أخبار خاصة

ماذا دار بين قاسم المصري وجورج بوش ؟

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الواشنطن بوست ترصد أزمة حرية الصحافة المصرية
ماذا دار بين "قاسم" المصري و"جورج بوش" ؟
ابراهيم عيسى محمد حامد - إيلاف :
قام الناشر المصري "هشام قاسم" بزيارة لواشنطن خلال الأسبوع الأخير من شهر أيلول/سبتمبر لتسلم جائزة الديمقراطية السنوية تقديرًا لدوره في دفع الصحافة الحرة في مصر. ولقد قضى مع اثنين آخرين من المكرمين حوالى الساعة في المكتب البيضاوي مع الرئيس بوش الذي تحدث عن أجندته للحرية ونيته في الاستمرار فيها حتى بعد أن يغادر البيت الأبيض.لكن قاسم لم يكن سعيدًا حيث بدا مكتئبًا قليلاً، فبينما هو يكرم، يقوم الرئيس المصري حسني مبارك باغتيال مباشر لمساحة الحرية التي عمل قاسم على خلقها في صحيفته المستقلة التي أخضعت لأول مرة الحكم الفردي للرئيس مبارك للفحص الدقيق، في الوقت الذي لم يكن هناك أي شخص يظهر اهتمامًا في واشنطن. حيث قال قاسم عن بوش : "إن مصر كانت آخر أولوياته، حيث تكلم بحماس خلال لقائه بنا عن دفعه للديمقراطية في بورما وفنزويلا وروسيا، مما يجعلنا تشعر أن مصر كانت في المؤخرة. إن الناس في حالة يأس بالنسبة إلى الوضع القائم". وحينما أصبحت الحرية هشام قاسم السياسية في مصر في مركز اهتمام بوش كانت جريدة قاسم، المصري اليوم (الجريدة اليومية المصرية) في مقدمة الوثبة الهشة للقاهرة. ومع تعرض مبارك للضغط من واشنطن كان قاسم قادرًا على توظيف الصحافيين الذين يكتبون منتقدين القضايا الداخلية وكتاب الأعمدة العلمانيين الذين كانت أفواههم مكممة من قبل. وقد اندفعت صحف أخرى في الحال في تلك الموجة والتي كان بعضها يتبنى بشدة المبادئ الشعبية. لقد تم تحطيم قيود نقد مبارك وعائلته. خلال هذا العام استحوذت الصحافة الحرة على ربع حصة توزيع الجرائد كلها مقارنة بثلاثة في المئة منذ أربع أعوام. ولقد نجت الصحافة الحرة حتى عندما تحرك مبارك بشكل منهجي للقضاء على مراكز المعارضة الناشئة الأخرىخلال الثمانية عشر شهرًا الماضية بما فيها الأحزاب السياسية الحرة، حركة القضاة المطالبة باستقلال أكبر للمحاكم، وحركة الأخوان المسلمين. ولكن خلال الشهر الماضي استدار الرئيس الذي يبلغ من العمر 79 عامًا إلى الصحف بعد تناولها موضوع صحته الآخذة في التدهور. حيث تم اتهام أحد المحررين المستقلين النشطين وهو إبراهيم عيسى من جريدة الدستور، بوساطة النائب العام بأنه يزعج السلام و يضر بالمصالح الاقتصادية لمصر. وبعد يومين، في الثالث عشر من سبتمبر، تم نقل عيسى وثلاثة من المحررين الصحافيين الآخرين إلى المحكمة حيث حكم عليهم بالحبس سنة لنشرهم مقالات تنتقد الرئيس مبارك وابنه الوريث المرتقب جمال ومسؤولين آخرين في الحكومة. لقد كان أكبر اغتيال فردي للصحافة خلال الربع قرن التي قضاها مبارك في السلطة وواحدة من أسوأ العواصف، خلال سنوات، للصحافة الإعلامية في العالم العربي. ومع ذلك فلم يكن هناك أي رد فعل من الولايات المتحدة أو البيت الأبيض، والتي كان يعتمد عليها قاسم في المساعدة في تدعيم المساحة التي تشغلها جريدته. حيث قال الناشر المصري... " لقد كنا نستمد غطاءنا من إدارة بوش. ولكن عندما بدأ الكفاح الشهر الماضي لم يكونوا معنا في الطليعة. ولكنهم بدلاً من ذلك، قالوا أنتم المسؤولون عن أنفسكم". لقد وضعنا ذلك في موقف حرج..وأعني وضعنا نحن جميعا الذين ساندنا الديمقراطية في الشرق الأوسط". إن المعركة لم تنته بعد. إن المحررين الصحافيين لهم حق الاستئناف وسوف يناضلون مرة ثانية من خلال نشر ردود الأفعال الحادة لمبارك في الصحف. حيث كتب أحد المدانين وهو وائل الإبراشي تحت عنوان " ما هي الخطوط الحمراء؟ في الصحيفة الأسبوعية صوت الأمة قائلاً... " هل الخط الأحمر هو أن تتعرض لفساد الشخصيات البارزة, أن تكتب بالأدلة وعن حالة السخط لقطاعات عريضة من المجتمع؟ أن تكتب بأن هناك ندرة مياه وأن الأسعار مستمرة في الارتفاع؟ وكتب إبراهيم عيسى في الدستور قائلاً... " لم يعد هناك مكان للصحافي المحترم الشريف. حيث يجب عليه أن يصبح موظفًا يعمل من أجل أمن الحكومة. ويجب عليه أن يتجه لكتابة التقارير ويبيع أصدقائه أو يصبح منافقا وجبانا". وقال قاسم تعليقًا على ذلك... " إن أولئك الأشخاص لن يغيروا مواقفهم. فهذه مساحة قد حصلنا عليها بصعوبة ولن نتخلى عنها بسهولة. إنه من المبكر جدا في حقيقة الأمر أن نتوقع عاقبة ما يحدث". فمن ناحيته نجد أن قاسم الذي باع نصيبه في جريدته العام الماضي سوف يوجه الأموال إلى إخراج جريدة جديدة، تبتعد عن المستثمرين لكي يضمن أن الصحافيين الذين يعملون معه سوف يكونون أحرارًا في الكتابة عن الهدف الموضوعي للنموذج الأميركي. وسوف يحتاج إلى ترخيص من حكومة مبارك ويتوقع أن يواجه المتاعب. ولكنه تعهد قائلاً... " لكني سوف أحصل على هذا الترخيص. حتى لو تطلب الأمر أن أقوم بالإضراب عن الطعام في أحد مكاتب الحكومة. إن قناعته وشجاعته مع زملائه المحررين تعتبر شيئًا مؤثرًا. لقد ذهب الغطاء القادم من واشنطن أدراج الرياح.
مقال منشور في "الواشنطن بوست"
http://www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2007/09/23/AR2007092300690.html

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف