قمة الرياض: أين أنت يا كيسنجر
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
ملك الأردن: نأمل أن تسهم القمة بإنهاء عنف العراق
سعود الفيصل: الهوية العربية بخير
وسيم الدندشي من الرياض: إلى أي درجة كانت الرياض جادة عندما طلبت نقل القمة العربية القادمة المزمع عقدها يومي الأربعاء والخميس المقبلين من القاهرة إلى مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات الذي احتضن مؤتمرًا يتيمًا حول الإرهاب، وإلى أي مدى ستكون تلك القمة عنوانًا بارزًا بين القمم السابقة، ليكون الحديث فيما بعد عما قبل قمة الرياض وما بعدها، لتذكر ربما بنجاح سابق أحرزته المبادرة العربية للسلام التي عرضتها السعودية أمام القمة العربية في بيروت عام 2002، وحازت إجماعًا غير مسبوق حتى من قبل دول الممانعة، رغم تصريح أحد رؤسائها قبل يومين بأنه لا يتوقع حلولاً من القمة. الأكثر تعقيدًا ملفات متأزمة، بعضها محوري ترتكز عليه مجمل الملفات الأخرى، هكذا صرح العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بعيد حرب لبنان الأخيرة في تموز، عندما أكد بأنه ما لم يجد المجتمع الدولي حلاً للمشكلة الفلسطينية فلن تكون هناك حلول جذرية لغيرها.عادل الطريفي المتخصص في العلاقات الدولية أيد ذلك، يقول: "بإعتقادي إن الملف الفلسطيني سيكون الأبرز على طاولة الرؤساء العرب، فهو الأكثر تعقيدًا، خاصة في ظل حكومة فلسطينية تشكلت جديدًا بعد إتفاق مكة، والسعي لكسب تأييد دولي أكبر لها، يساعد على ذلك حضور الأمين العام للأمم المتحدة ضيفًا على القمة". ومن جهة أخرى إرتباط الملف الفلسطيني بالمبادرة العربية للسلام والتي أصبحت مرجعًا لأي حديث يدور حول السلام العربي -الإسرائيلي منذ خمس سنوات، حتى تجاوزت بأهميتها المرجع الأساس وهو خريطة الطريق. وقد خرجت تصريحات متتالية، سعودية ومصرية وأردنية، وسورية أيضًا باتجاه الجانب الإسرائيلي يؤكد بأن تفعيل المبادرة العربية، والبدء بالتفاوض لن يتضمن شروطًا مسبقة، أعلن ذلك صراحة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل خلال لقاء جمعه في الرياض مع منسق الشؤون السياسية والأمنية الأوروبية خافيير سولانا.ولا يعني ذلك بالضرورة تشاؤمًا تجاه حراك مأمول في المرحلة القادمة، يقول الطريفي إنفي ظل تصريحات إيجابية من الولايات المتحدة الأميركية، وقناعة بدأت تتشكل في المجموعة الأوروبية تتضمن بحث آلية جديدة لإمكانية التواصل مع الحكومة الحالية بقيادة حماس، على خلفية أنه وبعد سنة كاملة من وجود حماس في السلطة بات من الأجدى التواصل معها بشكل أو بآخر. أضف إلى ذلك أن التاريخ يبين لنا أن الأميركيين دائمًا ما يبذلون المزيد من الجهد عندما تقترب السنة الرئاسية الأخيرة من نهايتها، جرى ذلك دائمًا عدا أيام كلينتون الذي جنى ما حققه بوش الأب عام 2000. يدعم ذلك وبشكل واضح ضغط أمريكي باتجاه إسرائيل للجلوس إلى الطاولة العربية، والبدء بالحديث حول خطوات أكثر جدية، أضف إلى ذلك رغبة إسرائيلية التي أعلنها رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت قبل أيام، فيأن تعمد القمة العربية إلى تفعيل المبادرة العربية للسلام. فهو رئيس الوزارء الذي خرج منذ أشهر من حرب خاسرة بالمقاييس الإسرائيلية وليس العربية، فهو بحاجة لتحقيق إنجاز يدعم إئتلافه الحاكم. يأتي على الجانب الآخر حكومة الوحدة الفلسطينية التي أصرت حماس على رئاستها مما يهدد مشروع إستمرارها الفترة المطلوبة لإنجاز شيء حقيقي على الأرض، يقول الطريفي: "من جهة حماس فإن هناك تيارين يتنازعان في الداخل، أحدهما يميل لتلقي الدعم الإيراني سواء المادي أو عن طريق تدريبات ميدانية أو فنية، والبقاء في الوصاية السورية، فيما تيار آخر يمثله أحد مستشاري إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني وآخرون من المجلس التشريعي يرى أفضلية التواصل مع العرب، وتفعيل مبادرة السلام العربية. وحماس ومنذ ما قبل توليها السلطة وحتى الآن لم تقم بعمليات تفجيرية في الداخل الإسرائيلي، وعمدت إلى الإلتزام التام بالتهدئة سوى حادثة واحدة هي إختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد، وفي كل ذلك رسالة سياسية واضحة". حماس والسلام فالبرغم من البنود الجريئة التي تضمنتها المبادرة العربية، باعتمادها السلام والإعتراف بإسرائيل مقابل عودة الأراضي الفلسطينية عام 67، وقيام دولة فلسطينية، إلا أن حماس لم تستطع تجاوز هذا التقدم إلا بإعلانها إحترام ما يتوصل إليه العرب في هذا الِشأن، قرره ذلك مسؤولو حماس مجرد عودتهم إلى غزة بعد ساعات قليلة من توقيع إتفاق مكة، إثر هجوم تعرضوا له، كان أبرزه أحد قيادات القاعدة الدكتور أيمن الظواهري، وقد إعتبر توقيع حماس على إتفاق مكة خيانة، مؤكدًا أنهم "باعوا القضية". أضف إلى ذلك ملف اللاجئين، يقول الطريفي: "قضية اللاجئين هي الأكثر حساسية من بين ما هو مطروح، فهو موضوع معقد، يتوزعما بين 48و 76 لاجئًا، ومن لديهم وثائق، وغيرهم من شرائح ممن هجروا وأبعدوا، وفي الفترات السابقة كان ما طرح أمام عرفات هو عودة ما بين 5000 آلاف لاجئ إلى 35000 ألف، من أصل 250000 ـ 350000 هم شريحة من اللاجئين وليس جميعهم. السعودية تتسلم الملف يقول الطريفيعن أبرز ما يتوقع أن تنتهي إليه القمة من نتائج حول الملف الفلسطيني: "لا أتوقع تعديلاً على مبادرة السلام العربية، إنما المتوقع الآن أن تتسلم السعودية هذا الملف بأكمله، خاصة بعد النجاح الذي حققه إتفاق مكة من تهدئة الأمور وتشكيل حكومة جديدة، وتميز الإتفاق بحضور فلسطيني كامل، بمختلف توجهاته. فهو الملف الأبرز والأقوى من بين الملفات المطروحة، وسيعمد العرب إلى التأكيد على ما طرحته المبادرة العربية، على أن يترك مناقشة ملف اللاجئين إلى الداخل الفلسطيني". أول فشل مرتقب لم يكن غياب ممثلي ليبيا وجزر القمر عن إجتماع اللجان التحضيرية للقمة العربية والتي تناقش البيان الختامي بالرياض أمس أول مفاجئة تعطي دلالة نحو أي طريق تتجه إليه هذه القمة، بل كان المؤتمر الصحافي لرئيس مجلس النواب اللبناني قبله بيوم هو الإشارة الأولى لفشل أي إتفاق لبناني قد تسعى الرياض لتحقيقه خلال القمة، مستثمرة التواجد العربي المكثف، الذي يجمع الطرفين السوري واللبناني، ويغري الفرقاء اللبنانيين إنجاز اتفاق ما. عبدالعزيز الخضر المحلل والكاتب في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية قال إنالقمة العربية ستناقش توفير الدعم السياسي والإقتصادي للحكومة اللبنانية للحفاظ على الوحدة الوطنية وإستقرار لبنان، والأزمة اللبنانية منذ عدة أشهر إتخذت مسارًا متشابكًا وبالغ التعقيد، ومبادرة بري الأخيرة هي محاولة متأخرة لحلحلة الموقف من أجل التوصل إلى أهم الجوانب التي تعيق التقدم في مسألة المحكمة الدولية، وهو تحرك متأخر بعد فترة طويلة من الصمت في أجواء لبنانية مشحونة. يضيف الخضر: "ومع أن القمم العربية عودتنا ألا يكون هناك إفراط في التفاؤل، وأن نكون أكثر ميلاً إلى التحفظ، إلا أن الأجواء المصاحبة لهذه القمة ومكان إنعقادها، وثقل الدور السعودي، أسهم في مثل هذا الحراك للإستفادة من هذه المناسبة للخروج بحل للموضوع اللبناني". يذكر ذلك بالمؤتمر الصحافي ذاته لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وخافيير سولانا في الرياض حينما إعتبر الفيصل أنه لا بد للبنانيين أن يتـفقوا أولاً، حينما نفى ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية عن دعوة الرياض لمختلف الفرقاء اللبنانيين لعقد مؤتمر تصالحي، وقال: "نحن نرحب بالإخوة اللبنانيين في الرياض، إنما لابد أن يكون هناك أرضية وخلفية لهذا الحضور". حوار الجزيرة كان حوار الرئيس السوري مع صحيفة الجزيرة السعودية رسالة واضحة، تجاوبت معها الرياض بنشرها أجزاء من الحوار عبر وكالة الأنباء السعودية، الحوار تضمن في جزئه الأكبر حديثًا صريحًا حول العلاقات السعودية السورية المتوترة، وإعتبر الأسد أن هناك غيمة قد تلاشت الآن في العلاقة بين البلدين، مبينًا في حواره أن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز "دعمني وسوريا"، وأنه "من جيل والدي". لكن ذلك لا يعني تجاوز مرحلة صعبة وصلت إليها العلاقة بين البلدين، تعبر عنها حساسية الملف اللبناني السوري والمرحلة المتقدمة التي وصل إليها، وارتباطه بالملفات الأخرى، وإنذارات سابقة أخرجها السعوديون للعلن في فترات متفاوتة، بدأت مع الضغط السعودي لسحب الجيش السوري من لبنان، مرورًا بتصريحات العاهل السعودي خلال إجتماعه بنخبة صحافية في الرياض أعلن خلالها جملته الشهيرة "الأسد اتصل بي ثلاث مرات". فإلى أي مدى سيكون الملف اللبناني بتعقيداته محل تفاوض مع السوريين، يقول الخضر: "مشروع جدول الأعمال في القمة تتصدره تطورات القضية الفلسطينية ومناقشتها من مختلف جوانبها، وسبل تفعيل مبادرة السلام العربية، وتطورات الوضع في العراق. في هذه المرحلة حدث تداخل مركب في كل الملفات في المنطقة سواء في الملف العراقي أو السوري أو الفلسطيني واللبناني، ومرور الوقت دون حل لكل هذه الملفات العالقة جعلها تبدو قضية واحدة يصعب التفكير في حل لها بصورة مجزأة، والتفكير في تجزأة هذه الملفات صعب، ليس لأنها غير ممكنة وإنما لأن بعض الأطراف وبالذات السوري يتمسك بدمج هذه الملفات لتقوية وضعه التفاوضي". ليكون النجاح في هذا الملف، أو تحقيق تقدم طفيف أمرًا مستبعدًا مع تصريحات مفاجئة بعد صمت طويل من حزب الله حول ملاحظاته على مسودة المحكمة الدولية، والتي أعلن اليوم أنه يرفض بندين إثنين هما: مسؤولية الرئيس عن المرؤوس، وألا يشمل التحقيق بقية الجرائم التي بدأت منذ عام 2004. علاوي إلى الواجهة جولة مكثفة وسريعة قام بها رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، الذي شهد عهده إنخفاضًا واضحًا في العمليات الإرهابية، وشملت هذه الجولة بتنوعها وشموليتها الرياض وعمان والقاهرة وتركيا وبروكسل ولندن، لتكون رسالة واضحة نحو إقتراح تشكيل حكومة وحدة وطنية، تجد قبولاً مشتركًا من الداخل والخارج. يقول ميسر الشمري مدير مكتب صحيفة الحياة اللندنية في جدة، إنهلا بد للعراقيين من الإنصياع لفكرة حكومة وحدة وطنية، أيًا كان مذهبها على أن تكون علمانية تمثل العراقيين، خاصة في ظل فشل الحملة الأمنية التي بدأت فيها الحكومة العراقية منذ أسابيع، وفشل الإدارة الأميركية في إحتواء مختلف الأطراف السياسية الفاعلة، وقد ناقش الكونغرس الأميركي منذ أيام أيضًا الإنسحاب الأميركي من العراق الذي تم توقعه في أيلول (سبتمبر) من عام 200، وهي مدة ليست كافية بالتأكيد لبناء دولة. ومن أسباب هذا الفشل أيضًا الفساد المستشري في الحكومة العراقية الحالية، والخلل الواضح في تركيبتها التي قامت على أساس المحاصصة الطائفية. الضيف الإيراني سيأتي ضيف الشرف الإيراني إلى القمة العربية كمستمع ليقلب ناظريه باتجاهالجار الأدنى وهو العراق، ليلحظ على وجوه الوفد المرافق لرئيس الوزراء نوري المالكي أي إشارة سيبادر إليها البيان الختامي حول الملف العراقي، يستنتج من خلالها ترتيبًا ما لا يستشار فيه، بعد إستراتيجية أميركية إنقلبت إنقلابًا تامًا جسدها كشف أسلحة هربت عبر الحدود الإيرانية إلى الميليشيات العراقية المقاتلة، ساعدت على تحول عربي أعلنته الرياض لعلي لاريجاني مسؤول الأمن القومي حين زار العاهل السعودي بأنه من غير المسموح التدخل في الشؤون العربية بشكل يؤثر سلبًا على وحدة العراقيين.ورغم قلقه من أي تطور ينسج له العرب في إجتماعهم الرباعي ( السعودية، والإمارات ، ومصر ، والأردن) مع وزيرة الخارجية الأميركية منذ يوم أمس في القاهرة، إلا أنه مطمئن لنفوذه المستشري حتى النخاع في المفاصل الرئيسة للداخل العراقي، السياسي منه والأمني، يقول الشمري:"لا شك بأن الداخل العراقي بات مستباحًا للطرف الأقوى وهو الإيراني الذي أصبح تدخله واضحًا من خلال 70000 عنصر مخابراتي بحسب بعض المصادر، و3 مليارات دولار هي حجم ما قدمته للميليشيات الشيعية المختلفة، بل وصل الأمر إلى تدريس المنهج الإيراني في المدارس العراقية في البصرة، وهذا ما لاحظته خلال زيارتي إلى العراق بعد الغزو الأميركي". وأضاف: "أيضًا الطرف الأضعف في المعادلة وهو الطرف السوري الذي وإن تدخل عبر فتح الحدود لبعض الشباب للوصول إلى العراق، إلا أن تأثير ذلك ضعيف مقارنة بالعدد الكبير للمتواجدين في الداخل العراقي والذي يقدر بـ 400.000 مقاتل، إنما التأثير السوري الأكبر هو من خلال العلاقات الجيدة للسورين مع مختلف الأطراف الفاعلين في الساحة السياسية العراقية سواء بعثيو الداخل أو الخارج، اليسار منهم واليمين، وكذلك القبائل التي يستقبل الرئيس السوري بشار الأسد وفودها باستمرار، وغيرها من الأطراف ذات الإمتداد الشعبي القوي".التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف