قوننة الانترنت السورية... بين الحد من الفوضى وتقييد الحريات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق: في خطوة باتجاه وضع الضوابط القانونية للمواقع الإخبارية السورية على الإنترنت، تجتمع وزارة الاتصالات اليوم مع المسؤولين عن المواقع السورية لترخيصها رسميا. وترى مصادر رسمية تحدثت إليها "إيلاف" إن القرار الجديد لا يتعارض مع قانون المطبوعات الذي سيرى النور قريبا في سوريا، مؤكدة ان ترخيص المواقع الاخبارية الإنترنتية سيضع حداً للفوضى.
في المقابل، يرى مراقبون إن القرار خطوة نحوى الوراء ومؤشرا على نية الحكومة السورية تأخير إصدار قانون المطبوعات الجديد الذي من المفترض ان يتضمن موادا تحكم النشر الالكتروني، إضافة إلى أنه تقييد لفضاء الانترنت الحر الذي من الممكن ان يتسع للجميع. وتخوف مراقبون من أن يكون ترخيص المواقع الإلكترونية انتقائياً.
وبرز في سوريا مؤخرا العديد من مواقع الانترنت نذكر منها "شام برس" و"سيريا نيوز" و"سيريا نوبلز" و"صدى سوريا" و"زمان الوصل" و"الجمل" و"النزاهة" و"سيريا ستيبس" و"داماس بوست" وغيرها إضافة إلى العديد من منتديات الحوار.
واتسعت مساحة الانترنت للآراء الحرة والجريئة التي تفتقدها الصحافة السورية الناطقة - بأغلبها - بلسان الحكم، الأمر الذي كان من شأنه التقليل من سيطرة الدولة والأجزاب الحاكمة على وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة. وبالرغم من ان مجموع مستخدمي الانترنت مع نهاية العام الماضي في سوريا بلغ نحو مليون مستخدم من أصل 18 مليون هم عدد سكان سورية، الأمر الذي يعكس ضعف انتشار خدمة الانترنت في سوريا، إلا أن بعض مواقع الانترنت في سوريا حققت نسبة دخول مرتفعة وأرقاما لابأس بها.
ويؤكد ناشطون ان الانترنت في سورية غير خاضع لقانون يضبطه او ينظم آليته مما يجعله أحيانا ساحة لتصفية الحسابات ومرتعاً للسباب والقذف والتشهير، وأشاروا إلى أنه تم استغلاله من قبل السلطات السورية من أجل تشويه بعض المعارضين وناشطي الشأن العام.
ومن المتوقع ان يتعرض كل من يرفض الاستجابة الى تقديم طلب الترخيص للموقع الذي يملكه للملاحقة القانونية ولحجب الموقع.
وتحجب سوريا العديد من المواقع العربية الإخبارية مثل "إيلاف" و"أخبار الشرق" و"القدس العربي" و"عرب تايمز" و"إسلام أونلاين"، إضافة الى عدد من مواقع الصحف الورقية مثل "الشرق الأوسط" اللندنية و"المستقبل" اللبنانية و"السياسة" الكويتية و"الحوار المتمدن"، و"شفاف الشرق الأوسط". كما تحجب سوريا مواقع البريد الإلكتروني العالمية مثل الـ "هوتمايل" وبعض المواقع الأخرى مثل المواقع الكردية.