أخبار خاصة

الفارس والسيف وصفقات ... السلام

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

جاسم بودي: ليس من باب المبالغة اعتبار الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الى حاضرة الفاتيكان من أهم الزيارات التي يقوم بها قائد سعودي الى خارج المملكة، وتحديدا في هذه الظروف حيث العالم يعيش "صراع جهالات" لا صراع حضارات.

وليس من باب المبالغة ايضا التوقف طويلا عند البيان الذي صدر من الفاتيكان عقب الزيارة وفيه اتفاق على العمل المشترك من اجل التقريب بين الحضارات والحوار بين الاديان السماوية وترسيخ القيم الروحية والاخلاقية بدءا من علاقة الانسان باسرته وانتهاء بعلاقته بالله جل جلاله.

وحتى يكتمل هذا المشهد الانساني، الذي ارتفع دخانه الابيض من لقاء زعيم الدولة الاسلامية التي شهدت مهبط الوحي وولادة الرسول الاعظم عليه الصلاة والسلام مع رأس الكنيسة في العالم، كان لا بد من التطرق الى القضية التي لعبت دورا كبيرا في الشهادة على غياب العدالة الدولية ودور هذا الغياب في صراع الحضارات، وهي قضية فلسطين التي اصر خادم الحرمين الشريفين على نقلها من قضية عربية واسلامية الى قضية انسانية عالمية، فوردت في البيان الفاتيكاني بصفتها عاملا اساسيا للامن والسلم الدوليين وجسرا لا بد للساعين الى الحوار والتسامح ان يعبروه.

لغة جديدة حملها قائد عربي واسلامي كبير مباشرة الى حيث يجب ان تحمل. الى حاضرة الفاتيكان، ليثبت للعالم براءة القيم الدينية الصحيحة مما ينسب اليها، وبراءة الاسلام والمسيحية من الممارسات التي ارتدت لبوسهما، وبراءة الشعوب من ممارسات خطفت العروبة والاسلام باسم العروبة والاسلام، وخطفت الغرب والمسيحية باسم الغرب والمسيحية، وبراءة العلاقات الحضارية من المآرب السياسية. هنا، في الفاتيكان حيث التقت القيم الروحية بين الشرق والغرب، غابت السياسة بمفهومها المصلحي وحضرت حكمة قامات كبيرة عبرت عن نفسها بلغة حضارية واحدة... لغة السلام والحوار والتعايش.

كانت صفقات السلاح هي معيار فشل او نجاح زيارة اي مسؤول عربي ودولي الى دولة اخرى. كانت الاتفاقات العسكرية والنفطية والتجارية هي التي تحدد موقع هذا الزعيم او هذه الدولة بالنسبة الى الدول الكبرى. كانت التحالفات السياسية - وربما التنازلات - هي التي تنقل الدول من موقع الصديق الى موقع الحليف. خادم الحرمين في الفاتيكان، في المرجعية الروحية المسيحية الاكبر في العالم، كانت صفقات السلام هي معياره في الزيارة لا صفقات السلاح، وكانت الاتفاقات الحضارية هي التي تحدد موقعه الحواري بالنسبة الى رأس الكثلكة، وكانت تحالفات القيم هي التي نقلته من موقع الصديق والحليف الى موقع الشريك.

فارس وسيف ونخلة... هدايا الملك عبد لله للبابا، وقبلها وبعدها عبارات التوحيد، فالله تعالى واحد، والهم الانساني واحد، والزيارة كانت للتاريخ، والتاريخ لا يكتبه غير الفرسان بسيف الحق.

المصدر: الرأي الكويتية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كبير
emad -

ابو متعب ......... انت كبير بعيون الكون كله ... ربي يحميك ويديمك للدنيا كلها .

هنيئاً لمن بدأ وأكمل
زياد الأسود -

مبادرة عاهل السعودية تحمل بشائر فيها المسرة لأهل الإرادة الصالحة ..إنها تحمل رائحة مطر السلام ..وكل المؤمنين بمجدالله الواحد وبكرامة الجنس البشري الواحدة حيث لا أفضلية لأنسان على آخر بسبب دينه أو مذهبه أو قوميته كل هؤلاء المؤمنين يصلّون ويرجون أن تكون هذه المبادرة فعل إيمان صادق تترجمها أولاًالسعودية عملياً باحترام الحريات الدينية فتصير حياة البشر سمفونية السعادة تعزفها الأديان والحضارة الجديدة حضارة ; السلام لجميع أهل الأرض ; ليخجل أهل الخبث .الأيام علّها تنبؤنا بالخير وعسى الرمح يصبح محراثا والسيف منجلاً لحصاد غلات المعرفة والخير.ونقلع من تقسيم الأرض إلى أرض الإسلام وأرض الكفار وسفساط البطيخ المبسمر! فتفوح لغة العرب بعبق المحبة والفرح .عساها المبادرة لاتكون تكتيكاًسياسياًوفعلاً بل عملاً مختوماً بختم الشرف العربي .تفاءلوا بالخير تجدوه وإنشاء الله يصير خير !

مقال فى الصميم
جمال -

مقال راقى ومتزن أكثر ماأعجبنى فيه الربط بين صفقات السلاح وصفقات السلام.

الاله واحد ..
عيسى الحمصي -

لو يقف الانسان ولو للحظة منفردا بقرارته و قناعاته لكان خر ساجدا لله دون ريب... الامر جلل اذ ان المصير عظيم والخطب كبير حيث سيستقرئ ذاك المتفكر ان الله واحد وان الموت هو المصير وان الوقوف امام ملك الملوك لا شك فيه... ثم ان النهاية أما الى الجنة و إما الى النار .. لن تفرق بين مسلم كفر بربه او مسيحي كفر بربه او يهودي كفر هو الآخر بربه .. الناس يقتلون بعضهم البعض .. والجان يقتلون بعضهم البعض ... والجميع يقتل الجميع بسيف الله ... هذه مزاعم الجميع بالطبع ... لكن السؤال هل طلب الله من موسى عليه السلام ان يقتل بني اسرائيل ام طلب ان ينقذهم من النار بالدعوة الى الواحد القهار .. وهل طلب المسيح عليه السلام ان يدعو المسيحيين الى التهلكة بقتل غير المسيحيين ؟ ام طلب ان يملأ الارض رحمة وعدلا وسلاما؟ ... الجواب كان في زيارة الملك العربي المسلم للبابا الرومي المسيحي اللي بعثا رسالة واضحة ان الاله واحد وان البشر ينبغي ان يكون همهم واحد فبوركت الزيارة والزائر والمزور

كبير
emad -

ابو متعب ......... انت كبير بعيون الكون كله ... ربي يحميك ويديمك للدنيا كلها .

هنيئاً لمن بدأ وأكمل
زياد الأسود -

مبادرة عاهل السعودية تحمل بشائر فيها المسرة لأهل الإرادة الصالحة ..إنها تحمل رائحة مطر السلام ..وكل المؤمنين بمجدالله الواحد وبكرامة الجنس البشري الواحدة حيث لا أفضلية لأنسان على آخر بسبب دينه أو مذهبه أو قوميته كل هؤلاء المؤمنين يصلّون ويرجون أن تكون هذه المبادرة فعل إيمان صادق تترجمها أولاًالسعودية عملياً باحترام الحريات الدينية فتصير حياة البشر سمفونية السعادة تعزفها الأديان والحضارة الجديدة حضارة ; السلام لجميع أهل الأرض ; ليخجل أهل الخبث .الأيام علّها تنبؤنا بالخير وعسى الرمح يصبح محراثا والسيف منجلاً لحصاد غلات المعرفة والخير.ونقلع من تقسيم الأرض إلى أرض الإسلام وأرض الكفار وسفساط البطيخ المبسمر! فتفوح لغة العرب بعبق المحبة والفرح .عساها المبادرة لاتكون تكتيكاًسياسياًوفعلاً بل عملاً مختوماً بختم الشرف العربي .تفاءلوا بالخير تجدوه وإنشاء الله يصير خير !

مقال فى الصميم
جمال -

مقال راقى ومتزن أكثر ماأعجبنى فيه الربط بين صفقات السلاح وصفقات السلام.

الاله واحد ..
عيسى الحمصي -

لو يقف الانسان ولو للحظة منفردا بقرارته و قناعاته لكان خر ساجدا لله دون ريب... الامر جلل اذ ان المصير عظيم والخطب كبير حيث سيستقرئ ذاك المتفكر ان الله واحد وان الموت هو المصير وان الوقوف امام ملك الملوك لا شك فيه... ثم ان النهاية أما الى الجنة و إما الى النار .. لن تفرق بين مسلم كفر بربه او مسيحي كفر بربه او يهودي كفر هو الآخر بربه .. الناس يقتلون بعضهم البعض .. والجان يقتلون بعضهم البعض ... والجميع يقتل الجميع بسيف الله ... هذه مزاعم الجميع بالطبع ... لكن السؤال هل طلب الله من موسى عليه السلام ان يقتل بني اسرائيل ام طلب ان ينقذهم من النار بالدعوة الى الواحد القهار .. وهل طلب المسيح عليه السلام ان يدعو المسيحيين الى التهلكة بقتل غير المسيحيين ؟ ام طلب ان يملأ الارض رحمة وعدلا وسلاما؟ ... الجواب كان في زيارة الملك العربي المسلم للبابا الرومي المسيحي اللي بعثا رسالة واضحة ان الاله واحد وان البشر ينبغي ان يكون همهم واحد فبوركت الزيارة والزائر والمزور