القمة بين أمنيات العرب وأوهام إسرائيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
درجة حرارة تل أبيب ترتفع كلما اقترب موعد القمة
قمة الرياض بين أمنيات العرب وأوهام إسرائيل
خلف خلف من رام الله: لم تكن القمم العربية السابقة مبعثاً للتفاؤل والأمنيات عند الشعوب العربية بسبب أن تلك القمم لم تحقق شيئا يلامس آمال الشعوب، ولكن الصورة العربية اليوم مختلفة، والعرب غير العرب قبل ربع قرن، ولذلك فأن درجة الحرارة في تل أبيب ترتفع كلما اقترب الوقت من بدء جلسات القمة العربية في الرياض التي لم يعد يفصلنا عن موعد انعقادها سوى ساعات فقط. فالأوهام الإسرائيلية بتعديل المبادرة العربية للسلام ذهبت أدراج الرياح نتيجة إصرار عربي شعبي ورسمي على عدم المساس ببنود المبادرة التي تسد الدول العربية بطرحها مجدداً باب الذرائع الإسرائيلية بعدم وجود رغبة لدى الطرف العرب في السلام.وقد جاءت تصريحات الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي والتي قال فيها: "للمرة العشرين لا تعديل على المبادرة العربية وهذه آخر مرة أقولها" لتنهي الأوهام الإسرائيلية التي كانت معقودة على القمة بتعديل البند المتعلق بحقوق اللاجئين الفلسطينيين.
الى ذلك وصل الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني أمير دولة قطر مساء اليوم الى المملكة العربية السعودية للمشاركة في أعمال القمة العربية التاسعة عشرة والتي ستعقد في العاصمة السعودية الرياض يوم غد الاربعاء. ورافق الامير وفد رسمي يضم الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثانى النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية و احمد بن عبدالله ال محمود وزير الدولة للشؤون الخارجية و الشيخ محمد بن فهد ال ثانى رئيس التشريفات الاميرية و الشيخ عبدالرحمن بن سعود ال ثانى رئيس الديوان الاميرى و الشيخ حمد بن ثامر ال ثانى رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون و سعد بن محمد الرميحى سكرتير الامير لشؤون المتابعة والشيخ جبر بن يوسف الثانى مدير مكتب سعادة النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وسيف مقدم البوعينين مساعد وزير الخارجية و محمد بن حمد ال خليفة سفير دولة قطر لدى مصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية والسفير ابراهيم عبدالعزيز السهلاوى مدير ادارة الشؤون العربية بوزارة الخارجية وعلى بن عبدالله ال محمود سفير دولة قطر لدى المملكة العربية السعودية.
وكان فى استقبال أمير دولة قطر والوفد المرافق له بمطار قاعدة الرياض الجوية وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد العبيان والقائم بالأعمال بسفارة خادم الحرمين الشريفين بقطر السفير علي بن احمد قزاز ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية والسفير القطري لدى المملكة علي بن عبدالله أل محمود .
في غضون ذلك، لا يبدو الموقف الفلسطيني بعيداً عن نظيره العربي الذي يبدو حالياً أقوى شكيمة من أي وقت مضى، حيث تأتي القمة هذه المرة والشعب الفلسطيني يعيش في حالة صفاء بعد "اتفاق مكة"، وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، والشعب الفلسطيني المتأزم اقتصادياً ومعيشياً أكثر توقا للسلام والأمن من أي طرف في المعادلة السياسية، والمبادرة العربية محور القمة العربية هذه المرة تعطي الفلسطينيين دولة كاملة السيادة.
ولهذا فقد أظهر استطلاع للرأي نشر نتائجه أمس أن غالبية فلسطينية تؤيد المبادرة العربية للسلام، وجاء في الاستطلاع أن 72% من الفلسطينيين المستطلعة آراؤهم يؤيدون المبادرة العربية في حين يعارضه 26%، وأيد 63% من الفلسطينيين المستطلعة آراؤهم اعترافاً متبادلاً بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي، وفلسطين كدولة للشعب الفلسطيني، فيما عارض هذا الأمر 35%. وقد أجرى هذا الاستطلاع المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات المسحية في رام الله. وتنص المبادرة العربية على إنشاء دولة فلسطينية لحدود عام 1967، مقابل تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجميع الدول العربية.
من جهة أخرى، صرحت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس اليوم أنها أن كلاً من رئيس الوزراء إيهود أولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن سوف يلتقيان منذ الآن كل أسبوع، لمناقشة المسائل اليومية والإنسانية، وكذلك موضوع الأفق السياسي.
وهو ما أدى لغضب في إسرائيل، حيث صرح اليوم الثلاثاء وزير التجارة والصناعة والسياحة الإسرائيلي إيلي يشاي: إن إسرائيل لا ترفض احتمالات التفاوض: إلا أننا في إسرائيل لسنا ملزمين بقبول أي اقتراح تطرحه الولايات المتحدة. وأضاف يشاي يقول: إن العلاقات التي تربطنا بالولايات المتحدة جيدة، وينبغي الحفاظ عليها من منطلق الرغبة في التوصل إلى سلام، فالولايات المتحدة تعمل لمصلحة إسرائيل، غير أنه ليس كل توجه يأتي من جانب الولايات المتحدة هو الأصح أو الأفضل.
ويشار أن المبادرة التي طرحتها رايس تُعد مقلّصة جداً، مقارنة مع مشاريعها قبل وصولها إلى منطقة الشرق الأوسط، وذلك جراء التحفظات التي أبدتها إسرائيل.
هذا وقد كانت الوزيرة رايس قد اجتمعت أمس مع رئيس الوزراء إيهود أولمرت، حيث وصف مقربون من رئيس الوزراء اللقاء بأنه كان لاذعاً، إذ ناقش الاثنان السبل الكفيلة بدفع المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، كما حاولت رايس إقناع رئيس الوزراء أولمرت بدخول مسار التفاوض حول التسوية الدائمة، لكنه رفض ذلك، حسبما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي.
في أثناء ذلك، عقبت مصادر إسرائيلية اليوم الثلاثاء على تصريحات خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والتي أكد فيها على عدم تنازل حركته عن المقاومة المسلحة، بالقول: "أن أقوال مشعل هذه بمثابة محاولة تصدي للانتقادات من جانب العناصر الإسلامية المتطرفة ضد حركة حماس، أي أن مشعل نفى الادعاءات القائلة: إن حماس تخلت عن طريق المقاومة المسلحة، وأن الأوضاع الميدانية هي التي تحدد مدى حجم الليونة السياسية من جانب حركته.
وكان مشعل دعا أيضا خلال الاجتماع قادة الدول العربية إلى استغلال حالة الزخم التي نشأت في المنطقة، حيث أن حكومة إسرائيل الحالية ضعيفة _على حد تعبيره_ وبالتالي يجب الزج بها إلى الزاوية، وبلورة استراتيجية جديدة لتحرير القدس.
كما دعا الدول العربية إلى إعداد خطة شاملة لترميم الاقتصاد الفلسطيني، على غرار ما حدث بعد الحرب العالمية الثانية، _أي خطة مارشال_. كما تحدث مشعل بإسهاب عن عملية المصالحة بين حركتي حماس وفتح، في اتفاق مكة حول هذا الموضوع، وأنه ينبغي صيانة هذا الاتفاق بين التنظيمين.
وحسب تقرير للإذاعة الإسرائيلية الثانية فأنه رغم ما يقوله مشعل فإن الوضع الميداني لا يعكس الصلح الكبير الذي تم في مكة، ففي الأمس أصيب خمسة أشخاص بجروح خلال مواجهات بين عناصر من حركتي فتح وحماس في رفح جنوب القطاع، عدا عن وقوع مصادمات خلال الأيام الأخيرة بين عناصر من الحركتين شمال القطاع، بما في ذلك محاولة تصفية أحد قادة تنظم كتائب شهداء الأقصى في المنطقة، سميح المدهون، إلى درجة أن حركتي حماس وفتح قررتا إخراج المدهون من منزله، بل كانت هناك عملية منظمة من جانب محمد دحلان لنقله من هناك في قافلة محمية جنوباً إلى غزة، مما يعني أن الفلسطينيين يجدون صعوبة في السيطرة على الوضع الميداني، والصلح الذي تم التوصل إليه بين قادة التنظيمين، أي أن المواجهات لا تزال مستمرة.