السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير يبدأ مهام عمله
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
وسيم الدندشي من الرياض: وصل سفير السعودية المعين لدى الولايات المتحدة الأميركية عادل بن أحمد الجبير إلى العاصمة الأميركية واشنطن مساء أمس لاستلام مهام عمله. وكان في استقباله لدى وصوله القائم بأعمال السفارة بالنيابة مدير عام مكتب السفير خالد بن مساعد العنقري وعدد من المسؤولين في وزارة الخارجية الأميركية.وكان آخر ظهور للجبير في الرياض ضمن الوفد المرافق للعاهل السعودي الذي استقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الرابع من فبراير الحالي. وقد تم تعيين مستشار العاهل السعودي والمتحدث السابق باسم السفارة السعودية في واشنطن عادل الجبير في التاسع والعشرين من يناير الماضي سفيرا للسعودية في الولايات المتحدة خلفا للأمير تركي الفيصل الذي استقال من منصبه. وجاء في الأمر الملكي "يعين معالي الأستاذ عادل بن أحمد الجبير سفيرا لنا لدى الولايات المتحدة الأميركية بمرتبة وزير في وزارة الخارجية".وأشار الأمر الملكي إلى أن القرار أتى "بناء على رغبة صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبد العزيز بإعفائه من منصبه".وعادل الجبير دبلوماسي معروف يتقن الانكليزية والألمانية والفرنسية، ومقرب من الأمير بندر بن سلطان الذي شغل منصب السفير السعودي في الولايات المتحدة لمدة عشرين عاما قبل تركي الفيصل واستقال في يوليو/تموز 2005. وقام عادل الجبير بدور حاسم في وسائل الإعلام الأميركية للدفاع عن السعودية بعد اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 في الولايات المتحدة.ولا يحظى السفير الجبير بتعاطف بعض الفعاليات الدينية في المجتمع السعودي بسبب ما اعتبروه تضييقا على العمل الخيري السعودي الخارجي، بعد أن ظهر الجبير في مرات عدّة بجانب مسؤولين أميركيين في واشنطن يعلن اتفاق البلدين على إغلاق عدد من المكاتب التابعة لهيئة الإغاثة الإسلامية في عدة مناطق سواء في اندونيسيا أو البوسنة، بعد أن أثبتت التحقيقات أن بعض هذه المكاتب تورطت في دعم الإرهاب.وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سأل في مؤتمر صحافي مؤخراً عن تعيين سفير للسعودية من خارج الأسرة المالكة في واشنطن فقال" من يصل إلى هذا المنصب كما أن له حقوقا فإن عليه واجبات لابد من القيام بها". الجبير والأميركيون رغمأن معظم تعليقات الاعلام الأميركي لا تتفق مع آراء الجبير، فقد أشاد الاعلام الأميركي حسب (الواشنطن بوست) بمقدرته، إذ قال بلتزر، مذيع اخبار في قناة "سي.ان.ان" الليبرالية، انه "ذكي وحصيف"، وقال اورايلي، مقدم برنامج في قناة "فوكس" اليمينية، انه "يعرف كيف يشرح وجهة نظره". ووجد الجبير نصيبه من الاوصاف اللاذعة مثل انه "يبيع دهن الثعبان في واشنطن" (اشارة إلى مهارته)، ومثل "كلماته ناعمة الملمس من الخارج وخاوية من الداخل". ومثلما نقل الاعلام الأميركي كلمات الجبير الناعمة، نقل الخشنة الغاضبة، مثل "هذا يدعو للغضب وغير لائق ومقسم ومؤذٍ"، ردا على هجوم الجنرال وليام بويكن، قبل سنتين، على الاسلام والمسلمين. ووصفت دورية "اميركان بوليتيكال جورنال" مقدرة الجبير على "الظهور بملابس غربية، او بملابس سعودية في التلفزيون بدون تردد او تعقيد". وقالت مجلة "كويل"، التي تصدرها الجمعية الصحافية الأميركية، انه "ماهر"، ليس فقط في تصريحاته الصحافية، ولكن ايضا في ترتيب الاتصالات بين كبار المسؤولين السعوديين والأميركيين. وحكى الجبير لإذاعة "بي بي سي" البريطانية كيف سمع خبر هجمات 11 سبتمبر، حيث قال انه كان في جدة، وعاد إلى منزله من العمل، وبدأ يسبح في المسبح. وعندما قيل له ان طائرة ضربت برج مركز التجارة العالمي في نيويورك، ظن ذلك حادثا، حتى شاهد في قناة "سي.ان.ان" طائرة ثانية تضرب البرج الثاني. وفكر في ثلاثة احتمالات؛ الأول: حدوث خلل في جهاز ارشاد الطائرات في المنطقة، ثم الثاني: تعمد شخص في مكتب ارشاد الطائرات ذلك، ثم الثالث: قيام ارهابيين بالهجوم. وقال ان اول ارهابي خطَرَ بباله كان اسامة بن لادن لأنه "الشخص الوحيد الذي يرغب في ذلك، وفعل مثل ذلك في الماضي، وعنده منظمة تقدر على تنظيم ذلك". وقال الجبير انه، عندما اعلنت تفاصيل الهجوم خلال الايام التالية، اصيب بثلاث صدمات؛ الاولى، كان الهجوم ـ حقيقة ـ فظيعاً. الثانية، اشترك في الهجوم، الذي قام به تسعة عشر ارهابيا، خمسة عشر سعودياً. الثالث، هبَّ الأميركيون ضد السعودية، وقالوا ان مدارسها تخرج ارهابيين، ورجال الدين فيها يدعون للارهاب، وحكومتها تدعم الارهاب. واثرت انطباعات الايام الاولى عن هجمات 11 سبتمبر هذه على تفكير الجبير، وساعدته في مهمته بان ينقل للشعب الأميركي وجهة النظر السعودية. ووصفت مجلة "دبلومات" (الدبلوماسي)، التي تصدر في واشنطن وتغطي نشاطات السفارات الاجنبية فيها، الجبير بأنه "رغم انه يعيش في الجانب الآخر من الكرة الارضية، فهو يقضي جزءاً كبيراً من وقته في واشنطن، وعلى شاشات التلفزيون الأميركي".