هكذا اشترى بن لادن الملا عمر!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
قصة أحد أكثر المسلمين شهرة في التاريخ - 2-
هكذا اشترى بن لادن الملا عمر!
وكان انتقال بن لادن إلى العاصمة الافغانية بعد خمسة اشهر من وصول بن لادن الى مطار جلال اباد برفقة زوجاته الاربع و 6 من اولاده ونحو مئة مقاتل عربي حولهم , ولكن المختلف هذه المرة ان الجنرالات الثلاثة الذين قدموا إلى السودان لدعوة بن لادن الى افغانستان بدفع من الزعيم السوداني حسن الترابي لم يعودوا في السلطة ولم يكونوا في المطار ينتظرونه . فعرف بن لادن (39 عاما في ذلك الوقت) ان عليه ان يتأقلم مع النظام الجديد.في سبتمبر 1996 أرسل بن لادن أحد مرافقيه وكان يحمل الجنسية الليبية للقاء الملا محمد عمر في قندهار . وكان الملا عمر عُرف توا بأنه قائد حركة "طالبان". وبالتالي كان مفهوما لماذا ارسل الملا عمر ابرز مساعديه وهو الملا محمد رباني ، النائب وحاكم كابول، كي يلتقي بن لادن في العاصمة الافغانية.
كان بن لادن قد بدأ الحديث في ذلك اللقاء بالاشادة بما قدمته "طالبان" وكل ما انجزته الامر الذي اعجب رباني وكان مطمئنا إلى ان "طالبان" ستعطي الحماية لمن يستحق . ويقول شاهد حضر ذلك اللقاء ان "الجميع غادروا ذلك الإجتماع مبتسمين".
ويقول تقرير صحافي ان ذلك اللقاء و الاتفاق كان بمثابة "بداية النهاية" بالنسبة الى بن لادن . كان له مطلق الحرية في بناء "القاعدة" التي يقول عنها الغرب اليوم انها "اكثر المنظمات ارهابا على سطح الأرض" . و بدأ بن لادن يحيي اتصالاته مع المجاهدين القدامى الذين كانوا قد انتشروا في مختلف دول العالم الاسلامية والعربية منها خصوصاً، وكان الخروج والتحدث بالسوء عن المملكة العربية السعودية ونظامها وبقاء القوات الأميركية فيها قد اعطاه سمعة واسعة بين الشباب المتحمس الذي كان بمثابة سلعة يمررها المقاتلون القدامى الى بن لادن . كما ان مراحل بناء "القاعدة" في السودان كانت قد وصلت الى مستويات متقدمة ، وساهم ظهور حركات اسلامية تقاتل الأنظمة العربية والإسلامية بعدما سمتها ب"الكافرة" قد هيأ الساحة لانتشار مثل هذه الافكار والمفاهيم . ولكن ظل بن لادن يبحث عن هدف او عقيدة يمكن ان يجمع حولها مجموعته.
الظواهري ومحمد عاطف وبناء "القاعدة"
في افغانستان ايضا وجد الرجل نفسه محاطا بمجموعة من المنظرين الإسلاميين وعلى راسهم ايمن الظواهري الذي كان وقتها يبلغ من العمر 37 عاما، وكان قد اشرف على انشاء جماعة "الجهاد" المصرية . علم الظواهري بن لادن بعض الحقائق عن صراع الحضارات من المنظور الاسلامي ، وكان محمد عاطف ايضا قريبا من بن لادن في تلك الفترة وكان دوره تعليمه ما تبقى من التكتيكات العسكرية التي يحتاج إليها لادارة جيشه المسلح . وكان هؤلاء الثلاثة قد اتخذوا مقرا لهم في تورا بورا، وهي منطقة جبلية الى الجنوب من جلال اباد.كانت كل الطرق التي دل الظواهري تلميذه بن لادن عليها تقول ان "أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم". وهناك من يقول ان بن لادن في تلك الفترة تحديداً كان لعبة بأيدي الظواهري ومحمد عاطف.
بعد شهرين من الاستقرار في تورا بورا كان بن لادن قد انهى ، بتاثير من مساعديه الظواهري وعاطف، من كتابة 12 صفحة مفعمة بالآيات القرانية وتتوعد الأميركيين الموجودين في السعودية بالويل والثبور اذا لم يخرجوا من المملكة. ولم ينس الظواهري ان يضع بصمته بالحديث عن الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين ولأراض في لبنان و"الحرب الصليبية" المسيحية- اليهودية على العالم الاسلامي ووجوب المقاومة في هذه الحرب.في الرياض كان الإستياء بالغاً خصوصاً في ردهات وزارتي الخارجية والدفاع . فلطالما ساندت السعودية وباكستان حركة "طالبان" هذه (المملكة العربية السعودية وباكستان كانتا الوحيدتين اللتان اعترفتا بنظام "طالبان") وذلك من اجل التخلص من النفوذين الايراني و الروسي في أفغانستان. وها قد اصبحت طالبان توفر ملجأ آمنا لألد اعداء المملكة و تمتنع عن تسليم بن لادن الى الرياض . لهذا كان على المسؤوليين السعوديين اتخاذ اجراءات صارمة .
الإنتقال إلى قندهار
عام 1997 اكتشفت حركة "طالبان" خطة سعودية معدة بدقة لاغتيال بن لادن، وطلبت الحركة من الزعيم الثري ان ينتقل الى معقلها قندهار ، حيث تستطيع ان تأمن عليه اكثر من اي مكان اخر في افغانستان، رغم انها كانت مسيطرة على ثلثي البلاد في ذلك الوقت.
وافق بن لادن على شد الرحال من مقره في آنذاك ليستقر في مقر القوات السوفييتية السابق قرب مطار قندهار. وكان همه الأساسي دعم علاقته مع الملا محمد عمر لئلايبيعه لأحد . لذلك دعم بن لادن مشتريات "طالبان" من الأسلحة بمال وفير لم يتوقف عند حد معين . وفوق ذلك استخدم امواله لبناء مساكن جديدة لمسؤولي الحركة وعلى رأسهم الملا محمد عمر . ولم يتوقف عند مسؤولي الحركة بل ساهم في بناء عدد من المساجد في المدينة ليفوز بود سكانها وهو ما لم يفعله في اي مدينة غير قندهار.
كانت طريقة بن لادن في تحفيز مقاتليه تنحصر في ان الافضل بينهم سيمنحون "شرف" لقائه او كما كان يقال وقتها " سيتشرف بلقاء الأمير". وبعدما كان يلتقيهم سرعان ما يرسلهم الى معسكرات تتضمن دورات اكثر تعقيدا بدلا من جعلهم يتعلمون الأمور الاساسية التي يتم التدريب عليها في المعسكرات العامة . وفي غضون عام واحد كان لبن لادن "قوات خاصة". وكان قد بدأ يخرج قليلا من عباءة كل من الظواهري ومحمد عاطف.
ورغم ان ما كتب في تلك الفتوى كان اقرب الى اسلوب الشعر منه الى النثر، كانت تلك القطعة الشعرية ابعد ما تكون عن "الشاعرية" المفترضة التي تصاحب ما يشبهها. فهي دعت صراحة إلى قتل كل أميركي او حليف لأميركا وكذلك المدنيين باعتباره واجبا على المسلمين . وسرعان ما أخبر بن لادن احد الصحافيين في لقاء ان هناك عملاً مقبلاً بالفعل سيؤكد ما ورد في الفتوى.
تفجيرات نيروبي ودار السلام
في الساعة الحادية عشرة قبل ظهر 7 اغسطس 1998 كان الشاب السعودي محمد راشد داوود الاوحالي (22 عاما) يقف قرب أحد المستشفيات في ضواحي العاصمة الكينية نيروبي، مرتديا الجينز و قميصاً ابيض ومنتعلاً حذاء اسود . وكان يصعب عليه تذكر لون ثيابه نتيجة للصدمة او لانها تحولت الى اللون الاحمر بانتشار الدماء على كل جسمه، لكنه كان يشكر الله كثيرا لأنه خرج من العملية دون ان يفقد جزء من جسمه . كان يحاول بصعوبة ان يجد المفتاح الذي يطابق قفل باب شقته .
قبل 34 دقيقة من وصوله الى باب شقته كانت قد انفجرت مخلفة 213 قتيلا واكثر من 4600 جريح، استهدفت السفارة الاميركية الواقعة في مبنى تجاري يضم كلية للادارة . وفي الوقت نفسه استهدفت السفارة الاميركية في دار السلام بتنزانيا بتفجير خلف 11 قتيلا وكان محمد (...)قاد الشاحنة هناك !
لم يكن الأوحالي وحده بل كان معه شاب سعودي اخر هو عزام وهو من قاد الشاحنة في نيروبي. وكان الاثنان ينشدان معا "أناشيد جهادية" وهما يتوجهان نحو السفارة وكانا يعتقدان انهما سيموتان معا. ولكن كان ذلك اليوم هو يوم عزام الأخير وحده، لأنه كان يجلس في مقعد السائق بعد ان ضغط على زر وضع في مقدمة السيارة . أما الأوحالي فلم يقو على الصمود . كان صغيرا تملكه الخوف وقرر الهرب.
وقال الأوحالي لوكالة ال"سي أي آيه" ان بن لادن هو من اختاره لهذه المهمة شخصيا حينما كان يتدرب في افغانستان اوائل العام 1997 وقد ارسل للقتال مع "طالبان" صيف ذلك العام، ثم اعيد تدريبه في معسكرات للمهمات المعقدة خاصة ب"القاعدة" في مارس .1998 وفي ابريل تلقى التعليمات الخاصة بمهمته. ولم تخلتف الطريقة التي جند فيها عزام عن الطريقة التي جند بها الاوحالي.بعد 13 يوما سقط 75 صاروخا اميركيا على 6 معسكرات تدريبية في شرق سهول افغانستان واستهدفت صواريخ اخرى أحد مصانع الادوية في السودان .وثار المسلمون في العديد من بقع العالم على هذه العملية وكانت تلك الخطوة ما ينتظره بن لادن بفارغ الصبر انه رجل يعرفه العالم الآن جيدا .
زيارة الأمير تركي لأفغانستان
الأمير تركي كان حلقة الوصل في نقل ملايين الدولارات من السعودية الى حركة "طالبان" ايام صعودها اواسط التسعينات، ومن هذا المنطلق أمنت الحركة لقاء مباشرا له مع الملا عمر بعد دقائق من وصول الطائرتين.
وتحدث الأمير تركي بإسهاب عن مساعدة السعودية لحركة "طالبان"، وخلال الحديث أخذ الملا عمر قدحا من الماء كان موضوعا على الطاولة وصب الماء الذي فيه على رأسه في حركة فاجأت الجميع .
قال الملا عمر في الاثناء "لقد نفد صبري"، وسط ذهول الحاضرين وصمتهم . وبعد برهة قال: "الآن استعدت هدوئي , سأسألك سؤالا واحداً ثم يمكنك المغادرة . كم من الوقت أمضت السعودية في مساعدة الأميركيين في تاريخها؟".كان السؤال كفيلا أن يسد شهية الحاضرين. وكان المقرر ان يتناول الملا عمر وضيفه الغداء معا، ولكن لم يلمس احد الطعام الموضوع على الطاولة . في ذلك اليوم تأكد الامير تركي الفيصل ان مصير بن لادن وحركة طالبان اصبح واحدا.
وأصدر بن لادن في الأثناء بيانا نفى فيه اي ضلوع له او لحركته في تفجيرات نيروبي ودار السلام رغم انه رحب بحصولها. ولم يصدق احد ممن سمعوا اعلانه . أما طالبان فأعلنت بدورها ان بن لادن اختفى ولم يصدقها احد ... ايضا. وفي الواقع كان بن لادن يمضي وقته في مزرعة قديمة على بعد 5 اميال من جلال آباد.
ويقول احد القريبين من بن لادن ممن قبض عليهم فيما بعد ان زعيم "القاعدة" كان يؤدي صلاة الفجر عادة في تلك المزرعة ثم يدرس القرآن الكريم قبل ان يتناول الافطار المكون من الخبز الأفغاني والشاي الاسود ، وكانت وجبتا الغداء والعشاء بالبساطة نفسها. كانت حياته مهددة طوال الوقت ويواظب على التفكير بأمنه مفضلا التواصل مع القريبين منه بالرسائل التي ينقلونها بالهاتف الى الحلقة التالية في منظمته . وكانت حمايته مكونة من المقاتلين العرب الذين يقودهم سيف الحسين، وهو مصري كان بعمر 35 عاما ذلك الوقت.
وأصدر بن لادن شريطا اظهر عمليات تدريبية لمنظمته ومعها لقطات لأفراد من الجيش الاسرائيلي يقتلون فلسطينيين ، وبعدها يظهر هو وخلفه خريطة العالم متوعداً ومهدداً اعداءه. في تلك الحقبة زادت مشتريات بن لادن لتضم صواريخ "ستينغر" وصواريخ أرض - جو. بالإضافة إلى اسلحة خفيفة والإمدادات كالرصاص بكميات مهولة قدمها هدية ل"طالبان" من اجل التواصل مع قادتها وشراء ذمههم ودعم العلاقة بهم.
هجمات 11 سبتمبر
بن لادن وويتني هيوستن وأكمل زعيم "القاعدة" في ذلك الوقت بناء قاعدة جوية على انقاض قاعدة سوفييتة قديمة قرب قندهار, وكانت طائرات عديدة تهبط فيها آتية من مختلف دول الشرق الاوسط بدعم مجموعة من الهيئات الخيرية . وقبل هجوم 11 سبتمبر نقلت تقارير استخباراتية استخدام قادة كبار من "القاعدة" هذه القاعدة الجوية للانتقال الى باكستان هربا مما هو آتٍ، وقد القت الإستخبارات الباكستانية القبض عليهم.
لا احد يعرف أين كان بن لادن صبيحة تنفيذ الهجمات في 11 سبتمبر2001 رغم ان مصادر عديدة رجحت وجوده آنذاك في صحراء قرب قندهار برفقة الظواهري ومحمد عاطف و عدد من المقربين منه وابنه مع نخبة يصل عددها إلى ما بين 3 الاف و 4 الاف مقاتل عربي تتولى حمايته وحماية الملا عمر.
والمؤكد ان بن لادن قابل الملا عمر بعد ايام من بدء الهجوم الأميركي في 7 اكتوبر 2001 وقد عثرت القوات الأميركية على شريط الاجتماع الذي يعتقد انه عقد في باكيا قرب الحدود الافغانية- الباكستانية.ويقول بن لادن في الشريط ان العالم انقسم الى فسطاطين الاول، فسطاط الحق وفسطاط الباطل وان على كل مسلم الدفاع عن دينه، محددا اعداءه بأنهم الأميركيون والانظمة الحاكمة في كل من السعودية والاردن وسوريا، بالاضافة الى انظمة الشرق الاوسط الاخرى بالعموم لانهم حسب بن لادن "تلطخت ايديهم بقتلى المسلمين" وقد وضع قائمة ضحاياهم من الفلسطينيين والاطفال العراقيين اللذين كانوا يرزحون تحت الحصار الدولي، الى شعوب مسلمة أخرى.
3000 اميركي تقريباً قتلوا ذلك الصباح . وكانت اعظم قوى على الارض غاضبة تبحث عنه وعن كل من يتعاون معه . كانت الطائرات تصطدم بالابراج والبنتاغون ولم يعرف احد متى ينتهي الكابوس.في المقابل كان مجموعة من الرجال ينتظرون اشراق شمس الصباح في افغانستان ، قرر بن لادن ان يترأس صلوات الفجر ليشكر الله على "نصرته" !
Zaid_musicplus@hotmail.com