قراءة لبنانية لحديث الأسد إلى الجزيرة

الاسد: لن نتنازل عن سيادتنا قراءة لبنانية لحديث الأسد إلى "الجزيرة"

يقطع طريق التفاهم على المحكمة الدولية

الياس يوسف من بيروت: علقت مصادر في الغالبية النيابية والحكومية في بيروت على الجزء المتعلق بلبنان في حديث الرئيس السوري بشار الأسد إلى صحيفة "الجزيرة " السعودية ، فاعتبرت قوله إن سوريا غير معنية بالمحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري وان المحاكم السورية هي التي تحاكم أي متهم سوري، يعكس موقفه النهائي الرافض لمبدأ تشكيل المحكمة. واستبعدت تالياً احتمال حصول تقدم في المشاورات بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري، لكون بري يفاوض باسم حلفاء سورية في لبنان.

وأضافت ان رمي الرئيس السوري مشكلة المحكمة ذات الطابع الدولي على أطراف المعارضة واعتبارها مشكلة لبنانية بدا بمثابة تحريض لهذا الفريق اللبناني على عدم تسهيل تشكيل المحكمة . بدليل انه تعمد وصف هذه المحكمة بأنها" أداة خارجية للتدخل في الشؤون الداخلية والانتقام السياسي من أطراف لا يسيرون في اتجاه معين".
واعتبرت ان كلام الأسد "يشكل ذروة التدخل السوري في الشأن الداخلي اللبناني، ما دام يذهب أبعد مما تطالب به المعارضة اللبنانية المتحالفة معه والتي تطرح موضوع التعديلات على نظام المحكمة". وتساءلت عما اذا كان هذا الموقف "يقطع الطريق على المعارضة نفسها للمضي في التفاوض على موضوع المحكمة عبر اظهار موقفها مرتبطا ارتباطا تاما بالموقف السوري".

في مجال آخر، طمأنت اوساط دبلوماسية اوروبية شخصيات من قوى ١٤ آذار/مارس إلى أن "أي مسؤول اميركي او اوروبي او عربي كبير لن يجلس مع الرئيس بشار الأسد ويعقد معه صفقة حول لبنان تؤمن مصالح النظام السوري الأساسية على حساب مصالح الشعب اللبناني الحيوية، ولن تتكرر الصفقات السابقة التي عقدها الاميركيون مدعومين من بعض الدول العربية والاوروبية مع الرئيس الراحل حافظ الاسد، مما أدى في ما مضى الى إخضاع لبنان للهيمنة السورية سنوات طويلة.

إذ أن ثمة مجموعة عوامل رئيسية تشكل فعليا ضمانات حقيقية وجدية تمنع اتمام مثل هذه الصفقة مهما فعل النظام السوري وحلفاؤه، منها وجود تفاهم سري كبير بين الولايات المتحدة ودول اوروبية وعربية عدة معنية بشؤون المنطقة حول أمرين:

الأول، التصميم على منع تحول الخليج العربي بحيرة ايرانية وخضوعه بالتالي إلى سيطرة الجمهورية الإسلامية لأن ذلك يهدد المصالح الحيوية العربية ويقلب موازين القوى في الشرق الاوسط لمصلحة القوى المتشددة.

الثاني، التصميم على منع سقوط لبنان في دائرة النفوذ السوري ، لأن ذلك يهدد مصير هذا البلد ويحوله ساحة مواجهة رئيسية بين المحور السوري- الإيراني والدول الغربية والأنظمة العربية المعتدلة، كماأنه يمهد لتفجير حرب جديدة مع إسرائيل على الأراضي اللبنانية.