أخبار خاصة

اعترافات 1- 9: رعب الانتقال من الورق إلى الالكترون

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

"إيلاف" على كرسي الاعتراف 1- 9
رعب الانتقال من الورق إلى الالكترون

إيلاف على كرسيّ الاعتراف

تاج الدين عبد الحق* من أبو ظبي: في النهاية، لسنا ملائكة. هكذا انتهيت وأنا اقلب في رأسي تلك المهمة الثقيلة التي حملنا اياها الاستاذ الناشر وهو يقول لن ننتظر الناس ليقولوا لنا هنا قصرتم وهنا احسنتم. لنجلس نحن على كرسي الاعتراف ونقر باخطائنا قبل ان نشير الى انجازاتنا. عندها فكرت-- بخبث -- ان هذا الطلب ( المجنون ) هو( فخ ) يريد به الناشر ان يجعل من اعترافاتنا دليل ادانه ووثيقة محاسبة. لكني سرعان ما استبعدت الفكرة فالرجل ليس من تلك النوعية التي تحتاج الى طرق ملتوية للوصول الى غايتها والتعبير عن اهدافها. ثم ماالذي يمنعه من ان يقول للمحسن أحسنت وللمقصر أسأت، وهو غالبا ما يفعل في اجتماعات التحرير اليومية ،التي تعقد عبر الشبكة وعلى مدى القارات الخمس ، قبل ان يعود بعد الاجتماع ليجري اتصالا بمن كان في مرمى النقد ومدى المحاسبة، مؤكدا له عمليا ان التقييم اليومي هو جزء من آلية العمل وأن ما يقال فيه لا يفسد ودا ولا يعني ضغينه.

ثم فكرت ان الطلب تعبير عن الاعتداد بالنفس والثقة بتجربة "ايلاف" والا لما سمح بنشر غسيلها امام القراء وعلى الهواء ولما وضعها ووضع العاملين فيها امام شكل غير مسبوق من التقييم. وتداعت في ذهني وأنا اقلب هذا الاحتمال ، صورة الناشر وهو يقف في العام 2007 ثلاث مرات على منصة التكريم. مرة في دبي عندما كرمه الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي كشخصية العام الاعلامية لدوره في اطلاق صحافة الكترونية متطورة.ومرة في العاصمة الاردنية عمان عندما كرمه منتدى الاعلام الذي عقد هناك في شهر مارس وأخيرا في شهر نوفمبر الماضي عندما كرمه منتدى الفكر العربي برعاية من الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد وبحضور الامير خالد الفيصل امير منطقة مكة المكرمة ورئيس المنتدى. وفكرت ايضا انه تعبير عن روح الاسرة التي تجمعنا وتجعل من ايلاف مشروعا مشتركا لنا جميعا نحرص عليه ونسعى لتطويره وتحسينه.

وقلت أخيرا ان الطلب هو تعبير عن شخص عثمان العمير كما عرفتة وعرفه زملاء آخرون اتيحت لهم فرصة العمل معه وتحت امرته. واستعدت على الفور تلك المقالة الوداعية التي كتبها في الشرق الاوسط عندما قرر الاستقالة من رئاسة تحريرها في أوج عطائه والتي ( اعترف ) فيها انه لم يعد قادرا بعد المدة الطويلة التي قضاها كرئيس للتحرير ان يضيف شئيا جديدا للصحيفة وانه آن الآوان ليبحث عن مكان جديد وأن تبحث الصحيفة عن رئيس تحرير آخر يجدد روحها ويحفظ لها موقعها.

وقلت ايضا هذا هو عثمان العمير الذي لم يتورع عن وصف وظيفة المستشار التي كرمته بها الشرق الاوسط يوم ترك رئاسة تحريرها ( معتذرا عن قبولها ) بأنها رصاصة الرحمة التي تطلق على الحصان الذي لم يعد قادرا على البقاء في حلبة السباق وبأنها (وظيفة لمن لا يستشار).
عند هذه النقطةنتوقّف لأبدأبنفسي:

علاقتي الوظيفية بايلاف لم تبدأ الا قبل خمسة شهور ، لكنني على علاقة روحية بالتجربة منذ انطلاقها قبل ما يزيد عن 6 سنوات.فقد عملت في الشرق الاوسط عندما كان الاستاذ الناشر رئيسا لتحريرها ولم تنقطع صلتي به -- كحال كل من عمل في الشرق الاوسط -- بعد تركه لها واطلاقه لتجربة ايلاف. وكثيرا ما كانت تتاح لي فرصة اللقاء بالاستاذ العمير في دولة الامارات وفي اماكن اخرى وفي مناسبات مهنية كثيرة. وطوال سنوات لم يطرح علي مرة واحدة فكرة الانتقال الى ايلاف رغم المودة التي كان يحيطني بها. واعترف انني شعرت في لحظة انني انتمي الى جيل آخر غير الجيل الشاب الذي تقوم عليه تجربة ايلاف وبأن هذا هو السبب الذي يمنعه من تقديم عرض لي.لكن عندما اردت ترك الشرق الاوسط هذا العام بعد عمل فيها استمر اكثر من 16 سنة ، وجدت (هواء) ايلاف مفتوحا امامي.

وقد حدد لي الاستاذ الناشر الاطار الذي ساعمل فيه وهو متابعة الشؤون الخليجية توطئة لاطلاق موقع خاص بالخليج ينبثق عن الموقع الام. وكان يفترض ان ننتهي من التحضيرات الخاصة بالموقع الجديد خلال هذا العام وهو امر لم يتم للاسف لاسباب عديدة اتحمل شخصيا جزءا لا بأس منها.

واول هذه الاسباب انني لا زلت اتهيب استلام مسؤولية موقع الكتروني فكل خبرتي وتجربتي المهنية هي في الصحافة الورقية التي لا زالت آليات العمل فيها مسيطرة علي. وقد اكتشفت انني متهيب من التجربة الالكترونية عندما اقترحت علي مديرة التحرير سمر عبد الملك ان تحول لي كامل المواد المتصلة بالخليج لمراجعتها ،وعندها خشيت الا تكون لدي المهارات التقنية الكافية لمثل هذه المهمة. ولعلي هنا اسجل معترفا انني كنت اظن ان العمل في موقع الكتروني مهمة اسهل من العمل في صحيفة ورقية. فبخلاف المهارات التقنية التي يجب ان تتوفر في محرري الموقع الالكتروني فأن فضاء العمل امامهم اوسع بكثير ويقتضي منهم المتابعة لمدة اطول كما يقتضي قدرة عصبية اشد من اي عمل صحفي تقليدي.فالزمن بالنسبة للموقع الالكتروني اهم بمراحل من الزمن بالنسبة للصحافة التقليدية. يضاف الى ذلك ان مساحة الحرية المتاحة في الصحافة الالكترونية اكبر بكثير من الصحافة الورقية وهو ما يفتح مجالا واسعا للمنافسة وبالتالي يتطلب من محرري الموقع الالكتروني البحث الدائم عن المتميز من الاخبار والموضوعات لكي تكون قادرة على المنافسة في فضاء يعج بمئات ان لم يكن بالاف المواقع.

هذا الجو جديد بالنسبة لي وأحاول ان اتكيف معه والتمكن من اسراره وادواته ومعرفة كيفية الاستفادة من امكانيات الشبكة والوصول الى معلومات اضافية وتوظيفها بالشكل الذي يثري المادة التي تقدم للقراء قبل ان ابدأ تنفيذ فكرة الموقع الخاص بالخليج.

على المستوى المهني اقول بتواضع ان سلسلة الموضوعات التي تناولت اللاجئيين السياسيين في الامارات لاقت صدى طيبا في اوساط القراء كا كان لنا السبق في الكشف عن الوساطة الاماراتية بين مشرف من جهة وبيناظير بوتو ونواز شريف من جهة ثانية والكشف عن الدور الذي قام به سعد الحريري في هذا المجال. كما كان لنا السبق في الكشف عن نية الامارات ابتياع مفاعل نووي للاغراض السلمية ، وكانت ايلاف اول من اشار الى نية الحكومة الاماراتية رفع رواتب الموظفين وقبل ثلاثة شهور من الاعلان رسميا عن قرار الزيادة كما شملت الانفردات بعض التحقيقات المتعلقة باوضاع العمالة والاضرابات التي حصلت في دبي والتحقيقات التي جرت مع جمعيات حقوق الانسان.

وشكلت قضية اعادة توزيع السلطات الاتحادية والمحلية بالامارات في ضوء الاستراتيجية الجديدة للحكومة الاماراتية محورا من محاور الاهتمام حيث تم تناول اثر ذلك على صلاحيات المجلس الوطني الاتحادي وعلى صلاحيات الوزارات الاتحادية وعلى النصوص الدستورية. وعلى المستوى الخليجي كانت هناك متابعات لعدد من الموضوعات التي شملت بالخصوص التطور في العلاقات السعودية القطرية ، والدور الايراني في المنطقة في ضوء التوتر الناجم عن الملف النووي او بعض القضايا الاقليمية في العراق ولبنان ، وفي هذا الصدد يمكن الاشارة الى المقابلة التي اجرتها ايلاف مع امين عام مجلس التعاون الخليجي والتي تناول فيها بالخصوص موقف دول مجلس التعاون من هذه القضايا ، كما كانت لايلاف تغطية مميزة لنتائج الانتخابات التشريعية العمانية ودلالاتها وتغطية لمؤتمر القمة الخليجية في الدوحة ومؤتمر الاوبيك بالاضافة الى مجموعة كبيرة من الموضوعات السياسية والاقتصادية التي جاءت تغطيتها بلغة تتناسب والطابع النقدي الذي تتسم به ايلاف.

وعلى الجانب السلبي في التغطية المهنية فانني اعترف ان عدد المقابلات الصحفية الخاصة كان اقل مما يجب وهو امر يقتضي ان يؤخذ بعين الاعتبار في العام المقبل.كما ان هناك حاجة لتعزيز الموضوعات بالصور الجديدة والحدثية وتقليص الاعتماد على الارشيف الى اضيق الحدود لانني اعتقد ان نشر صورة قديمة من الارشيف اشبه باعادة نشر موضوع قديم في غير مناسبة.

* تاج الدين عبد الحق مدير التحرير للشؤون الخليجية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مديح
ايلافي -

هل هذا اعتراف؟ هذا سرد لسيرة شخصية.. اين اعترافك بالاخطاء ونشر الغسيل الذي ورد بالمقدمة؟

الاعتراف الحقيقي
متابع دائم -

في حوار الأستاذ عثمان العمير مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني ظهرت عدة تعليقات . أثبتت لنا كقراء مدى الشفافية التي يتمتع بها ناشر إيلاف . وكنا نتمنى دائما ان يتمتع بعض كتاب إيلاف بجزء بسيط مما ينادي به الأستاذ الناشر .نتمنى لهذه الزاوية ان تكون اعترافا بالأخطاء وليس محاولة للتودد او المحسوبية من اجل الحصول على منصب او دور اكبر . كما يفعل هنا تاج الدين عبد الحق ، فاعترافه هذه بلا اعتراف وكلماته بلا ثمن . الاعتراف يا سيدي الكريم لا يحتاج الى التبجح والمباهاة

القاريء المسكين
قاريء -

بعد قليل ستقرع الأجراس معلنة نهاية العام وبدء العام الجديد ، أنها لحظة لا تتكرر إلا مرة في السنة ، لهذا نرجو ان تسمح لنا إيلاف بلحظة مكاشفة حقيقية . ما علاقة هذا الاعتراف بسلبيات إيلاف انه عبارة عن طلب وظيفة للحصول على منصب جديد , الكاتب يتغنى بالشيوخ والأمراء ورؤساء التحرير من دون الإشارة – ولو صغيرة- الى القراء المساكين فهو يعدد مقالاته الدونكيشوتيه خلال خمسة اشهر لصحيفة إلكترونية تتجدد على مدار الساعة لنكتشف ان عدد المقالات لا يتجاوز أصابع اليد لا عزاء لنا نحن القراء ومع العام الجديد سنكون أمام الكاتب العربي ذاته . الكاتب الذي يفقد ثيابه حين يخرج من شرنقة الكلمات ويرى مسؤول من لحم ودم وسنة سعيدة للجميع

نعمة الأعتراف
عبد الكريم الدليمي -

نعمة الآعتراف هذه بعيدة عنا نحن العرب بصورة عامة نحن العرب لانحب الآعتراف

أين الاعتراف؟؟
SAMI -

بصراحة .. فكرة الناشر كانت رائعة، لكننا لم نجد إعترافا بقدر ماوجدنا تمجيدا للذات بطريقة لاتغيب عن فطنة القارئ. الأمر الآخر ما أعتبره الاستاذ تاج سبقا، لم يكن في مجمله سوى تحليل دون معلومات جديدة، والدليل 4على ذلك لم نجد هذه الأخبار تنقلها وكالات الأنباء، وإنما ظلت حبيسة إيلاف دون خروجها منه. عموما شكرا لإيلاف على صراحتها، على الأقل نعتبرها بداية في صحافتنا العربي