحصاء.
كما أعادت ريفيير التأكيد على استعداد اليونسكو لدعم المؤسسات الثقافية والجامعية ووسائل الإعلام والأوساط المهنية المعنية والفنانين والصحافيين بهدف إحياء الحياة الفكرية والثقافية مجدداً في لبنان، صوناً لقيم التسامح والتعددية والمواطنة السلمية في هذا البلد.