اعداد ميثاق مهني لاستقلالية الاعلام العراقي وحريته

اعلاميون وبرلمانيون ورسميون عراقيون يدأوا بعمان مؤتمرا اعلاميا
اعداد ميثاق مهني لاستقلالية الاعلام العراقي وحريته
أسامة مهدي من عمان : بدأ ممثلون عن الهيئات التشريغية والقضائية والتنفيذية العراقية واجهزة الاعلام داخل البلاد وخارجها وخبراء اعلاميون اقلييون ودوليون اضافة الى برلمانيين ورسميين عراقيين مؤتمرا في عمان اليوم تنظمه هيئة الاتصالات والاعلام العراقية بالتعاون مع منظمة اليونسكو لبحث ومناقشة استقلالية الاعلام وقوانين الاتصال والاعلام و الممارسات التي تقمع حرية التعبير اضافة الى اعداد ميثاق مهني لاستقلالية الاعلام العراقي. وفي كلمة افتتح بها المؤتمر الذي يستمر اربعة ايام قال رئيس هيئة الاتصالات والاعلام العراقية سيامند زيد عثمان ان ورش العمل التي ستنعقد خلال هذه الايام ستبحث في التحضير لميثاق شرف اعلامي ووضع ضوابط لقواعد ومتطلبات استقلالية الاعلام. وتحدث مسؤول لجنة الميثاق الخبير الاعلامي عماد الخفاجي فقال ان الميثاق سيتناول معاناة الصحفيين والحاجة للقوانين التي تحمي حرية الاعلام وتفعيل الياتها. واشار الى ان النقاشات جارية للاتفاق على "الميثاق المهني للاعلام العراقي" والهادف الى ابعاد الاعلامي عن هيمنة السياسي ووضع اسس لتطوير دور الاعلام كسلطة رابعة وسن قوانين جديدة تدعم هذا التوجه وفق ضوابط مهنية تمنع تحول الاعلام المستقل الى دعائي كما هو حاصل حاليا. ومن جهته قال رئيس تحرير صحيفة المدى البغدادية اليومية عبد الزهرة زكي ان الكثير من وسائل الاعلام العراقية ترفع شعار الاستقلالية لكنها في الواقع حزبية خاضعة لبرامج هذه الاحزاب وتوجهاتها السياسية والفكرية. واكد عدم وجود اعلام مستقل في ظل ظروف الاستقطابات الطائفية والفكرية والاثنية وفي خضم صراع الدم حول شكل السلطة ومحاولة فرض الارادات. اما رئيس تحرير جريدة الجريدة قيس العزاوي فاشار الى ان استقلالية الاعلام لاتتوفر الا في دولة القانون وهذا امر لاوجود له في العراق لانها دولة مليشيات وكيانات طائفية واثنية تعارض البناء الوطني للدولة. واوضح ان حرية الصحافة تتقلص في العراق حاليا وهو امر يقلق الراي العام والاعلاميين معهم. واضاف الى انه لامر عسير تحقيق استقلالية الاعلام في غياب دولة القانون وهيمنة المليشيات. واشاد بتجربة اقليم كردستان الاعلامية لكنه اشار الى ان الاستقلالية هناك نسبية ايضا. ومن جانبه شدد برهان الشاوي مدير قناة الحرية على عدم وجود استقلالية للاعلام لان مؤسساتها سواء كانت سياسية اواقتصادية لها اهدافها ومصالحها الخاصة بها.
واشار الى عدم وجود لمؤسسات او نقابات تحمي الصحفيين العراقيين اضافة الى غياب القوانين والتشريعات التي تنظم النشاط الاعلامي. وتساءل قائلا : كيف يمكن تحقيق استقلالية الاعلام ودبابات الاحتلال تجوب شوارع وازقة العراق؟. ودعا الى العمل من اجل ارساء تقاليد جديدة تمنح حرية للاعلام سياسية واقتصادية ليتمكن من الدفاع عن الاهداف الوطنية. اما رئيس نقابة الصحفيين العراقيين شهاب التميمي فقد دعا الى انشاء مجلس اعلى للاعلام بعيد عن هيمنة السلطة والتيارات التي تريد جر الاعلام لمتاهات الطائفية والعرقية وتداعيات الاحتلال. ومن جانبه اعترض فاضل محمد جواد المستشار القانوني لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على اتهام بعض المتحدثين للحكومة بقمع الصحافة مشيرا الى ان تصدي الاعلاميين للحديث عن هذا الامر في اجواء من الحرية هو ممارسة ديمقراطية بعيدة عن القمع. واشار الى وجود ازدواجية في طرح بعض الاعلاميين لحرية الصحافة متسائلا : كيف يمكن تحقيق هذه الاستقلالية مثلا وصاحب جريدة المدى فخري كريم هو مستشار لرئيس الجمهورية جلال طالباني؟. وسيناقش مؤتمر "الاطر القانونية والتنظيمية للبث الاعلامي" حتى الاربعاء المقبل من خلال ورش عمل وسائل تنمية هيئات الاعلام العراقية والاطر التشريعية للبث. كما سيبحث في استقلالية وسائل الاعلام والتنظيم المستقل لها ومشروع قانون الاعلام والاتصالات وخدمة البث العامة والتعديلات اللزم ادخالها على القوانين العراقية المتعلقة بوسائل الاعلام بالاضافة الى سبل تحسين استشارات البث الإعلامي. وفي كلمة مشتركة قدمت للمؤتمر قال محمد جليد مدير مكتب اليونسكو في العراق ومازن هاشم المعاون التنفيذي للشؤون الادارية في هيئة الاعلام والاتصالات ودوغلاس كريفين مدير مجموعة المباني وهي الجهات المنظمة للمؤتمر "ان ورش العمل هذه التي ستلتئم ضمن اعمال المؤتمر ستوفر الفرصة للاعلاميين لتقديم مداخلاتهم وتصوراتهم حول قواعد الممارسة التنظيمية الاعلامية. واوضحت ان نشاطات المؤتمر ستعتمد وتستفيد من نتائج المؤتمر السابق الذي عقدته هية الاعلام والاتصالات العراقية في باريس خلال كانون الثاني (يناير) الماضي حول مستقبل الاعلام العراقي". وباشرت ورش العمل العامة اليوم مناقشة مواضيع استقلالية الاعلام والتنظيم المستقل للاعلام. وغدا ستقوم ورش العمل القانونية والتنظيمية مسودة قانون الاعلام والاتصالات والاستشارات والممارسات التنظيمية. وفي اليوم نفسه ستقوم ورش عمل استشارات البث الاعلامي بأجراء مشاورات حول قواعد عمل برامج البث وقواعد الاعلانات المدفوعة.
وفي يوم الثلاثاء ستتولى ورش العمل القانونية والتنظيمية مناقشة القوانين والممارسات التي تقمع حرية التعبير وتطابق الاطر القانونية للاعلام مع المعايير الدولية اضافة الى خدمة البث العام. كما ستقوم ورش عمل استشارات البث في اليوم نفسه بأجراء مشاورات حول قواعد عمل وسائل الاعلام اثناء الانتخابات ومستقبل المشاورات الاعلامية.
وفي اليوم الاخير من المؤتمر وهو الاربعاء ستقوم ورش العمل العامة بمناقشة مستقبل هيئة الاعلام والاتصالات ونتائج ورش العمل والتخطيط المستقبلية. وكانت هيئة الاعلام والاتصالات العراقية قد عقدت مؤتمرا في باريس بداية العام الحالي تحت شعار "نحو اعلام حيوي وحر في العراق " بمشاركة 300 خبيرا اعلاميا عراقيا ودوليا في حيث تم بحث قضايا عدة تتعلق بحرية التعبير والتنمية الاعلامية في العراق واستقلالية العمل الاعلامي والمعايير المهنية والاخلاقية للاعلام خاصة في العراق وجملة قضايا تتعلق بهذا البلد الذي اصبحت فيه الصحافة تسمى "مهنة المخاطر في بلد المخاطر". وكانت هيئة الاعلام والاتصالات في العراق قد تأسست منتصف عام 2004 ككيان تنظيمي مستقل بسلطة حصرية لترخيص وتنظيم البث الاذاعي والتلفزيوني والاتصالات في العراق. واضافة الى هذه المسؤوليات التنظيمية الزم القانون الهيئة بالعمل على تطوير وتنمية الاعلام العراقي وبضمنه الصحافة والانترنيت ووسائل الاعلام الاخرى وفق افضل التجارب العلمية العالمية المعتمدة ووفقا لمتطلبات القانون الدولي الخاص بحرية التعبير واستقلالية الاعلام.