أخبار خاصة

سعوديون في أميركا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تحدث لـ"إيلاف" عن الأسلوب الصحافي و الكتاب الرغيف !!
"السندباد الدخيل" يسرد "حيوات" "سعوديون في أميركا"

الكتاب علي الحسن من الرياض: إذا لم يُقدّر لك الإطلاع على أحوال الطلبة السعوديين في الولايات المتحدة الأميركية خلال تلك الفترة الحرجة التي أعقبت أحداث الحادي عشر من سبتمبر نتيجة تورط 15 سعودياً في تنفيذ الهجمات التي خلفت أكثر من ثلاثة آلاف قتيل، فإن الكتاب السردي الذي أصدره الإعلامي السعودي تركي الدخيل بعنوان "سعوديون في أميركا" سوف يسلط الضوء على هذه الحيوات المختلفة بشكل مفصل.

ويسرد الدخيل في الكتاب، الذي ستجري له مراسم توقيع في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي تحتضنه العاصمة السعودية أواخر فبراير، وقائع رحلته الأولى برفقة عائلته طالباً يخوض تجربته الأولى لتعلم اللغة الإنجليزية في إحدى المقاطعات الأميركية، الأمر الذي يسر له رصد واقع الطلبة السعوديين الذين تفاوتت شخصياتهم داخل الكتاب من أشخاص مجتهدين إلى طلبة عابثين تذهلهم الحضارة الجديدة، وتستغرقهم متعتها.

حفلات توقيع و حصار متبادل

تجربة التوقيع على الكتب خاضها تركي في معرض الرياض الدولي العاشر للكتاب الذي نُظّم العام الماضي، وهو آنذاك وقّع "ذكريات سمين سابق" لألفي معجب، حاصروا الدخيل، على طريقه في محاصرة ضيوفه في برنامجه الشهير على شاشة العربية(إضاءات)، في ظاهرة لم تكن مألوفة عربياً، ويقول عنها المؤلف:"وقعت كتابي في الرياض، وجدة، والبحرين، وأبو ظبي، والكويت. عندما يقبل الناس على منتجك الثقافي، فأقل واجب تقوم به تجاههم أن تكون حاضراً عندما يريدونك، إنها فرصة للتواصل مع الطرف الأهم للمعادلة الإعلامية والثقافية، وهو المتلقي، وأنا مسرور بالتجربة، وسأمضي فيها قُدماً، فانعكاساتها ليست فقط على تركي المؤلف، بل على تركي الإعلامي، وقبل ذلك تركي الإنسان".

والدخيل (33 عاماً) الذي يخوض تجربة كتابية هي الثانية من نوعها بعد كتابه الأول "ذكريات سمين سابق"، الذي حقق نسبة مبيعات مرتفعة، و صنف كتابه كأحد الكتب الأكثر مبيعاً خلال العام المنصرم 2006، يصف تلك التجربة الأميركية في كتابه الجديد ذو الـ 185 صفحة بأنها كانت الفترة الأخصب في حياته التي جعلته يحتك بشكل مباشر مع تحولات أن تكون سعودياً قبل أحداث سبتمبر وأن تكون سعودياً بعدها، وهنا تكمن المفارقة التي أفرد لها الدخيل فصولاً واسعة من كتابه.

في أحد فصول الكتاب يشير الكاتب، الذي يقدم برنامجاً تلفزيونياً ناجحاً بشكل أسبوعي، بأنه وزملائه الطلبة السعوديون اضطروا خلال تلك الفترة الحرجة بأن يموهوا جنسياتهم خشية تعرضهم لردود فعل عنيفة من قبل المواطنين الأميركيين، إذ يقول الدخيل إن الذين كانت ملامحهم آسيوية يقولون أنهم هنود، والذين كانت ملامحهم لاتينية يقولون بأنهم ينتمون إلى الجنسية المكسيكية، على الرغم من أنهم سعوديون في الأصل.

وفي مقدمة كتابه، الذي أهداه إلى الرحالة الشهير كريستوفر كولمبس، متبعاً ذلك بقوله:"لولاه لما كانت شاغلة الدنيا المسماة أميركا"، يشير الدخيل إن أدب الرحلات لا يزال من أكثر الأجناس الأدبية إثارة للتشويق بالنسبة للعرب على وجه الخصوص، معتبراً أن كتابة كهذه تمثل مصدر ثراء زاخر في تجارب الإنسان خلال سنيّ حياته.

والمؤلف أسلوب صحافي والكتاب الرغيف

وينتمي كتاب الدخيل الذي جاء في 27 فصلاً إلى فئة من الكتب التي لا يمكن لقارئها أن يمسك عن قراءة الكتاب دون الوصول إلى الغلاف الأخير وإتمامه. وهو من جديد يختار الكتابة الصحافية والمشاهدات الميدانية، بعد أن وجدت تجربته في ذكرياته البدينة رواجاً وقبولاً من قبل جماهير القراء. ويقول عن ذلك لإيلاف:"اخترت الكتابة الصحافية لغة لكتابي، لأن جمهوري الذي استهدفه هو جمهور الجريدة اليومية، والصحيفة التي يتعاطى الناس معها كما يتعاطون مع رغيفهم اليومي كل صباح".

وعما إذا كان أسلوب الدخيل في كتابه الجديد الذي يصدر عن دار نشر سعودية هي العبيكان سيجد قبولاً لدى النقاد والمختصين، يقول المؤلف والإعلامي السعودي:"لا تشغلني هذه القصة كثيراً، أتمنى قبولهم، لكن ما يرضي الطبقة الوسطى ويقبولون عليه، عادة ما يكون مصدراً لملاحظات بعض المختصين، وهم وإن لم يعلنوا آراءهم بصراحة تداولوها في مجالس الثرثرة. حصل ذلك مع كتابي الأول ذكريات سمين سابق، وأعتقد أن خمسين ألف نسخة منه خلال بضعة أشهر تكفيني زهواً".

ويقع الكتاب في 186 صفحة من القطع المتوسط، وصمم غلافه الفنان السعودي الشاب فيصل المغلوث، وجاءت لوحة الغلاف محاكاة للعلم الأميركي غير أن الوانه الحمراء صيغت من حبيبات الشماغ الأحمر في إشارة إلى السعوديين في الكتاب، كما جاءت الأرضية الزرقاء لنجوم العلم من قطعة جينز تعبيراً عن أميركا.

محمد عبده وسلمان العودة

ويتلمس الكتاب تناقضات شتى بُثت بين سطوره، ابتداءً من رواية المؤلف لقصة شاب سعودي في أميركا كان يضع أشرطة غناء شعبي إلى جانب محاضرات دينية لمشايخ سعوديين مثل سلمان العودة وسفر الحوالي، في كرتون بيرة، ومروراً بالمفاهيم التي يجتهد بعض السعوديين في تصحيحها عن الإنسان الأميركي، ما جعل أحد عناوين فصول الكتاب: محمد عبده وسلمان العودة، في إشارة إلى فنان العرب السعودي، والشيخ الداعية، ما يمسك بتلابيب تناقض سعودي، بالنظر إلى تحريم معظم علماء الدين هنا، الموسيقا والغناء.

ويبقى التحدي الحقيقي بالنسبة لتركي الدخيل وكتابه الجديد، أصبحاً واقعاً بفعل نجاح تجربته في كتاب الأول، إذ يبرز سؤال منطقي: هل سينجح المؤَلف الثاني كما مُؤَلَفه الأول؟! والإجابة تبدأ منذ معرض الكتاب في السابع والعشرين من فبراير الجاري، وتمتد للمقبل من الأيام.

"سعوديون في أميركا"... لماذا الآن؟

تركي الدخيل اختار أن يخط على طرة كتابه وفي غلافه الأخير أجابة على سؤال: لماذا "سعوديون في أميركا"... الآن؟!

وجاءت إجابته كما يلي"

لماذا فكرت في إخراج كتاب "سعوديون في أميركا" بعد قرابة خمس سنوات على تجربتي هناك؟ وماذا سيقدم من إضافة للمكتبة العربية، التي تضم عشرات الكتب المتخصصة في الرحلات والأسفار؟


قد يكون "الهاجس الأميركي" الذي يعتمل في كل بلد وبيت ومكتب، هو ما دفعني لإعادة النظر، وإحياء تلك التجربة، التي لا أدّعي أنها فريدة، ولا أقول إنها لا سابق لها؛ ولكن ربما وجه الاختلاف يكمن في أن تلك الفترة التي عشتها هناك، كما عاشها آلاف السعوديين، شهدت لحظة غيّرت وجه العالم... وربما لم يصادفني للآن من قام بتدوين انعكاسات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 على الطلبة السعوديين المبتعثين في الولايات المتحدة، سواء أثناء أو ما بعد ذلك التاريخ.

غير أن هدفي لم يكن فقط رصد تلك اللحظة الرهيبة، بل أردت أن أنقل تفاصيل صغيرة، ربما لم ينتبه إليها من دونوا رحلاتهم ومشاهداتهم وانطباعاتهم بشكل عام.

ولا أقول إن من حسن حظي أنني عايشت أحداث سبتمبر في قلب الولايات المتحدة، فهي لحظة لا يتمناها أحد، بل هي الصدفة التي فعلت فعلها، لكي تدفعني إلى الكتابة، وكان بالضرورة أن أدلف إلى دهاليز يوميات الطلبة السعوديين والخليجيين في الجامعات والمعاهد الأميركية، بل وفي بيوتهم وأماكن سمرهم... كيف يعيشون حياتهم اليومية؟ ما هي أولوياتهم وطموحاتهم؟ كيف يديرون علاقاتهم بالمجتمع المحيط بهم؟ هل هم فقط يتلقون ويتأثرون، أم أنهم - أيضا - يفعلون ويؤثّرون؟ وفوق هذا وذاك، كيف كان تصرفهم في لحظة كارثية غير مسبوقة، هم شاءوا أم أبوا... معنيون بنتائجها؟

تساؤلات أرقتني، فحاولت الإمساك بالتفاصيل.

ولكن... هل قلت "ربما" كثيراً؟



- : ربما...

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف